بيروت ـ زينة طبّارة
وصف رئيس حزب «التوحيد» الوزير اللبناني السابق وئام وهاب زيارة وفد السفارة الاميركية في بيروت للحدود اللبنانية ـ السورية في منطقة المصنع بالتعدي الفاضح على السيادة اللبنانية وسط تفرج المسؤولين اللبنانيين دون تحريكهم لأي ساكن حياله، مطالبا بفتح تحقيق في الأمر لمعرفة الجهة التي تقف وراء هذا التصرف الأميركي السافر وللكشف عن طبيعة الزيارة وعن المواقع التي زارها الوفد المذكور، معتبرا انه لو لم يكن هناك من جهة سهلت المهمة أمام السفارة الأميركية لما كانت هذه الاخيرة قد تجرأت وخرقت القوانين وتجاوزت القنوات الديبلوماسية الراعية لوجودها على الأراضي اللبنانية، لافتا الى ان الأميركي يتيح لنفسه استباحة لبنان والتدخل في شؤون الداخلية دون اي رادع له، خصوصا انها ليست المرة الأولى التي تقدم فيها السفارة الأميركية على تنفيذ أمور مماثلة، مذكرا بزيارة السفيرة سيسون للحدود الشمالية مع سورية تحت ذريعة مكافحة الارهاب، اضافة الى قيام ضابط اميركي بزيارة سرية لبعض المواقع العسكرية على الحدود وتفتيش الشاحنات على الطريقة الملائمة لها، مشيرا الى ان هذا الواقع المؤسف، ان دل على شيء فهو يدل على ان الفريق اللبناني مدعي السيادة والحرية والاستقلال، انما يقصد بشعاره استقلاله عن اشقائه فقط وليس عما تفرضه ارادة بعض الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وزراء نيام خلال الجلسات!
رأى وهاب في تصريح لـ «الأنباء» ان الادارة الاميركية باتت تشرع لنفسها في لبنان ما لا يحق لها بموجب القوانين والأطر الديبلوماسية المعمول بها بين الدول، وذلك لاعتبارها زورا ان الدولة اللبنانية قاصرة وغير قادرة على ضبط الأمن على حدودها مع سورية، مشيرا الى ان ترك الأمور تسير كما هي عليه سيوؤدي في نهاية المطاف الى ما لا يحمد عقباه وإلى مزيد من الفلتان على المستوى الديبلوماسي مع الولايات المتحدة، معتبرا ان المشكلة تكمن باستباحة هذه الأخيرة سيادة من تشاء من الدول العربية، وبتعديها على أمن الشعوب وحرياتهم ومراقبة حساباتهم المصرفية تحت عنوان «مكافحة الإرهاب»، مطالبا الدولة اللبنانية حكومة وشعبا ومؤسسات بوضع حد للتصرفات الأميركية على الأراضي اللبنانية.
وردا على سؤال حول التوضيح الصادر عن مسؤول أميركي لوكالة «الأنباء المركزية» والذي اعلن فيه ان زيارة الوفد الاميركي الى الحدود تمت بالاتفاق مع الحكومة اللبنانية، تساءل وهاب فيما لو صح ما جاء في التوضيح الاميركي، ما اذا كانوا وزراء المعارضة ينامون خلال جلسات مجلس الوزراء، وذلك نظرا لتكرار الأمر بحجة ان الحكومة على اطلاع به، مؤكدا ان المعارضة ليست بحاجة الى ان يكون لديها وزراء في الحكومة بمنزلة شهود زور لا وقت لديهم حتى للقراءة، مشيرا الى انه لابد من اجراء التحقيقات السريعة والجدية لمعرفة حقيقة ما يحدث وحقيقة التذرع الاميركي الدائم بمقولة «الحكومة على علم».
أميركا تستخدم الأمم المتحدة
وردا على سؤال آخر لفت وهاب الى ان الولايات المتحدة لم تكتف بانتهاك السيادة اللبنانية من خلال سفارتها في عوكر، انما لجأت على حد قوله الى استعمال احد موظفي ادارتها الصغار أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الذي تجند مع من يسمى بمبعوثه الخاص لتنفيذ القرار 1559 الجاسوس الاسرائيلي تيري رود ـ لارسن، لتشكيل ضغط دائم على سورية وحزب الله من خلال استنباط الرأي العام الدولي ضدهما، معتبرا ان ما يصدره بان كي مون من تقارير دورية عن القرار 1559 والـ 1701 ليس سوى جزء يسير من أكاذيبه وأضاليله الهادفة الى نفاذ السياسة الأميركية في لبنان والمنطقة على حساب كرامة لبنان وسورية وعلى حساب دورهما في التصدي للمشاريع الصهيونية في المنطقة.
مناشدة للحريري
وختم وهاب مطالبا الحكومة اللبنانية ورئيسها سعد الحريري بالاسراع في الكشف عن هوية المسؤولين عن تسهيل ما تقوم به السفارة الاميركية في لبنان، واحالتهم الى القضاء لمحاسبتهم، مشيرا الى وجوب ربط وجود وزراء المعارضة في الحكومة بإجراءات عملية في هذا الخصوص، داعيا اياهم اما الى الاستقالة من الحكومة واما الى فرضهم عليها اتخاذ الاجراءات المطلوبة بحق من يسهل التحرك الأميركي في لبنان.