تداعيات الانتخابات الأخيرة في مدينة جبيل تركت أثرها على العلاقات بين الحلفاء، وعلى الرغم من نفي النائب السابق عن حزب الله أمين شري وجود تأثير لعدم اعطاء كامل الأصوات الشيعية للائحة المدعومة من عون في مدينة جبيل، فإن الوزير السابق جان لوي قرداحي أشار الى ان عددا كبيرا من الأصوات الحليفة، التي كانت أصلا محسوبة للائحة «الولاء لجبيل» جنحت الى خيار اللائحة الأخرى لأسباب يقتضي توضيحها من أصحابها.
وردا على سؤال حول عدم شكره حزب الله و«حركة أمل»، أجاب قرداحي انهما «ليسا حلفاء في هذا الموضوع، ومن المفترض ان يكون الشيعة من الداعمين على الرغم من ان الأصوات لم تشر الى هذه النسب»، وقال: «تحالفنا الرسمي كان مع التيار الوطني الحر والطاشناق والقاعدة الكتائبية»، موضحا ان «ثلثي أصوات الشيعة ذهب لمصلحة اللائحة المقابلة، وهذا يقتضي توضيحه من المعنيين»، مؤكدا «متابعة الموضوع بكل صداقة ومحبة مع كل الأطراف».
وفي الواقع، فإنه ما ان أعلنت نتائج جبيل وتكشف غبار المعركة، حتى بدأ أنصار العماد عون يتهامسون بأن الرئيس نبيه بري نجح في رد هزيمة جزين النيابية لميشال عون في عقر داره جبيل.
اذا كان ذلك ليس صحيحا فإن السؤال الذي يقلق «التيار» هو سبب توجه الشيعة الى لائحة زياد الحواط على الرغم من ان تحالف قرداحي والتيار الوطني الحر ضم شيعيا؟ وهل يطرح هذا علامة استفهام حول علاقة شيعة جبيل بحزب الله ومدى جاذبية «كاريزما» بري في مساحة مشتركة كهذه، خاصة ان «أمل» تفلتت في جبيل في بلدات عدة من الاتفاقات المعقودة بينها وبين حزب الله، وهو أمر أحدث مناخا من انعدام الثقة بين الجانبين.
وفي قراءة لأرقام جبيل، تكشف مصادر في لائحة «الولاء لجبيل»، أن التصويت الشيعي جاء وفق الآتي: اقترع في قلمي الإناث والذكور 374 شيعيا، 193 ناخبا مارونيا، 14 ناخبا أرمن كاثوليك، 8 ناخبين من الأقليات المسيحية، وجاءت النتيجة: 221 صوتا للائحة «الولاء لجبيل» في مقابل 340 صوتا للائحة «جبيل أحلى»، وإذا وزعت أصوات المسيحيين بين اللائحتين، بنسبة 46% للائحة «الولاء لجبيل»، أي بالنسبة عينها التي حازها من إجمالي المسيحيين غير الأرمن في الدائرة، تكون لائحة القرداحي قد حازت 122 صوتا من المقترعين الشيعة، ما نسبته 33% من أصواتهم.
لا تنفي ماكينة حركة أمل هذه الأرقام، بل إن ترجيحات ماكينتها غير الرسمية تشير إلى ما هو أقل «105 أصوات للائحة الولاء لجبيل في مقابل 287 صوتا لجبيل أحلى»، لكنها ترفض تسييس هذه الأرقام لأسباب موضوعية، أول هذه الأسباب أن قرار الحركة واضح لجهة الالتزام بالتحالف مع العماد ميشال عون، لكن المشكلة، بحسب الماكينة، أن التواصل التنظيمي مع الناخبين الشيعة في جبيل المدينة غير موجود، بخلاف ما هي عليه الحال في قرى القضاء، إضافة إلى أن الخيارات العائلية تختلف في البلديات عنها في النيابة.
وتشير المصادر إلى أهمية عدم تجاهل الارتباك العوني الذي حصل في الإعداد للانتخابات وعدم حسم موقفه في وقت مبكر، رافضة أن يحمل الصوت الشيعي مسؤولية خسارة اللائحة، «لأنه حتى لو اقترع كل الشيعة لمصلحتها لم تكن لتفوز».