تستمر زيارة الرئيس سعد الحريري الى دمشق موضع اهتمام ومتابعة وسط غموض في الأجواء وتضارب في التوقعات:
1 ـ تقول مصادر حكومية ان الوفد الإداري الذي زار دمشق الشهر الماضي سيسبق الحريري الى العاصمة السورية، وربما أكثر من موفد من قبله من أجل توفير ظروف نجاح الزيارة التي يتخللها بشكل رئيسي اجتماع اللجنة العليا اللبنانية ـ السورية المشتركة برئاستي رئيسي الوزراء في البلدين، نافية كل ما يقال حول احتمال إرجاء زيارة الحريري، متوقعة ان تتم في وقت قريب.
2 ـ مصادر معارضة لا تتوقع زيارة قريبة لرئيس الحكومة الى سورية أو بدء الحديث عنها قبل أواخر الشهر الجاري لأسباب عدة منها عدم انتهاء ورشة مراجعة الاتفاقيات ولو ان سورية التي تنتظر زيارة الحريري لديها شعور يتنامى برغبة الحريري في التواصل معها، ولكن هناك من لا يجعله يذهب الى الآخر في هذه العلاقة حسب ما ينقل مصدر سوري، متابعا: ان سورية وان كانت قد تأكدت من ان الحريري قد حسم خياراته إلا انه لم يترجمها بعد. ومن هنا يشير المصدر السوري الى العلاقة السعودية ـ السورية التي قد لا ينطبق عليها القول انها جيدة جدا في هذه المرحلة لأسباب تتعلق خصوصا بالموضوع العراقي والتنافر السعودي ـ الإيراني في ظل رفض الأخير التسليم بدور سعودي في العراق، مادام لا يريد الاعتراف بوجوده ولا ينفتح على العلاقة معه.
وخلاصة القول ان ورشة إعادة النظر في الاتفاقيات اللبنانية ـ السورية تتابع بخطى هادئة بعيدا عن الأضواء لكنها في العمق قد لا تكون منفصلة عن جو سياسي عام محيط بها، خصوصا اذا ما أخذنا بتأكيد المصادر ان العلاقة اللبنانية ـ السورية لاتزال عالقة على ضفة المسلمات الأساسية وهي السياسة الخارجية والمعاهدة والاتفاقيات المنبثقة عنها.
3 ـ مصادر ديبلوماسية ترى ان زيارة الحريري الى واشنطن هي المطروحة حاليا وتتقدم على زيارته الى دمشق. ومن المقرر ان يزور الحريري الولايات المتحدة في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، في زيارة هي الأولى له لواشنطن منذ توليه رئاسة الحكومة، يلتقي خلالها الرئيس الأميركي باراك أوباما وتستغرق 5 أيام، ثم يزور نيويورك حيث يلقي كلمة أمام مجلس الأمن الذي يتولى لبنان رئاسته لهذا الشهر.