فيما نجح وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط من خلال زيارته الخاطفة الى بيروت في توجيه «ضربة ديبلوماسية موجعة» لمسألة صواريخ سكود وكل ما بني عليها من سيناريوهات ومشاريع أزمات عندما تعامل معها باستخفاف وعلى انها «كذبة كبيرة» تبعث على الضحك، نجح في ايصال رسالة دعم الى لبنان وسورية ازاء أي عدوان اسرائيلي يمكن ان يحدث، أجرى الرئيس سعد الحريري مساء امس الاول اتصالا هاتفيا بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي طمأنه الى ان فرنسا تراقب الوضع الإقليمي عن كثب، وأنها لن تسمح بأي اعتداء على لبنان. فيما أفاد قصر الاليزيه أن ساركوزي أكد ضرورة ان يتحمل كل طرف مسؤوليته، وأن يمتنع عن أي أعمال من شأنها تغذية التوتر في المنطقة.
ونقل عن مصادر ديبلوماسية أن الأمين العام لقصر الاليزيه كلود غيان والمستشار الديبلوماسي للرئيس الفرنسي جان دافيد ليفين يعتزمان زيارة سورية قريبا موفدين من الرئيس ساركوزي، علما ان موعد الزيارة لم يعرف بعد، ولم يعرف اذا كان الموفدان سيزوران لبنان أيضا. مصادر ديبلوماسية فرنسية تفيد بأن فرنسا قلقة من مزيج من عوامل تؤثر في الوضع في لبنان، من بينها مسألة المحكمة الدولية وأزمة الملف النووي الإيراني واحتمال تأثيرها في الوضع في لبنان.
ونقل مسؤول فرنسي زار بيروت مؤخرا عن أوساط الحريري قولها «بأن التوافق الذي ارتضيناه لتشكيل الحكومة يعني أن القرارات تؤخذ في الإجمال بالتوافق، ذلك أن الغالبية النيابية لا يمكنها أن تعمل ما تشاء في هذا النظام». وشعر هذا المسؤول بأن شخصيات وهيئات عديدة بدأت تعتقد أن الحريري «لا حول له ولا قوة» و«غير قادر على شيء» بينما «عادت سورية من جديد لتدير الرقصة». ويسارع الى القول «ان المصلحة العليا لسورية هي حماية حزب الله، أما الباقي فهامشي بالنسبة إليها». أوساط الحريري تعترف بحالة تململ آخذة في التصاعد وتتمحور على صب النقد ضد الحريري بالذات وعلى طريقة إدارته للملفات. وتعلل هذه الأوساط الأمر بأن رئيس الحكومة الحالي كان يعي تماما حجم التوقعات الشعبية. كما أنه كان يعلم علم اليقين حجم المطبات الكبيرة التي سيواجهها، ولهذا اختار «مبدأ الواقعية السياسية الذي يعتمد أسلوب الخطوة خطوة للوصول الى التوافق.