بيروت ـ اتحاد درويش
على مسافة يومين من الانتخابات البلدية في جولتها الثانية، خطفت الانتخابات البلدية لمدينة بيروت الأضواء مع اعلان الرئيس سعد الحريري لائحة «وحدة بيروت»، بعد فشل التوصل الى لائحة ائتلافية يشارك فيها «التيار الوطني الحر» وحزب الله.
وبانتظار ما سيؤول اليه المشهد في انتخابات بلدية بيروت فقد كشف وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون لـ «الأنباء» جانبا من الاتصالات التي رافقت البحث في الاستحقاق البلدي لمدينة بيروت، مشيرا الى المطالب التعجيزية للنائب عون واتباعه أسلوبا بعيدا جدا عن الأجواء التوافقية التي أحاطت تأليف اللائحة ووضعه سقفا عاليا في وقت كان فيه يتبع أسلوبا مرنا في كل المناطق ولم يتجاوب مع الطروحات التي قدمت له وكان جوابه سلبيا لا بل حاول ان يفاوض باسم الكثير من الأطراف كحزب الطاشناق والمعارضة السنية.
وقال الوزير فرعون ان الغداء الذي أقامه الرئيس نبيه بري في عين التينة على شرف رئيس الحكومة القطرية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والذي جمعه الى الرئيس سعد الحريري والنائب ميشال عون لم يحقق الاختراق المطلوب للتوافق في بيروت رغم تدخل الشيخ حمد، حيث توجه الرئيس بري في أثناء هذه الجلسة بالقول للنائب عون «دخلك انت ليش بدك تتدخل بالأسماء السنية».
واعتبر الوزير فرعون ان ولادة لائحة «وحدة بيروت» تركت ارتياحا لدى أهل بيروت خصوصا انها تحمل الصفة التمثيلية الجامعة وصفة المناصفة، لافتا الى انه جرى طرح صيغة للتمثيل الشامل على «التيار الحر» ولم تلق تجاوبا بل كانت الأمور معه تصل الى الحائط المسدود على الرغم من الطروحات المنطقية التي قدمت له وكان دائما يرفع السقف الى حدود المطالبة بـ 8 أعضاء، مشيرا الى ان حزب الطاشناق اعتبر ان النائب عون لا يمثله في التفاوض وسعى الى ان يفصل نفسه كليا من كل المطالب الأخرى وكان أي حزب الطاشناق شفافا وإيجابيا الأمر الذي أدى بالنتيجة الى ولادة اللائحة.
ووصف الوزير فرعون مطالب التيار الوطني الحر بأنها تشكل استفزازا لأهالي المنطقة ولمسيحيي 14 آذار وللرئيس الحريري كما حصل في الانتخابات النيابية، مشيرا الى ان النائب عون له حسابات وأهداف لا نعرف ما هي وطروحات لا مبرر لها سوى انها ليست حسابات لمصلحة المسيحيين وليست لمصلحة العاصمة ولا للوفاق.
وأعلن الوزير فرعون ان الرئيس بري لم يتحدث في أثناء التشاور إلا عن الحصة الشيعية ولم يطالب بأي أمر ولم يحاول التفاوض عن أحد وكان متعاونا في اتجاه تشكيل لائحة ائتلافية توافقية، وأكد انه كان بإمكان النائب عون وحزب الله ان يكون لديهما هذا النفس التفاوضي.
ورأى ان الموقف الذي اتخذه عون بمقاطعة الانتخابات البلدية في بيروت ومعه حزب الله هو «خيارهما لأن لديهما حساباتهما وهم أحرار في هذا الموقف»، لافتا في هذا المجال الى انه «كانت هناك فرصة لتمثيل حزب الله في اللائحة». وعما إذا كانت بيروت ذاهبة الى معركة انتخابية قال الوزير فرعون انه لا وجود لمعركة لدينا لأننا من الأساس أردناها توافقية ووضعنا عناوين لها تنطلق من عدم تقسيم العاصمة كما أراد عون، لأن بيروت عاصمة كل لبنان وما يطرح من تقسيم لها يؤدي الى المثالثة التي تؤدي الى إسقاط المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، ثم مصلحة مدينة بيروت في الحفاظ على وحدتها وعلى العيش المشترك الذي تعبر عنه العاصمة بيروت.
ولفت الوزير فرعون الى ضرورة احترام مبدأ المناصفة والتأكيد على وحدة العاصمة التي أرادها عون 3 دوائر، وأكد ان كتلة «القرار الحر» أو النواب المسيحيين في دائرة بيروت الأولى هم الممثل الشرعي والوحيد لمسيحيي بيروت بنتيجة الانتخابات النيابية الأخيرة حيث نالوا أكثر من 60% من أصوات الناخبين المسيحيين من غير الأرمن.
أما على صعيد انتخابات المخاتير لاسيما في منطقة الأشرفية الرميل والصيفي أكد الوزير فرعون حصول مواجهة بين مسيحيي 14 آذار من جهة وعون من جهة ثانية وإن لم تكن المواجهة سياسية في هذا الإطار فانها تحمل الطابع السياسي، مشيرا الى لوائح مدعومة من 14 آذار.