بيروت ـ عمر حبنجر
خمسة أيام فقط تفصل عن استحقاق الانتخابات البلدية في جبل لبنان، فيما بدا واضحا ان كل قضاء او بلدة في هذه المحافظة تحدد معالمها البلدية بنفسها ان لناحية التوافق او المنافسة، في حين مازالت بيروت في جو معركة انتخابية بينما يتعثر التوافق الذي تبنته النائبة بهية الحريري في صيدا لخلاف على حجم تمثيل «الجماعة الاسلامية» في مجلس بلدية المدينة.
وقد اقفل منتصف الليل الماضي باب سحب الترشيحات للانتخابات البلدية والاختيارية فيما توالى الاعلان عن اللوائح الانتخابية.
بيروت في عقدة تمثيل عون
في بيروت بات واضحا ان العماد ميشال عون يرفض اي تفاوض في شأن بلدية العاصمة مع اي طرف او وسيط غير الرئيس سعد الحريري مباشرة.
وتردد ان عون يريد ثمانية مقاعد من اصل 24 في بيروت يوزعها على التيار الحر والطاشناق وما يوصف بـ «المعارضة السنية».
وعقد اجتماع بين منسق «القوات اللبنانية» في بيروت عماد واكيم ومنسق التيار الحر زياد عبس ولم يؤد الى نتيجة رغم البيان الذي تحدث عن اجواء ايجابية.
من ناحيته الوزير ميشال فرعون (المستقبل) المكلف بالتفاوض مع التيار الوطني الحر، اقر بصعوبات كبيرة في المبادئ التي يطرحها التيار الوطني، وقال ان المشكلة معهم انهم يفاوضون باسمهم وباسم حزب الطاشناق، في الوقت الذي يتفاوض فيه الاخير عن نفسه، وان التيار يريد ان يبدأ الحوار معه من نتيجة الانتخابات النيابية وحصوله على 45% من مقاعد البلدية، وهذا غير واقعي لان مرجعية المسيحيين في الدائرة الأولى من بيروت تكرست في الانتخابات بنواب هذه الدائرة الذين يضمون مصلحة المسيحيين والمصلحة الوطنية.
وقال ان العونيين يطرحون اجواء تشنجية تقف عائقا وهذا ما يخالف نوايا حلفائهم وخصوصا حركة امل وحزب الله، مؤكدا ان لا مشكلة مسيحية ولا حتى سياسية بل مشكلة فريق واحد يرفع سقفه وينتظر ان يتضامن معه حلفاؤه وبالتالي فان التفاوض معه علق ولن يبقى مفتوحا.
45% من الأعضاء المسيحيين!
في المقابل قال النائب حكمت ديب (التيار الحر) ان ما يطلبه التيار في بيروت هو ان تتمثل ارادة الاهالي بشكل عادل وان التيار حصل على 45% من اصوات المسيحيين في بيروت وما يزيد، واقل ما نطلبه ان تتمثل بـ 47% من اصوات المسيحيين (أي ستة مقاعد).
لكن صحيفة «اللواء» القريبة من تيار «المستقبل» قالت ان عون يطالب بثمانية اعضاء من اصل 12 عضوا مسيحيا في بلدية بيروت المؤلفة من 24 عضوا، ما اوصل المفاوضات الى طريق مسدود كون الثمانية اعضاء يشكلون الثلث المعطل داخل المجلس البلدي وهذا ما تم رفضه.
ولاحقا قالت مصادر العماد عون انه ابلغ الجهات المعنية بالتفاوض انه نتيجة لحل وسط يقضي بقبول ثلاثة مقاعد من الحصة المسيحية من اهل السنة الى جانب مقعدين لحزب الطاشناق الارمني شرط ان يعرض عليه ذلك مباشرة من الرئيس سعد الحريري.
لكن صحيفة «المستقبل» قالت امس ان حظوظ التفاهم في بيروت لاتزال ضئيلة.
نعطيه عضواً واحداً!
نائب بيروت نديم بشير الجميل وصف شروط العماد عون بالتعجيزية وقال: اذا اراد عون مشاركتنا في مجلس بيروت فعليه ان يأتي ويحدثنا عن شروطه، شرط ألا تكون تعجيزية.
واضاف: نحن منفتحون على أي مبادرة للوطني الحر رغم اننا نستغرب تركه مسألة التفاوض مع الرئيس سعد الحريري وكأنه من العيب ان يتحدث معنا.
وقال الجميل: العماد عون يريد استعمال حزب الله كاداة ضغط علينا وعلى الرئيس سعد الحريري من اجل ان يحصل على ما يريد في بلدية بيروت، ونحن بانتظار عرض واضح من جانبه الينا، وعليه ان يعلم اننا نحن من ربح الانتخابات النيابية، ولن ندخل بلعبة الارقام والنسب المئوية، اننا نوافق على اعطائهم عضوا واحدا وحسب.
النائب د.الياس الخازن عضو كتلة عون وردا على سؤال لاذاعة «صوت لبنان» حول مبررات رفض الكتلة التفاوض مع الشريك المسيحي في بيروت، بينما حصل ذلك في مناطق اخرى، اجاب: التفاوض قائم مع النائب ميشال فرعون، وقد سمعت من النائب الجميل انهم يعرضون مقعدا واحدا على العماد عون، ومعنى ذلك لا داعي للتفاوض معهم. لقد تفاهمنا مع كل الناس في كل المناطق الا معهم في بيروت!
تعثر الوفاق بالدامور
النائب ايلي عون عضو اللقاء النيابي الديموقراطي عن دائرة الشوف، قال ان اللقاء وفق في تعميم المجالس البلدية التوافقية في معظم الشوف وعاليه، خاصة بين الدروز والمسيحيين في الجبل، وان يكون رئيس البلدية مسيحياً تشجيعا لعودة المهجرين.
لكن النائب عون توقف امام تعثر الوفاق في بلدة الدامور المارونية الخالصة بين فريق اللقاء الديموقراطي وفريق العماد عون. أما في بلدة الجية المجاورة فإن المساعي عملت للتوافق التام، أو اعتماد المداورة في الرئاسة ونيابة الرئاسة.
وفي جونيه اعلنت لائحة الانماء الوفائي الائتلافية المدعومة من رئيس جمعية الصناعيين نعمة افرام ان فكفكة الوفاق غير ممكنة معربا عن ثقته بنتائج المعركة، بمقابل رئيس البلدية الحالي جان حبيش.
واعلن الوزير السابق جان لوي قرداحي لائحته البلدية في جبيل وهي تضمه والتيار الوطني الحر في مواجهة اللائحة المنافسة لزياد حواط الذي اعلنها امس الاول.
وفي ساحل المتن الشمالي، تجري المفاوضات بين التيار الوطني الحر والنائب ميشال المر عبر حزب الطاشناق الارمني، فيما تجري مفاوضات رديفة بين التيار الحر وقوى 14 آذار المسيحية، لاسيما «الكتائب» و«القوات» عبر وسطاء.
ولم تظهر نتائج للاتصالات حول مناطق «الجديدة» و«البوشرية»، حيث الراجح حصول معركة انتخابية. أما في «انطلياس» فتبدو امكانية التفاهم بين التيار الحر والنائب المر قائمة، ولكن لا تفاهم مع الكتائب.