بيروت ـ زينة طبارة
استهجن وزير الشباب والرياضة د.علي حسين عبدالله (حركة أمل) ما تضمنه تقرير أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون حيال صواريخ «سكود» وترسيم الحدود مع سورية وتسمية المقاومة بالمجموعات المسلحة، معتبرا ان التقرير المذكور وان كان صادرا عن اعلى سلطة سياسية في العالم، فهو يمس حقوق الدولة اللبنانية، لاسيما حقها في مقاومة العدو المحتل لجزء من اراضيها، معتبرا ايضا انه سواء كانت صفقة صواريخ «سكود» قد تمت حقيقة أو لم تتم، فهي تبقى حقا من حقوق المقاومة والشعب والجيش باستقدام واقتناء ما يرونه مناسبا من الاسلحة لتحرير الارض وللدفاع عنها من أي عدوان اسرائيلي محتمل، لافتا الى اعتماد الامم المتحدة لسياسة الصيف والشتاء تحت سقف واحد، بحيث تسارع الى تسجيل اعتراضها على تسلح المقاومة بهدف الدفاع عن الارض المحتلة وتغض الطرف في المقابل عن تدفق اسلحة الدمار الشامل بشكل متواصل الى الكيان الصهيوني المحتل، متمنيا على الامم المتحدة عدم التحيز الى جهة دون الاخرى، وذلك حفاظا على ما تبقى من مصداقية لديها تجاه الدول العربية.
ولفت الوزير عبدالله في تصريح لـ «الأنباء» الى ان سلاح المقاومة ليس سلاحا سريا أو خارجا عن ارادة الدولة اللبنانية كما حاول بان كي مون اظهاره في التقرير، مذكرا اياه بأن سلاح المقاومة يتمتع بغطاء لبناني شرعي، وبأن الشعب اللبناني صادق عليه من خلال تصديق المجلس النيابي على البيان الوزاري، الذي تضمن في البند السادس منه حق المقاومة والجيش والشعب في تحرير الاراضي المحتلة، مشيرا بناء على ما تقدم الى انه لا داعي لاستفسار الامم المتحدة وغيرها من الجهات الدولية عن صواريخ «سكود» وعن مصدرها، لطالما ان الامر بشكله ومضمونه يتعلق بالدولتين اللبنانية المشرعة للمقاومة ولسلاحها، والسورية الداعمة للبنان المقاوم للاحتلال الاسرائيلي، وبالتالي فإن عملية ارسال السلاح والصواريخ الى المقاومة هو امر طبيعي كون وجهة استعماله تبقى في اطار الدفاع عن الارض وتحرير ما تبقى منها تحت نير الاحتلال الصهيوني، مؤكدا ان لا ضير في نقل السلاح الى المقاومة حتى إن كان السلاح المنقول عبارة عن صواريخ «سكود»، مستدركا ردا على سؤال بانه وان كان هناك من نقاش لبناني ـ لبناني حول السلاح، فهو يكون عبر طاولة الحوار وليس عبر التقارير الدورية للأمم المتحدة.
معربا في المقابل عن مخاوفه من ان تكون قضية صواريخ «سكود» مفتعلة من قبل العدو الاسرائيلي كتهيئة لعدوان اسرائيلي على سورية ولبنان تماما كما حصل مع العراق، معتبرا ان كل الاحتمالات واردة في هذا الخصوص، خاصة ان تاريخ الكيان الصهيوني معروف لجهة اختلاقه الاضاليل والاكاذيب امام الرأي العام العالمي بهدف تنفيذ ما يصبو اليه تجاه الدول المعنية في الصراع العربي ـ الاسرائيلي. على صعيد آخر، وصف الوزير عبدالله مشاركة لبنان بكامل فئاته وأحزابه في احتفال «يوم الجلاء» الذي أقامته السفارة السورية في لبنان، وصفه بالممتاز والمعبر عن التآخي بين اللبنانيين، وان كانوا على خلاف في بعض العناوين المحلية على المستوى السياسي، معتبرا ان مشاركة «القوات اللبنانية» في الاحتفال المذكور تعبر عن ايمان كل اللبنانيين دون استثناء بضرورة وجود علاقات استثنائية بين لبنان وسورية، خصوصا ان ما يجمع لبنان بسورية ليس الجوار فقط، انما ايضا الترابط الاجتماعي من تزاوج ومصاهرة، وهو دليل تعاون جدي بين اللبنانيين مفاده ان الخلافات فيما بينهم مهما تفاقمت لابد أن تصل الى حلول مشتركة، متمنيا انسحاب صورة المباراة الودية في كرة القدم التي جرت بين الوزراء والنواب على العمل السياسي في لبنان، خاتما بالقول انه كما نزل لبنان فريقا واحدا الى الملعب الرياضي، كذلك شارك فريقا واحدا في احتفال السفارة السورية.