بيروت ـ عمر حبنجر
حماوة الاستحقاق الانتخابي تراجعت في معظم المناطق، الا في المدن الرئيسية التي قد تشهد معارك كبيروت وزحلة وجبيل رغم استمرار الاتصالات التوفيقية، بيد ان هذه الحماوة استمرت في مكان آخر، في موضوع صواريخ «سكود» التي يزعم الاسرائيليون ان سورية أرسلتها الى حزب الله في لبنان، فيما يواصل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان الحديث عن نقل الاسلحة الى الحزب، مؤكدا ان التقارير هي تقارير اميركية، وقد قال امس انه اذا كانت التقارير عن نقل الاسلحة صحيحة، فهذا يعني ان الاوضاع خطيرة جدا. وان علينا ان ننظر فيما يمكن فعله لإلغاء هذا الاجراء، النائب نبيل نقولا عضو كتلة العماد عون رد على فيلتمان بالقول ان هذه التصريحات تحريضية للبنانيين ضد بعضهم البعض، داعيا اياه الى عدم التدخل في شؤوننا الداخلية.
الحزب والحركة
على الصعيد البلدي، اعلن نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم انجاز الاتفاق بين الحزب وحركة أمل والقوى الاخرى على ترتيب المجالس البلدية في مناطق سيطرة الحزب والحركة في البقاعين الشمالي والغربي. بما يحقق النسبية التوافقية، مشيرا الى ان الاتفاق مع امل انمائي بالدرجة الاولى.
واضاف: اقول للمتربصين، نقلنا الاتفاق مع امل من الورق الى التطبيق في لائحة واحدة هي لائحة «التنمية والوفاء»، وحيث وجدتم هذا الاسم يعني اننا وأمل والعائلات وهو انعكاس للاتفاق السياسي.
توافق وتعثر
أما آخر التطورات البلدية في جبل لبنان فرجحت تمدد التوافق الى الشوف وعالية، مقابل انتكاسة في زحلة تشكيل ائتلاف زحلاوي بين النائب نقولا فتوش والنائب السابق ايلي سكاف والتيار الوطني الحر. بينما تراوح المفاوضات حول مجلس بلدية العاصمة بيروت مكانها، مع امكانية وقفها مع العماد ميشال عون وفق ترجيحات النائب الاكثري ميشال فرعون، الامر الذي استدعى تدخلا مباشرا من الرئيس سعد الحريري.
في مطلق الاحوال، فإن الصورة البلدية ستكتمل في محافظة جبل لبنان غدا الثلاثاء، بعد اقفال باب سحب الترشيحات منتصف ليل الاثنين ومع تقديرات بفوز عدد كبير من المجالس البلدية والاختيارية فيها بالتزكية نتيجة المناخ التوافقي السائد. وفي الشوف تبدو بلدة «دير القمر»، المعقل الماروني الشهير خارج التوافق، حيث تتجه الامور الى معركة مفتوحة بين مناصري النائب دوري شمعون المتحالف مع القوات اللبنانية ومع التيار العوني.
في حين رعى رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط سلسلة توافقات انتهت بفوز عدد من البلديات والمختارين في الشوف بالتزكية، وتتجه الامور في مدينة عالية للتوافق أيضا.
أزمة «في زحلة»
في زحلة، عاصمة البقاع، الجو البلدي عاصف، ومحاولات التحالف بين نائب المدينة السابق الياس سكاف ونائبها الحالي نقولا فتوش سقطت في حفرة الأنا أولا، وقد يستفيد فريق الكتائب والقوات اللبنانية من هذا السقوط، لكن مصادر قوى 14 آذار تحدثت عن تحرك لبعض أركان النظام الأمني السابق على محور بلدية زحلة، بهدف اعادة المدينة الى كنف زعامتها التقليدية.
ويتنافس في زحلة كل من رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب المدعوم من 14 آذار مع جوزف دياب المعلوف المدعوم من ايلي سكاف.
غموض في بيروت
أما في بيروت، فالمشهد البلدي لازال غامضا، رغم التدخلات السياسية والروحية، وفي هذا السياق أجرى الرئيس سعد الحريري سلسلة اتصالات ولقاءات شملت نائب الاشرفية السابق فؤاد بطرس والنائب السابق غطاس خوري، ثم النائب تمام سلام، فرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع.
وهدفت هذه اللقاءات والاتصالات الى دفع المفاوضات بين المفاوض المسيحي المكلف من 14 آذار الوزير ميشال فرعون وبين التيار الوطني الحر، الذي كان أوصى بأن هذه المفاوضات عادت الى نقطة الصفر، بسبب مطالب التيار العوني المبالغ فيها كما يقول الاكثرويون.
الحريري على الخط
لكن الرئيس الحريري الذي قرر ان يعالج موضوع التيار العوني مع البلدية، بنفسه، لم يفقد الامل من التوافق.