تم التوافق بين الرئيسين ميشال سليمان وسعد الحريري على وضع حد للاشتباك السياسي الذي حصل بين تيار المستقبل والوزير زياد بارود، وتوج الأمر بزيارة قام بها وزير الداخلية الى الحريري في السرايا مساء أول من امس بعد تراجع النائب عمار حوري عن انتقاداته لوزير الداخلية.
وكان سبق الزيارة اتصال أجراه رئيس الحكومة بالوزير بارود أكد له خلاله احترامه له ولموقفه. وفي حين وصفت مصادر السجال الذي دار بين حوري وبارود بالمحدود ولم يخرج عن نطاق الفعل ورد الفعل إذ ان رد النائب حوري أتى تعليقا على قراءة وزير الداخلية لأبعاد المشاركة المحدودة للناخبين في العاصمة والتي لم تتجاوز الـ 24%، وامتنعت بالتالي عن إعطاء هذه المواجهة أي تفسيرات تتخطى العملية الانتخابية مع إشارتها الى انعكاساتها على صورة التضامن على الساحة الداخلية، معتبرة انه مع انتهاء الانتخابات البلدية تقفل صفحة الارتدادات «السلبية» التي سجلت على هامشها، تقول مصادر أخرى ان موقف النائب عمار حوري يعبر عن احتقان في علاقة الحريري بالرئيس سليمان انفجر في وجه الوزير بارود، وهو احتقان لا يرتبط بما قاله وزير الداخلية تحديدا إنما بجملة تحفظات على سلوك رئيس الجمهورية، وربما تحديدا بموقفه من الحملة التي يشنها فريق رئيس الحكومة على وزير الاتصالات، فضلا عن دخول الرئيس سليمان على خط طروحات العماد عون بشأن وضع العاصمة بيروت انتخابيا والذي جاء في توقيت كان فيه الرئيس الحريري غير مرتاح لما حملته مؤشرات نسبة الاقتراع في العاصمة.
وبدا واضحا ان بارود تقدم بالنقاط في هذه الجولة المفاجئة، وانه حصد «تعاطفا ودعما سياسيا» كان السباق إليه الوزير الكتائبي سليم الصايغ.
كما نقل عن الرئيس بري قوله ان «من حق الوزير بارود أن يعلق على سائر النتائج وفي كل المحافظات، وهو محق في أقواله ومن أفضل خمسة وزراء في الحكومة ويقوم بالواجبات المطلوبة منه في ادارة العملية الانتخابية».
وتساءل: «ما الجريمة التي ارتكبها اذا وصف نسبة المقترعين بالمتدنية في بيروت والتي لم يجد الناخبون فيها الحماسة المطلوبة عادة ولأسباب معروفة؟»، وكرر بري تأييده لاعتماد النسبية وتطبيقها في الانتخابات المقبلة سواء كانت بلدية او نيابية.
وبطبيعة الحال، فإن هذا القانون ينعكس بشكل سلبي كبير على المسيحيين والشيعة، مع العلم ان المناصفة التي حرص عليها تيار المستقبل قد تحققت بارادة التيار السياسية، وهي بالتالي ليست مضمونة لا قانونا ولا بفعل العملية الانتخابية الطبيعية.
في المقابل، ترى مصادر في قوى 14 آذار ان قول وزير الداخلية زياد بارود إن تدني نسبة الاقتراع لبلدية بيروت يعود الى عدم اعتماد النسبية في قانون البلديات هو وجهة نظر قابلة للنقاش.