تتحدث مصادر مطلعة عن وجود تحسن في أجواء العلاقة بين بكركي وعين التينة وعن احتمال قيام الرئيس نبيه بري بزيارة الى الصرح البطريركي بعد انقطاع استمر لسنوات يريدها رئيس المجلس ان تكون مخصصة للبحث في إمكانية الشروع بعملية تشكيل الهيئة الوطنية العليا لإلغاء الطائفية السياسية في حال تلقى اشارة ايجابية في هذا الخصوص، وكان وفد من المطارنة زار بري مطالبا إياه بإجراء تعديلات قانونية لإعفاء الأوقاف المسيحية من الضرائب ومنع مخالفات في قانون الأحوال الشخصية، وفي هذا السياق قال بري أمام أعضاء الوفد انه اذا توصلنا الى تحقيق هذا الحلم بعد ثلاثين سنة يكون الأمر جيدا، الا انه علينا ان نبدأ باختيار نواة أسماء الهيئة لنبدأ ببناء هذا المدماك الوطني.
الرئيس بري وهو المميز في التقاط الإشارات وجد في تصريح للبطريرك صفير ما مكنه من إعادة طرح هذا الموضوع من زاوية توافقية، لاسيما عندما نادى سيد بكركي بإلغاء الطائفية بشكل عام وليس فقط الطائفية السياسية، وقد سارع بري بالإشارة الى وجود نقطة انطلاق موحدة، داعيا مرة أخرى الى تأليف الهيئة الوطنية.
مصادر معنية اعتبرت ان كلام بري يشكل رسالة مباشرة الى المشاركين في هيئة الحوار الوطني التي تلتئم في قصر بعبدا، من ان رئيس المجلس ورئيس حركة «أمل» راغب في طرح مسألة الغاء الطائفية السياسية مجددا، لكن هذه المرة على طاولة الحوار، وهو يريد توفير «تضامن» في هذا الطرح لتصبح مادة على «أجندة» المتحاورين في بعبدا. ووفقا لهذه المصادر، فإن مسألة إلغاء الطائفية السياسية ستقابل مسألة طرح موضوع سلاح المقاومة الوطنية، لاسيما في ظل بروز رفض من غالبية ممثلي الأكثرية على طاولة الحوار باستبعاد موضوع سلاح المقاومة و«سحبه» من التداول كما يطالب بري ومعه أركان المعارضة السابقة على الطاولة.
وهكذا تقوم معادلة جديدة أمام هيئة الحوار تضع طرح سلاح المقاومة في مقابل طرح مسألة الغاء الطائفية السياسية، على الرغم من معرفة الرئيس بري بأن امكانية الخوض في الغاء الطائفية السياسية غير واردة في الوقت الراهن على الأقل للاعتبارات السياسية والطائفية المعروفة.
وترى مصادر مسيحية ان محاولة الرئيس بري «تمرير» موضوع الغاء الطائفية على طاولة الحوار لن تلقى النتائج المرجوة، بل ستبرز حالة معارضة لها أقوى من السابق، ولن تنفع بالتالي محاولة بري طرح هذا «الملف الاشكال» في لحظة سياسية تتزاحم فيها الاستحقاقات والمحطات.
وتذكر هذه المصادر بأن البند الوحيد الذي يقبل مسيحيو الحوار طرحه على الطاولة هو بند الاستراتيجية الدفاعية الوطنية الذي حدد كموضوع أساسي لعمل الهيئة، وان كانت مواقف هؤلاء المسيحيين تتوزع بين موقفين: الأول ينادي بعدم ربط سلاح المقاومة بالنقاش حول الاستراتيجية ويضم العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، والموقف الثاني يدعو الى جعل موضوع سلاح المقاومة النقطة الأبرز في البحث، ويضم الرئيس أمين الجميل ود.سمير جعجع ومسيحيي ١٤ آذار و«تكتل لبنان أولا».