بيروت ـ عمر حبنجر
بين الحديث عن معركة انتخابية هنا وتحالف هناك، رأى الرئيس سليم الحص انه كتب على اللبنانيين ان يحرموا نهائيا من الديموقراطية، في بلاد العالم، حيث تمارس الديموقراطية، حقيقة تتميز الانتخابات، سواء كانت نيابية أو بلدية، بالمنافسة الحرة بين المرشحين، فيعود للمواطن الناخب اختيار الافضل عبر صناديق الاقتراع. اما في لبنان فكثير من الحرية وانما قليل من الديموقراطية، فالتواطؤ بين المرشحين المتنافسين يلغي المنافسة عمليا تحت شعار التوافق، ويسمى التواطؤ ديموقراطية توافقية. في بلاد العالم التي اخذت بالممارسة الديموقراطية الصحيحة، فإن مفهوم الديموقراطية يتلازم مع المنافسة الحرة بين المرشحين، وكثيرا ما يكون الاختيار بينهم على قاعدة البرامج السياسية أو الاصلاحية أو الاقتصادية أو التنموية.
وأضاف: اننا نرى في الائتلاف تواطئا بين المرشحين لضمان النجاح بأقل ما يمكن من الجهد والتكلفة، وأطلقنا على التواطؤ اسما جذابا، فكان ما عرف بالديموقراطية التوافقية.
وقبل اسبوع على الموعد المرتقب للمرحلة الاولى من الانتخابات البلدية في لبنان، مازالت التحالفات البلدية في دائرة التفاوض، وتتركز الجهود على العاصمة بيروت، حيث تتأرجح الامور بين اقفال المفاوضات مع العماد ميشال عون الذي يطلب نصف عدد الاعضاء المسيحيين في المجلس البلدي «أي ستة اعضاء» وبين المزيد من الاخذ والرد معه توصلا لتفاهم ينتج عنه مجلس بلدي توافقي على صورة مجلس الوزراء الحالي. المفاوضات تدور بين «بيت الوسط» في بيروت حيث مقر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وبين الرابية حيث مقر النائب العماد ميشال عون، ورددت بعض المواقع الاعلامية ان المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله السيد حسين خليل سيلعب دور الوسيط بين الطرفين في محاولة لإيجاد مخرج مناسب لعملية إدخال عون في تركيبة مجلس بلدية العاصمة، في ظل تمسكه بالسعر المرتفع لمشاركته، مقابل رفض قاطع من جانب نواب بيروت المسيحيين الذين يرون ان التيار العوني الذي خسر الانتخابات النيابية في بيروت، لا يحق له ان يربح الانتخابات البلدية، دون جهد، أو بمعزل عن صناديق الاقتراع.
وفي هذا السياق، رأى نائب بيروت ميشال فرعون ان حظوظ التوافق في بلدية بيروت مع التيار الوطني الحر باتت ضئيلة جدا، كاشفا انه ابلغ امس بعض الحلفاء نتيجة الاتصالات المباشرة وغير المباشرة ان التيار الحر لا يملك النية في التوصل الى حل.
وعلى صعيد التنافس في جبيل وكسروان، اعلنت لائحة جبيل برئاسة زياد حواط، التي زارت توا رئيس البلدية الحالي جوزف الشامي، وقدمت له برنامجها الانتخابي ونالت الدعم.
وفي جونيه، اهتزت صورة التوافق الذي تم بين مختلف عائلات البلدة، على ان يكون انطوان افرام رئيسا لبلدية المدينة، بعدما قرر رئيس البلدية الحالي اعادة ترشيح نفسه، ردا على محاولات فتح ملف صفقات عقدتها البلدية برئاستها، تثير الشبهات!
وفي صيدا تم التوافق على تقاسم مقاعد البلدية الواحد والعشرين مثالثة بين رئيس البلدية المرشح محمد السعودي، وبين تيار المستقبل والجماعة الاسلامية، وبين فريق النائب السابق أسامة سعد، بمعدل 7 اعضاء لكل من هؤلاء. وفي بتغرين (المتن) توصل النائب ميشال المر الى التحالف بلديا مع القوات اللبنانية والتيار الحر والكتائب مستبعدا الحزب السوري القومي الاجتماعي بعدما تعذر الاتفاق معه.
وزير الداخلية زياد بارود اعلن قبول الاقتراع لمن يحمل جواز سفر عاديا أو بطاقة الهوية اللبنانية العادية، ودعا القوى الامنية الى مراعاة حسن التعامل مع الناخبين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي الغبيري وبرج البراجنة أطلق حزب الله وحركة أمل باكورة تحالفهما البلدي بإعلان لائحة «التنمية والوفاء» المدعومة منهما ومن العائلات. النائب علي عمار اكد ان تحالف حزب الله وحركة أمل هو انعكاس لإرادة العائلات وتجسيد للرغبة في مواجهة التحديات التي لها علاقة بالوضع الانمائي وايضا التحديات التي تستهدف لبنان من خلال التهديدات الاسرائيلية.
بدوره، اعتبر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة أمل الشيخ حسن المصري ان هذا التحالف «رد طبيعي على رهانات الخارج لتمزيق الصف المقاوم».