تسجيل نقاط: مصادر محايدة ترى انه كما درجت العادة يخرج الجميع منتصرين من الانتخابات، فيركز كل طرف على نقاط ضعف الفريق الخصم، ما ينتج تشكيلة تمثيلية فازت فيها كل القوى. وساعد الطابع العائلي للانتخابات البلدية التيارات السياسية في عملية تبني الفوز في البلدات، كما ساعدها أيضا انتشار مفهوم ترشيح كل فريق لمرشحين في اللوائح المتنافسة، ما ينتج فوز الجميع على الجميع وعدم خسارة أحد. وبالإجمال أوحت النتائج التي تمخضت عنها المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية في جبل لبنان، بان التوازن الذي أرسته الانتخابات النيابية الاخيرة على الساحة المسيحية مازال قائما الى حد كبير، فتوزعت الخسائر والارباح على القوى السياسية، من دون ان يستطيع أي فريق الادعاء انه حقق نصرا كاسحا على مستوى الحصيلة الإجمالية للاستحقاق البلدي، وبالتالي فلا ضربات قاضية وإنما تسجيل نقاط.
إحياء النهج الوسطي: يرى مراقب سياسي ان النائب ميشال المر، وبعدما رست نتيجة الانتخابات البلدية في المتن وجبيل وكسروان على النتيجة المعروفة، قد يعود الى طرح فكرة مشروع الوسطية التي لم يتردد في الاعلان عنها والترويج لها قبل الانتخابات النيابية الاخيرة، والتي عجز عن الدفع في اتجاهها بسبب نتيجة انتخابات 2009، لكن الفوز المدوي للوائح المؤيدة لخط الرئيس ميشال سليمان في ساحل جبيل مدعومة من قوى 14 آذار، إضافة الى اندفاعة آل افرام الوسطيين على مختلف محاور البلديات الكسروانية والجمعيات الاهلية، وعودة المر اللافتة الى الساحة المتنية، قد تعيد كلها احياء الروح في فكرة النهج الوسطي الذي لا يتردد المر في تكرار التزامه إياه وتأييد الدولة ومؤسساتها في مناسبة او من دونها.
«القوات» والمتن: في انتخابات المتن، حزب «القوات اللبنانية» تمكن من دخول مختلف المجالس البلدية والاختيارية سواء مباشرة او بالواسطة. وباستثناء بلدية قنابة برمانا التي فاز فيها مخايل بشارة المحسوب على «القوات» علنا، يمكن للقواتيين الحديث عن تثبيت حضور حزبهم الرسمي في مختلف المجالس البلدية والاختيارية المتنية. ويبدو أن القوات في المتن، على نقيض الاحزاب الاخرى، فضلت الانفتاح على مختلف القوى من دون عقد مسبقة وممارسة دور الناخب القوي الذي يملك كمية مرجحة من الاصوات في مختلف الادارات المحلية بدلا من الخوض في مواجهات خاسرة.
صدمة إيجابية: تعبر مصادر كتائبية عن الصدمة الايجابية التي تلقاها الحزب جراء الاستحقاق البلدي في جبل لبنان، مشيرة الى ان الوضع أكثر من ممتاز. فالأرقام الكتائبية تشير الى وجود 13 رئيس بلدية والى أكثر من 300 عضو في المجالس، والى 95 مختارا. وتشدد على ان هؤلاء جميعا كتائبيون رسميون، أي يحملون البطاقات الحزبية. وأمام هذه الأرقام المرتفعة، يتوقع الكتائبيون ان يرتفع رصيدهم البلدي في الأسابيع المقبلة، مع التركيز الكتائبي على مجموعة من المناطق وأهمها البترون وزحلة وجزين.
زحلة والعلاقة بين التيار وسكاف: شهدت زحلة ولادة لائحة انتخابية مكتملة هي الثالثة برئاسة النقيب المتقاعد وليد شويري، وتتنافس هذه اللائحة مع لائحة مدعومة من النائب ايلي سكاف وأخرى برئاسة رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب المدعوم من قوى 14 آذار، فيما اكتفى التيار الوطني الحر بترشيح منسقه في زحلة المهندس أنطوان بو يونس ترشيحا انفراديا وعلى سبيل استفتاء الشارع الزحلاوي حول أحقية التيار الوطني بالتواجد السياسي في زحلة أو لا، وعلم من مصادر عليمة ان تحالفا من تحت الطاولة جار بين سكاف وفتوش، وان النفور بين سكاف وتيار عون في زحلة مؤقت وينتهي مع انتهاء الانتخابات البلدية، وحيث سيكون الخلاف الانتخابي استثناء والتحالف هو القاعدة، ولكن ما سيتغير هو شكل التحالف والعلاقة بين عون وسكاف.
توافق طرابلسي: في طرابلس علم ان نواب التضامن الطرابلسي توافقوا مساء أمس الاول مبدئيا على تسمية د.نادر غزال مرشحا توافقيا لرئاسة المجلس البلدي في مدينة طرابلس المؤلف من 24 عضوا. وقد حظي الاسم حتى الآن بمباركة «تيار المستقبل» والرئيس نجيب ميقاتي، على ان يعرض خلال اليومين المقبلين على الرئيس عمر كرامي، قبل ان يتم الانتقال الى المرحلة الثانية المتعلقة بتسمية أعضاء المجلس البلدي.