نجاح الرئيس الحريري في بيروت كان أمرا محتما، لكن ما حصل في البقاع، وخصوصا الغربي وزحلة، لن تقبل المعارضة ان يمر مرور الكرام. هذا ما تقوله مصادر مسيحية معارضة معتبرة انها حققت مجتمعة مع كل فئات المعارضة فوزا مبينا في البقاع، فإن على رئيس الحكومة التوقف مليا وإعادة النظر في وضع التضامن الحكومي، وإجراء قراءة عميقة لطريقة إدارته الانتخابات البلدية وتعامله مع شركائه في حكومة الوحدة الوطنية، فإذا كان رئيس الحكومة الوطنية لم يستطع إمرار الإصلاحات ولا بت تركيب اللوائح، فكيف يمكن الحفاظ على التوازنات الداخلية بعدما تزايدت عوامل فقدان الثقة؟
بغض النظر عن توقيت أي تعديل أو تغيير حكومي، ثمة مراجعة يجب ان تجرى استنادا الى أوساط المعارضة حول عمل الحكومة، لإعادة النظر في كل تركيبتها ووضعها، لأن ما حصل أفقد الحريري «الظهر» الذي كان يستند اليه، وهذا الأمر ينسحب على كل فرقاء المعارضة المسيحية والاسلامية من دون استثناء، وخصوصا بعض الملفات التي أثيرت داخل الحكومة ولاتزال معلقة، وأولها البحث في الموازنة هذا الأسبوع.
ولكن مصادر سياسية مطلعة تتوقع ان يبقى الوضع الحكومي في دائرة الاهتزاز والتوتر من دون ان تصل الأمور الى طرح مسألة التغيير الحكومي لعدة أسباب منها: عدم القدرة لدى القيادات المعنية على انجاز تشكيلة حكومية جديدة، نظرا للتعقيدات التي تحيط بأي عملية تغيير للحكومة فيما يتعلق بالظروف الإقليمية والعربية المؤثرة على الوضع اللبناني بما في ذلك على مستوى الملف الحكومي وبالتالي فالوضع العربي والإقليمي غير موات للدخول في عملية تشكيل حكومة جديدة خصوصا ان هذا الوضع الإقليمي مرشح لمتغيرات مفاجئة مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية، كما ان البلاد على أبواب فصل الصيف، مع ما يتطلبه ذلك من أجواء تهدئة داخلية وتحضيرات لإنجاح موسم الاصطياف.