*في بيروت: تشير مصادر الى ان وجود العماد ميشال عون في مدريد أدى الى التباطؤ في تكثيف الاتصالات التي ستنشط في اليومين المقبلين بعد عودته. لكنها لاحظت ان التيار الوطني الحر يميل الى التشدد في المفاوضات اعتقادا منه أنه قادر على تحسين شروطه في الائتلاف البلدي، وهذا ما لمح اليه الوزير جبران باسيل في الاتصالات التمهيدية بقوله أمام الذين اتصلوا به إنه «ستكون لدينا حسابات خاصة في حال لم نتوصل الى توافق».
ولم يعرف حتى الساعة، كما تقول المصادر، ما اذا كان باسيل يذهب بعيدا في التلويح بموقف سياسي غير متوقع يمكن ان تنعكس ارتداداته السلبية على الوضع الحكومي، أم انه يصر على تكبير الحجر من خلال تجميعه عددا من الأوراق السياسية الضاغطة قبل بدء المفاوضات لانتزاع حصة بلدية أكبر من الحصة التي ستعرض عليه من نواب الدائرة الأولى في بيروت (الأشرفية).
وتردد ان الرئيس سعد الحريري بات مستعدا لمنح عون عددا معقولا من المقاعد، وان يكن ليس العدد الذي يطالب به عون. وذكرت معلومات ان تيار المستقبل حسم قراره بترشيح أحد كوادره بلال حمد الى رئاسة البلدية، فيما تقدم حوالي تسعة من المحسوبين على التيار الوطني الحر بترشيحاتهم في اطار العمل على اعداد لائحة شبه مكتملة تحسبا لفرضية المعركة في حال تعذر التوافق. كما ان حزب الله قدم ترشيحات تضمنت أسماء يمكن تكييفها مع كل الاحتمالات.
وحول موقف حزب الطاشناق وحزب الله في انتخابات بيروت، تقول مصادر ان الطاشناق حريص على علاقته التحالفية مع عون لاسيما في بيروت، لكن اصرار الأخير على شروطه سيضع القوة الأرمنية الرئيسة أمام خيارين: اما الانحياز الى جانب «التيار الوطني» أو سلوك الخيار الآخر للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري في منتصف الطريق والعمل معا من أجل تحبيذ الائتلاف في بيروت، خصوصا انه قادر على التدخل لدى حزب الله لإقناعه بخفض سقف مطالبه، ويبقى السؤال عن الموقف النهائي لحزب الله في حال أصر عون على انتزاع حصة كبيرة تفوق وزنه البلدي وهل يقرر المضي معه في المعركة حتى النهاية وهو يعرف نتائجها سلفا وربما خلافا لموقف حليفه الرئيس بري المؤيد للتوافق، ليس لأنه يريد الحفاظ على تمثيل «أمل» في المجلس البلدي، لكن انسجاما مع قراره المشترك بالائتلاف وحزب الله في البلدات الشيعية أو ذات الغالبية الشيعية على امتداد المحافظات اللبنانية من دون استثناء.
ويجر السؤال سؤالا آخر يتعلق بمدى استعداد حزب الله لتنظيم معركة قاسية ضد «المستقبل» ما دامت حصته محفوظة من جهة ومادام أحد لا ينكر عليه حضوره المميز من خلال قوته الشيعية في العاصمة. وثمة من يتساءل هل ان المعركة البلدية بحجم تقديمها وكأن الحزب يخوضها بالنيابة عن عون لاسيما في غرب بيروت، فيما يسعى الى تحصين الساحة ويمضي في تنفيس أجواء الاحتقان التي تسببت فيها حوادث أيار ٢٠٠٨ وتحديدا على صعيد الشيعة والسنّة.
*في المتن: يشير مسؤولون في التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق الى تحالف ثلاثي بين التيار والطاشناق والنائب ميشال المر يغطي معظم بلدات المتن، بينما تشير أوساط المر الى خوضه الانتخابات بتحالفات متفاوتة بين بلدة وأخرى، وتتوزع هذه التحالفات بين التيار الوطني الحر والكتائب والقوات. ونقل عن المر قوله ان الاتصالات جارية لتشكيل اللوائح وفق نسب محددة لكل طرف سياسي، مع مراعاة تمثيل العائلات في كل بلدة. أما البلدات التي لا تتجاوب مع مسعى التوافق وهي قليلة، «فلتحصل فيها معركة رياضية».
*في زحلة: حسمت قوى 14 آذار خيارها بدعم اللائحة التي يترأسها رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب، وتتوقع مصادر ان يبصر تحالف سكاف فتوش التيار الوطني الحر النور قريبا، خصوصا ان أركان هذا التحالف تجمعهم مصلحة واحدة وقواسم مشتركة، علما ان التيار وفتوش يرفضان تفرد سكاف بإعلان تشكيل اللائحة من دون التشاور والاتفاق معهما على شكلها، خاصة بعد ان حسم سكاف رئاسة اللائحة الى جوزف دياب المعلوف، في حين يريد فتوش المشاركة في القرار، أي حصوله على كوتا عددية من أعضائها، ويسانده التيار الوطني الحر الذي يريد تعزيز موقعه أيضا في تشكيل اللائحة.
*في طرابلس: هناك حرص محلي من جميع الأطراف على حفظ مقعدي الموارنة والأرثوذكس في المجلس البلدي العتيد.
*في الكورة: قالت أوساط متابعة ان اتصالات بعيدة عن الأضواء يقوم بها النائب فريد مكاري من أجل اصلاح البين مع النائب سليمان فرنجية بعد طول انقطاع، وآخرها كان ارسال مكاري رسائل عن امكانية التحالف المبطن مع فرنجية في بعض بلديات الكورة. وكان الرد على مكاري: «نحن لا نتحالف الا على رأس السطح».