بيروت ـ عمر حبنجر
الانتخابات البلدية على الأبواب، لكن المخاطر الاسرائيلية قاربت الداخل، أو هذا على الأقل ما تنبئ به مخاوف ملك الأردن عبدالله الثاني من وقوع الحرب الاسرائيلية خلال مايو ما لم تبادر ادارة الرئيس أوباما الضعيفة أمام الاسرائيليين، الى خطوات باتجاه السلام.
بيد ان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يعتبر ان الحرب قد تشن على ايران، واضاف: في هذه الحالة ستشتعل المنطقة بأسرها، وضمنها بالطبع لبنان.
لكن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استبعد مجددا حصول أي تطورات عسكرية في المنطقة رغم التهديدات التي تطلقها اسرائيل على خلفية التهويل ضد حزب الله والزعم بامتلاكه جيلا جديدا من الأسلحة المتطورة.
وأكد الحريري خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء على ضرورة انسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة ومنها الغجر ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا، مؤكدا على وجوب السير في عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط على أساس المبادرة العربية للسلام، كما أكد على ان التهديدات الاسرائيلية الأخيرة والكلام عن أسلحة متطورة لدى حزب الله، هو من باب التخويف والتهويل وان جميع المؤشرات تستبعد المواجهات العسكرية.
وجنبلاط يحذّر
وعلى العكس منه فإن رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط حذر من الكلام الاسرائيلي عن امتلاك حزب الله صواريخ «سكود» ورأى فيه مقدمة لضرب سورية ولبنان، ورفض السير مع المنطق القائل بأن سلاح المقاومة يشكل خطرا على لبنان.
جنبلاط نزع عن سياسيي 14 آذار صفة الحلفاء، وأطلق على البعض منهم لقب أصدقاء، وقال انه خسر لصالحهم الانتخابات الأخيرة، معتبرا ان لبنان موجود حاليا «وبحكم الأمر الواقع» ضمن المحور السوري - الايراني بهدف «حفظ الوحدة الوطنية». وأوضح جنبلاط في حديث الى صحيفة «لوريان لو جور»الناطقة بالفرنسية نشر أمس «نحن بحكم الأمر الواقع ضمن المحور السوري ـ الايراني من اجل حفظ الوحدة الوطنية ولا يمكننا إلا البقاء في هذا المحور».
وطالب جنبلاط بالتركيز على «الاستراتيجية الدفاعية بدلاً من الإكثار من الحديث عن سلاح حزب الله»، مضيفا «لم انس دروس السابع من مايو». ورأى جنبلاط «ان أحدا لا يستطيع إجبار حزب الله على تسليم أسلحته»، مضيفا «لم عليه أصلا ان يفعل ذلك؟ فالجيش اللبناني لا يملك العتاد ولا الوسائل اللازمة في مواجهة اسرائيل، علما ان الخطر الاسرائيلي هو نفسه ولم يتغير منذ عقود». واعترف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بانه وقع في «خطأ استراتيجي في السابع من مايو (2008) من خلال التسبب في قرارين حكوميين» قضيا بالتحقيق في شبكة اتصالات خاصة بحزب الله، وتغيير رئيس جهاز أمن المطار القريب من الحزب بسبب شكوك في تسهيله مسألة مراقبة حركة المطار للحزب الشيعي. واعتبر حزب الله في حينه هذين القرارين مساً بأمنه. وقال جنبلاط «كان هذا الأمر بمنزلة فخ لإشعال حرب مذهبية في لبنان». وفي حديث الى صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية الصادرة في لندن نشر أمس أيضا، تطرق جنبلاط إلى الاتهامات الاسرائيلية الأخيرة لسورية بنقل صواريخ «سكود» الى حزب الله. وقال «انه صاروخ قديم، الكلام عنه فقط دعاية اسرائيلية قد تكون تحضيرا لضرب لبنان وسورية». واضاف ردا على سؤال حول احتمالات توجيه ضربة اسرائيلية للبنان، «في أي لحظة».
واضاف: لا اعلان لفوز بلديات بالتذكية قبل هذا التاريخ.
قرار سعودي ـ سوري بالتوافق
من جهتها، قالت اذاعة «صوت لبنان» ان هناك قرارا كبيرا موحى به من السعودية وسورية يكمن وراء التوافقات البلدية في صيدا، وقريبا في طرابلس، وربما لاحقا في بيروت، اذا أمكن اقناع التيار الوطني الحر بخفض سقف مطالبه ولعل هذا ما كان وراء زيارة وزير الاعلام والثقافة السعودي عبدالعزيز خوجة الى لبنان أمس.
وتردد ان الرئيس سعد الحريري بات مستعدا لمنح العماد عون بعض المقاعد في المجلس البلدي للعاصمة، وان يكن ليس العدد الذي يطالب به عون (40% من المقاعد البالغ عددها 24 مقعدا).