بيروت ـ عمر حبنجر
انتهت المعركة الانتخابية بطبعتها الثانية في محافظتي بيروت والبقاع، وعلى عادة الانتخابات الاشكالية تسابق كل فريق لتجيير النتائج لصالحه. ففيما اعتبرت قوى 14 آذار فوز لائحتها «وحدة بيروت» كاملة استمرارا للفوز الذي حققته في الانتخابات النيابية العام الماضي، قرأ التيار الوطني الحر المقاطع للانتخابات البلدية انخفاض نسبة المشاركة والمقاطعة من باب الاحتجاج بينما اعتبر المشاركة في الانتخابات الاختيارية استفتاء على شعبيته.
وكما كان متوقعا فقد فازت لائحة وحدة بيروت المدعومة من تيار المستقبل بوجه لوائح ومرشحين منفردين او متكاتفين مدعومين من قوى 8 آذار، وبشكل حاسم مس رونقه الانخفاض اللافت في نسبة اقبال المواطنين على صناديق الاقتراع، بينما ثأرت قوى المعارضة من فريق 14 آذار في زحلة، حيث فازت اللائحة المدعومة من الوزير السابق الياس السكاف باستثناء عضوين، حل محلهما مرشحان من اللائحة المقابلة واحدهما رئيس البلدية السابق اسعد زغيب.
وفي بيروت «الاختيارية» التي خاض غمارها قوى 14 آذار من جهة وتيار العماد عون وحزب الطاشناق الارمني. من جهة ثانية، قال القيادي في التيار الحر نقولا صحناوي ان التيار وحزب الطاشناق فازا في محلة الرميل، مع خرق بسيط لقوى 14 آذار، كما فاز التيار مع حلفائه في «المدور»، اما في الاشرفية فقد اعتبر صحناوي ان التيار فاز 12 على 12 بأصوات المسيحيين لكن الصوت السني هو الذي عدل الكفة لصالح 14 آذار الذي فاز بكامل المقاعد الاخيارية.
وقد رد الوزير ميشال فرعون بالقول ان فريق 14 آذار اخذ اكثر من 60% من اصوات المسيحيين دون اصوات الطاشناق.
وقال فرعون ان قوى 14 آذار فازت بخمسة مقاعد اختيارية في محله «الرميل» (شرقي بيروت) مقابل سبعة للفريق الآخر.
وبذلك تكون قوى 14 آذار حصدت 21 مختارا من اصل 28 مقعدا جرى التنافس عليها في الاشرفية والصيفي والرميل.
زهرة يأسف للتضليل
عضو كتلة «القوات اللبنانية» انطوان زهرة اسف للتضليل المعيب، واستغرب الحديث عن فوز في المدور علما انه لم تحصل اية معركة هناك، وقال: فليخسر من خسر بشرف، ويعترف بذلك، ومن يفوز فليفز بشرف.
في المقابل، اعتبر عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب نبيل نقولا أن أهالي العاصمة غير موافقين على القانون الذي جرت على أساسه الانتخابات، ونسبة الاقتراع المتدنية هي تعبير عن الاحتجاج على إدارة المعركة التي كانت استئثارا وديكتاتورية، ففي العام 2004 كما في 1998 حصلت مقاطعة، ونحن مازلنا نعيش في هذه المقاطعة لأن قسما كبيرا من أبناء العاصمة يعتبرون انفسهم غير ممثلين. وردا على سؤال عن النتائج الاختيارية لاسيما في الأشرفية، لفت نقولا في حديث صحافي الى أن عدد المشاركين في الانتخابات الاختيارية كان أكبر من عدد المشاركين في البلدية، وهذا دليل على ان ما طالبنا به من استفتاء كان ناجحا، وأيضا هناك 50% من المقترعين استجابوا لمطلب التيار. وأوضح ان الفرق بين المشاركين في الانتخابات الاختيارية والبلدية بلغ نحو 6%، وهذا دليل على أن هناك فئة من أهل العاصمة تجاوبت مع الاستفتاء الذي طرحه العماد ميشال عون وقال: «مجلس بلدية بيروت اليوم، معين من قبل فريق مستأثر بالسلطة».
أما رئيس لائحة وحدة بيروت م.بلال حمد فقد اعلن من قريطم ليل اول من امس فوز اللائحة بكاملها في الانتخابات البلدية للعاصمة، وذلك في حضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة وعدد من الوزراء والنواب واعضاء اللائحة وحشد من الاهالي. وأضاف: نحن لن نعد بمشاريع كثيرة الآن، لكننا نعد اهل بيروت منذ اليوم الاول بأنهم سيترحمون على رفيق الحريري حين يرون عملنا واداءنا وسيدعون لسعد الحريري بالحياة والسعادة.
من جانبه نوه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بإنجاز المرحلة الثانية من الانتخابات في بيروت والبقاع في اجواء هادئة وديموقراطية، كما في المرحلة الاولى، مبديا تقديره للدور الذي قامت به وزارتا الدفاع والداخلية والبلديات، وللجهود التي بذلها عناصر الجيش والقوى والاجهزة الامنية المعنية بالحفاظ على أمن هذا الاستحقاق. وكرر الرئيس سليمان الدعوة الى الجميع من مرشحين ومقترعين وقبل ذلك الى القيادات السياسية لقبول النتائج ووضع اليوم الانتخابي وراءهم والانطلاق معا يدا بيد في ورشة انماء وتنمية المدن والبلدات والقرى التي تحتاج بحسب ما اعلن المتنافسون انفسهم الى الكثير من العمل الانمائي على مختلف المستويات وفي شتى المجالات.
زحلة: العودة إلى زعامة السكاف
أما في زحلة والتي شهدت ام المعارك، فقد فازت لائحة جوزف دياب المعلوف المدعومة من الياس السكاف بـ 19 مقعدا من اصل 21، وكان الخارقان اسعد زغيب رئيس اللائحة المنافسة ومهى المعلوف القاصوف. ويرى السكاف انه باستعادته بلدية زحلة كرس مجددا زعامته لعروس البقاع بمواجهة لائحتين متنافستين، ليحقق غالبية المقاعد البلدية والاختيارية ومن خلال نسبة اقتراع هي الاعلى في تاريخ زحلة، حيث تخطت نسبة المقترعين 52% وهي نسبة عالية وغير مسبوقة، عكست حجم الصراع السياسي حول بلدية هذه المدينة، حيث استطاع النائب السابق ايلي سكاف استعادة زعامته فيها بلديا واختياريا بمساعدة مختلف اطياف قوى 8 آذار.
في المقابل، فشلت اللائحتان المنافستان الاخريان المدعومة احداهما من 14 آذار والثانية من المستقلين، كما فشل المرشح المنفرد للتيار الوطني الحر انطوان بويونس الذي دخل المنافسة للاستفتاء على شعبية التيار.
وفي قرى قضاء زحلة، وصلت نسبة الاقتراع الى 55%، حيث شهدت بعض البلدات تنافسا سياسيا وعائليا.
وقال السكاف: لقد قالت زحلة كلمتها وعبر أهلها عن رأيهم ورغبتهم بحرية. معتبرا ان الانتصار الحاصل هو لزحلة وأهلها. وفي البقاع الغربي فازت لوائح المعارضة في غزة ومشغرة وجب جنين والقرعون ولبايا وهي بلدات لحزب الله وزنه الانتخابي فيها إضافة الى «حزب الاتحاد» برئاسة الوزير السابق عبدالرحيم مراد.
قاسم يعلن فوز لوائح الحزب
وفي بعلبك، فازت لائحة التنمية والوفاء المدعومة من حزب الله وحركة أمل والعائلات بكامل مقاعدها. وعقد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مؤتمرا صحافيا أعلن فيه نتائج الانتخابات البلدية، الاختيارية في البقاع، وفيها فوز 14 لائحة من لوائح التنمية والوفاء. إضافة الى 16 بلدية فازت بالتزكية، ما يعني ان مجموع بلديات الوفاء والتنمية نحو 30 بلدية، بينها بعلبك، شمسطار، الهرمل، التي تضم كل منها 21 عضوا. ومن بعلبك، قال الشيخ قاسم: عندما قررنا خوض هذه الانتخابات أحصينا البلديات التي نؤثر فيها فبلغت 62 بلدية بين بعلبك الهرمل، وبينها 4 في قضاء زحلة.
وأضاف: عدد البلديات التي فازت بالتزكية 27 بلدية، كذلك عندما أردنا ان نطبق النسبية التوافقية لاحظنا في بعض البلديات رغبة عند الأهالي في التنافس الداخلي، وقد بلغ عدد هذه البلديات 17، وتبين لنا ان اي ناجح في هذه البلديات هو معنا.
أما البلديات التي شكلنا فيها لائحة التنمية والوفاء، فقد خضنا الانتخابات فيها هي 18 بلدية من أصل 62 بلدية.الوزير السابق عبدالرحيم مراد الذي خاض معركة مريرة ضد لائحة تيار المستقبل في بلدته «غزة» في البقاع الغربي، وتمكن من الفوز الى جانب 17 بلدية لقوى 8 آذار والتيار الوطني الحر، فيما فاز تيار المستقبل ببلدتين على حد زعمه.