جبل لبنان «احتضن» أهم المعارك المسيحية في انتخابات العام 2010 البلدية على مستوى كل لبنان، والمسرح الوحيد الذي سلطت عليه الأضواء خارج «الساحة المسيحية في الجبل» كان في بلدة برجا «السنية» ذات الكثافة السكانية العالية «13 ألف ناخب» الواقعة في اقليم الخروب التابع اداريا لقضاء الشوف والتابع سياسيا لصيدا، والمفاجأة في هذه البلدة جاءت مزدوجة: التواجه بدل التوافق بين تيار المستقبل «الذي فاز بالبلدية» والجماعة الاسلامية، وانحياز الحزب الاشتراكي الى «الجماعة» بدل «المستقبل»، ويبدو ان المواجهة في برجا انعكست على أجواء صيدا التوافقية، فقد أقدمت الجماعة الاسلامية بعد ظهر أمس على سحب مرشحيها من اللائحة التوافقية وأبقت على تأييدها لرئيس البلدية التوافقي محمد السعودي الذي يواجه مشكلة تشكيل اللائحة، وحيث يبدو الآن ان التوافق على رئاسة البلدية لا يكفي اذا استمر الخلاف على المجلس البلدي.
ماذا حصل في برجا؟
شهدت برجا معركة شرسة وتبادل اتهامات بدفع أموال بين تيار المستقبل الذي يخوض معركة الانتخابات البلدية للمرة الأولى والداعم للائحة «قرار برجا» من جهة، والجماعة الاسلامية التي تترأس البلدية منذ 12 سنة والداعمة للائحة «الوفاء لبرجا» من جهة ثانية، وانعكس هذا الأمر في صورة زحام خانق شهدته أحياء البلدة، وتقول أوساط الجماعة الاسلامية في برجا: «كنا قد دخلنا في مشاورات مع المستقبل للوصول الى لائحة توافقية لكن اكتشفنا فيما بعد انهم يقولون شيئا ويفعلون أمرا آخر، في محاولة منهم لادخال مرشحين على لائحتين متنافستين في الوقت عينه، لذا قررنا فسخ التوافق وخضنا المعركة مع عدد من العائلات في المنطقة، مع العلم ان أحمد الحريري أتى الى البلدة وهدد بفرط التوافق بين الجماعة الاسلامية وتيار المستقبل»، وعن التحالف مع الحزب الاشتراكي تضيف: «أعلن النائب عن الحزب في المنطقة علاء الدين ترو دعمه للائحتنا وانه راض عن عمل الجماعة الاسلامية».
وفي المقابل تقول أوساط «المستقبل» هناك: «بعدما اتفقنا مع الجماعة الاسلامية على لائحة توافقية تضم 7 مقاعد لمرشحيها و7 لتيار المستقبل اضافة الى 4 للحزب التقدمي الاشتراكي، على ان تنقسم مدة الرئاسة ثلاث سنوات لنا و3 سنوات لأحد مرشحيهم، انقلبوا على الاتفاق مطالبين بتعديله الى 13 لمرشحيهم مقابل 5 لمرشحي المستقبل والاشتراكي مجتمعين، فقررنا عندها خوض المعركة وتحالفنا مع عدد من العائلات»، وعن موقع الحزب الاشتراكي في هذه المعركة تضيف: «على الرغم من اعلانه انه يقف على الحياد ويترك الحرية لمناصريه لكن الواقع على الأرض يثبت ان هناك توافقا حصل بينه وبين الجماعة الاسلامية».