بيروت ـ عمر حبنجر
يختتم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد جولته العربية في بيروت الثلاثاء في زيارة يصفها المسؤولون اللبنانيون بالتاريخية، في ذات الوقت يبدأ رئيس وزراء لبنان سعد الحريري جولة عربية ضمن اطار التمهيد لاجتماعه المنتظر مع الرئيس الاميركي باراك اوباما أواخر هذا الشهر ليعطي هذا اللقاء بعده العربي الجامع انسياقا مع عضوية لبنان لمجلس الأمن كممثل للمجموعة العربية.
الحريري يبدأ زيارته بالرياض يوم غد الاثنين، ويكون في دمشق صباح الثلاثاء ويفترض ان يعود الى بيروت ظهرا ليكون في استقبال صاحب السمو الأمير.
وضمن دوافع هذه الجولة الاجواء الاقليمية المكفهرة وخصوصا على مستوى الملف الايراني وتداعياته اللبنانية والاسرائيلية، وهذا ما تلمسه رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط خلال زيارته للمملكة العربية السعودية، ومعه وزير الاشغال العامة غازي العريضي الذي سيزور دمشق غدا.
ويبدو ان زيارة وزير خارجية اسبانيا انخيل موراتينوس الى دمشق وبيروت مردودة الى هذه الاجواء مع انه حمل الى المسؤولين اللبنانيين والسوريين نيات اسرائيلية مغايرة ونافية لأي نوايا تصعيدية ضد لبنان وسورية، وتأتي زيارة وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير قريبا الى بيروت، في ذات السياق، سياق الطمأنة وتبييض النوايا الاسرائيلية. وكان جرى اتصال هاتفي بين الرئيس ميشال سليمان والرئيس بشار الاسد، تشاورا خلاله باجواء زيارة موراتينوس وتطميناته، كما تبادل الرئيسان الافكار حول القمة الاورو متوسطية التي ستنعقد في برشلونة مطلع الشهر المقبل.
على هذا الاساس اكدت مصادر مطلعة ان زيارة الحريري الى دمشق لا علاقة لها بما تحضره اللجان المشتركة من البلدين والتي مازالت تقوم بعملها في دراسة الاقتراحات التطويرية للاتفاقات المشتركة.
مواجهة النوازع والغرائز
الرئيس الحريري وفي احتفال بمناسبة مرور 14 سنة على تأسيس «الجامعة الانطونية» اكد على المعركة الانتخابية في بيروت، كانت مع نوازع وغرائز. واضاف: بكلام صريح لقد كنا نتنافس بما يمثله من ارث سياسي ومشروع سياسي مع كل ما يناقض العيش المشترك في بيروت، هذه المنافسة لم تكن مع لائحة ولا مع فريق سياسي بل كانت مع كل النوازع والغرائز مع كل الشعارات الطائفية والمذهبية، ومع كل ما من شأنه ان يعرض المناصفة التامة بين المسيحيين والمسلمين الى خلل او اهتزاز لا سمح الله. واضاف: عندما أتحدث عن المناصفة لا اعنيها تنازلا عدديا من طائفة الى اخرى بل اتحدث عنها واعمل لتكريسها بوصفها من واجبات المسلمين تجاه المسيحيين في لبنان، تماما كما هي من واجبات المسيحيين تجاه المسلمين في لبنان، بغض النظر عن الاعداد ليبقى لبنان لبنان. وبالعودة الى جولة الحريري العربية، بدا واضحا في بيروت ان هناك من لا ينظر بعين الرضا الى زيارته لواشنطن ولقائه الرئيس باراك اوباما ومن هنا كانت جولته العربية بغرض توضيح الصورة لمن يرتابون بالامر قبل المؤيدين.
وابرز منتقدي هذه الزيارة رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب الذي اعتبر ان مثل هذه الزيارة ستكون للذكرى واخذ الصورة وحسب. وهاب الذي بدأ يعزف على وتر التغيير الحكومي القريب تساءل عما يمكن لرئيس الحكومة ان يجنيه من زيارة واشنطن، وهل يضمن لها ان المقاومة لن تتسلح وترفع من مستوى جهوزيتها او ان يضغط على اوباما كي يمنع اسرائيل من الاعتداء على لبنان؟
وهاب يحذر
وتوقع وهاب، المعروف بأنه يعكس وجهة نظر المعارضة اللبنانية، ان تشهد الحكومة تعديلا على بعض وزرائها في الصيف، وحذر الحريري من بعض المستشارين الذين وصفهم بأصحاب المشاريع السياسية والاقتصادية الخاصة، كما اعتبر وهاب ان زيارة الحريري لواشنطن لن تفضي الى نتائج وانها قد تشكل عبئا من خلال المطالب الاميركية المعروفة التي تستهدف المقاومة وسلاحها.
واحتواء لمثل هذه الاجواء المحتملة التفاقم مع قرب موعد زيارة واشنطن، اوفد رئيس الحكومة مدير مكتبه نادر الحريري الى دمشق، حيث التقى الوزيرة بثينة شعبان وتم التوافق على موعد الزيارة الخاطفة وبرنامجها. على ضوء ذلك كله رأى عضو تكتل «لبنان أولا» النائب محمد قباني أن الحكمة تقضي بأن يتم التشاور مع دمشق، خصوصا حول زيارة الحريري الى واشنطن، لافتا الى ان الحريري يريد إبلاغ الدول العربية بالموقف اللبناني خصوصا فيما يتعلق بالتهديدات الاسرائيلية كما يريد ان يسمع الرأي العربي في موضوع الصراع العربي ـ الاسرائيلي.
وشدد على ضرورة الا يخشى اي فريق من زيارة الحريري للولايات المتحدة، مشددا على ان الحريري سيميز بين المقاومة والارهاب، داعيا «حزب الله» الى الاطمئنان للطروحات التي سيطرحها الحريري في واشنطن.
واقرأ ايضاً:
ركود توافقي في طرابلس.. وبري يهاتف عون نافياً المعركة في جزين
بلديات 2010
نظرة أميركية جديدة إلى الجيش اللبناني
موران يؤكد دعم فرنسا للبنان في المحافل الإقليمية والدولية