بيروت ـ عمر حبنجر
تتالت التطورات السياسية والأمنية والانتخابية في لبنان على نحو متسارع أمس، فإلى جانب اليوميات البلدية، التي تعيش حالة عد تنازلي لاستحقاق المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية في جبل لبنان، انشغلت القيادات السياسية بزيارة رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد بــن جاسم بن جبر آل ثانــي، لتتوقــف أمام ارتدادات جولــة تفقديــة للمراكــز الأمنيــة عند نقطة المصنع الحدودية مع سورية من جانب لجنة أمنية أميركية أعادت الى الذاكرة الاتفاقية الأمنية مع السفارة التي جعل منها المعارضون قميص عثمان ليرفعوه بوجه حكومة الوحدة الوطنية، والجدل الذي دار حول تقرير وزارة الاتصالات بشأنها بسبب تغييره والعبث بمحتوياته.
زيارة أميركية لمركز المصنع
وكانت صحيفة «السفير» ذكرت أمس ان ضابطين أميركيين من مكتب مكافحة الإرهاب زارا منطقة المصنع الحدودية، برفقة ضابط أمني من السفارة الأميركية في مهمة استقصائية غطت الحدود اللبنانية – السورية، وأثارت تساؤلات حول توقيتها وعما إذا كانت قد حصلت تحت مظلة القرار 1701 أم خارجه.
وقد التقى الوفد رئيس مكتب مخابرات المصنع الرائد ملحم حدشيتي وعقد اجتماعين في مركزي الأمن العام والجمارك خصصا لموضوع الاجراءات المتعلقة بدخول الأشخاص ومغادرتهم ووسائل تفتيش الأشخاص ووسائل تفتيش الشاحنات ومراقبة دخول الأفراد وكيفية مكافحة التهريب على الطرق الجبلية، وتجهيز مركز المصنع بوسائل متطورة، وتدريب العناصر البشرية.
حزب الله: خرق للأمن الوطني
حزب الله اعتبر ان هذه الخطوة الأميركية خرق للأمن الوطني، وانها تجعل البلد مكشوفا ومخلّع الأبواب، وقال النائب حسن فضل الله لـ «السفير»: كيف تسمح دولة ذات سيادة لجهاز أمني أميركي بالتدقيق بالاجراءات الحدودية وبإعطائه معلومات حول أمن الحدود وهي معلومات ستصل حتما الى الجانب الاسرائيلي؟ وقد ترافق هذا الخرق مع التصعيد الأميركي ضد لبنان وسورية، ويتعين وضع حد لهذه الاستباحة.
وزارة الخارجية اللبنانية أذاعت بيانا قالت فيه انها لم تتبلغ معلومات حول الزيارة لا قبلها ولا بعدها، ووزير الداخلية زياد بارود نفى إمكانية حصول الوفد الأمني الأميركي على معلومات، أو حتى تبادل معلومات مع الجانب اللبناني إلا حسب الأصول.
وزير الخارجية علي الشامي التقى السفراء العرب والأجانب وأبلغهم مذكرة رسمية تطالب اسرائيل بوقف تهديداتها، على خلفية تسريب صواريخ «سكود» المزعومة من سورية الى حزب الله.
في غضون ذلك تحول استقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري لرئيس مجلس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي يزور لبنان الى لقاء سياسي موسع شارك فيه الى جانب بري والشيخ حمد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والعماد ميشال عون، كما حضر المأدبة التي أقامها رئيس المجلس لضيفه عدد من الوزراء والقيادات السياسية.
وكان الرئيس بري أقام استقبالا رسميا لضيفه القطري في باحة مقر الرئاسة الثانية ثم عقد لقاء ثنائي بينهما تحول الى رباعي حضره الرئيس الحريري والعماد عون، وتناول البحث الوضع في لبنان والمنطقة والتهديدات الاسرائيلية اضافة الى بعض الشؤون المحلية اللبنانية الداخلية.
بري والدور القطري
وخلال مأدبة الغداء ألقى الرئيس بري كلمة أكد فيها على الدور القطري ليس تجاه لبنان فحسب بل تجاه الأمة العربية من لبنان الى السودان والصومال وأثنى على دور أمير قطر الشيخ حمد ومساعيه في مختلف المجالات، ودعا الرئيس بري الى ترتيب الأولويات العربية انطلاقا من بناء مصالحة فلسطينية وصولا الى مصالحة عربية في مواجهة المخططات الاسرائيلية الهادفة الى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.
الشقيق وقت الضيق
وقال ان حكاية قطر في لبنان هي حكاية الشقيق وقت الضيق ووقت الفرح، وحكاية الايمان وهي الانتصار على الدمار في بنت جبيل والخيام وعيناتا وعيتا الشعب وحكاية النبص الذي عاد قويا الى حواكير التبغ.
وأكد ان رسالة لبنان وقطر هي رسالة المحبة، رسالة العالم العربي من المحيط الى الخليج، ومنها لغة التاريخ والجغرافيا ثم قدم الرئيس بري للشيخ حمد درع المجلس النيابي.
الشيخ حمد: لا نبحث عن دور
بدوره الشيخ حمد ألقى كلمة عبر فيها عن سعادته بزيارة لبنان ومشاهدة هؤلاء الأشقاء من مختلف الأطياف السياسية في قاعة واحدة رغم الخلاف في وجهات النظر.
وقال ان علاقة قطر بلبنان لا تتوقف عند اتفاق الدوحة، وان ازدهار لبنان الديموقراطي مستمر ولا يتوقف عند اتفاق الدوحة او غيره، ومستمر في انمائه.
واضاف ان قطر لا تبحث عن دور فالعالم العربي يحتاج الى اكثر من دور قطر يحتاج الى التعاون في مواجهة التهديدات التي تحيط به وذلك لا يكون الا بالوحدة في الموقف والتضامن العربي.
الانتخابات البلدية على الأبواب
في غضون ذلك، انقضت منتصف الليل الفائت مهلة الترشيحات للانتخابات البلدية في بيروت والبقاع، ويقفل باب سحب الترشيحات منتصف ليل الاثنين المقبل، ويوم الاحد بعد غد تبدأ المنازلات الانتخابية البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان، مع تزخيم كبير للتحالفات في بيروت والبقاع.
العماد ميشال عون أبلغ قناة otv انه يدخل الانتخابات النيابية بنية غير بريئة فإما ان ننظفها او ننسفها، مشيرا الى انه لو اتفقنا على النسبية لما تحالفت مع احد.
ورأى عون ان ادارة الوزير السابق ايلي سكاف للاستحقاق الانتخابي في زحلة ليست سليمة اطلاقا، موضحا انه سيكون له مرشح واحد في زحلة للاستفتاء على التيار، هو المهندس أبو يونس، ولن نشكل لائحة ضد حليفنا سكاف حتى لو كنا لسنا راضين عما يقوم به.
وعن الانتخابات في بيروت قال عون: اذا ارادوا تطبيق النسبية فسنطبقها وسنبحث هذا الأمر مع الرئيس الحريري، لافتا الى انه لا يريد التفاوض في بيروت بواسطة مسيحيي 14 آذار، لأنهم لا يستطيعون ان يأخذوا او يعطوا.
وأضاف: اذا كانوا لا يريدون السير بالنسبية فسنتجه للمعركة.
ودعا عون رئيس الجمهورية الى ان يدعم لائحة جبيل علنا وليس عبر الأجهزة.
لكن مصادر اكدت ان الرئيس سعد الحريري ترك امر التفاهم مع عون في بيروت لنواب العاصمة المسيحيين.
وقالت المصادر ان الرئيس الحريري التقى اعضاء المجلس البلدي الحالي لبيروت منتصف الليل الفائت وشكرهم على جهودهم طوال فترة ولايتهم في خدمة العاصمة وأحاطهم علما برغبة أهالي المدينة في التغيير وإفساح المجال للطاقات الشابة لكنه طلب من الذين قدموا ترشيحاتهم عدم سحبها بانتظار استكمال تشكيل اللائحة على ضوء المباحثات الجارية لتحقيق التوافق في بيروت.
وعلم ان حزب الله حسم ترشيح هاني قاسم لعضوية بلدية بيروت، وليس النائب السابق أمين شري.