بيروت ـ أحمد منصور والوكالات
وضعت المرحلة الثانية من معركة انتخابات البلدية والمخاتير في بيروت والبقاع، أوزارها لتشتعل على جبهة ثانية مستندة على ارتدادات هذه المعركة. وهذه المرة بين وزير الداخلية زياد بارود وتيار المستقبل.
وانطلقت شرارة هذه الحرب خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الوزير بارود للحديث عن حصيلة النهار الانتخابي الطويل، مطلقا الارقام الرسمية التي وردته حول نسبة المشاركة في المناطق المعنية.
ومع اقتناع الجميع وتسليمهم بأن اقبال المواطنين على الانتخاب في بيروت كان خجولا وبعيدا عن النسب المتوقعة لكل من الجانبين، أوضح بارود ان سبب هذا التراجع يكمن في اعتماد النظام الاكثري البسيط، مشيرا الى انه لو اعتمد النظام النسبي لكان شكل حافزا لمشاركة أكبر.
وما كاد الوزير بارود يدلي بدلوه حتى «قامت الدنيا ولم تقعد» وانطلقت «الحملة المستقبلية» عليه، وكان النائب عمار حوري أول المبادرين بـ «فتح النار» على بارود من قريطم بسبب «موقفه غير المسؤول» كما وصفه حوري الذي قال انه كان يتمنى لو ان هذا الموقف لم يصدر عن الوزير الشاب في بداية مسيرته السياسية «التي كنا نأمل ان تطول وتخلو من أخطاء كهذه».
واذا كان الوزيران جان اوغاسابيان وحسن منيمنــة انضما الى صف حوري متمنييــن لو لم «يسيّس» بارود الموضوع، فإن «الوزير الشاب» كان أكثر من واضح وحازم في رده على حوري: لست مديرا عاما كي أقرأ النتائج فقط، لا أقبل أن يملي أحد علي ما اقول، انا تحت سقف الثقة البرلمانية، أمارس دوري كوزير داخلية ولا أقبل أن أتخطى صلاحياتي أو ألا أكون على قدر المسؤولية.
الا ان حوري عاد وأكد لـ «الأنباء» انه ما من سجال بين تيار المستقبل ووزير الداخلية، مشيرا الى ان الاعتراض سجل على نقطتين في المؤتمر الصحافي الذي عقده الوزير بارود حول حديثه عن نسبة منخفضة في الاقتراع في بيروت، ومقارنا هذه النسبة مع العام 2004، فالأسباب الموضوعية معروفة، وهي غياب المنافسة الحقيقية وغياب منافس يتمتع بقاعدة شعبية عريضة، والاعتراض الثاني كان عندما تحدث انه ربما من أسباب انخفاض الاقبال هو غياب نظام النسبية.
وقال حوري: في البقاع وصلت النسبة الى 49%، فهل هذه النسبة سببها وجود النسبية؟ ان اعتراضنا على هذا الموضوع كان على التوقيت عندما كانت بيروت تحتفل بانتصارها في لحظة وطنية جامعة.
وأكد حوري ان الموضوع انتهى عند هذا الحد وقال:
هذا لا يمنع من تهنئة وزير الداخلية على انجاز انتخابات ناجحة بالامس وتوجيه التهنئة للقوى الأمنية التي تمكنت من الحفاظ على الأمن والاستقرار.
واعتبر حوري ان فوز لائحة «وحدة بيروت» في الانتخابات البلدية والاختيارية هي انتصار لوحدة بيروت والعيش المشترك ومبدأ المناصفة، نافيا اي سجال مع وزير الداخلية زياد بارود، مشيرا الى انه تم الاعتراض على توقيت حديثه في الكلام عن انخفاض نسبة الاقتراع.
وقال حوري لـ «الأنباء»: ان نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت هي انتصار لإرادة أبناء بيروت ووحدة مدينتهم وتكريس لخيارات المدينة في انتخابات 2009، مؤكدا ان وحدة بيروت بقيت منتصرة وان النتائج أثبتت ان خياراتها مازالت واضحة، على الرغم من محاولات البعض تفريغها من مضمونها وإشاعة ان هناك نسبة متدنية في الاقتراع، فنحن نذكر ان نسبة الاقتراع في الانتخابات البلدية في العام 2004 وفي قمة المعركة السياسية ضد الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصلت الى 23%.
وأما اليوم فالنسبة في بيروت بلغت 24.8%، وفي نفس الوقت هناك لائحة ائتلافية قائمة ببيروت، ولم تكن هناك لائحة منافسة حقيقية لها، بل كانت هناك نواة لوائح ولم تكن هناك لائحة مكتملة في وجه لائحة وحدة بيروت، فكل هذه القراءات تؤكد ان بيروت هي التي انتصرت، وانتصر معها العيش المشترك والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وانتصرت معها وحدة العاصمة الوطنية الجامعة لكل ابناء الوطن بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم.