بيروت ـ أحمد منصور
قال النائب السابق مصباح الاحدب ان الكويت لعبت دورا مهما الى جانب لبنان، لاسيما في أحلك الظروف والازمات، معربا عن امله في تفعيل الدور السياسي للكويت في المنطقة العربية، مشددا على أن زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد للبنان هي لإرساء أسس لعلاقات مع لبنان موحد كما يرغب كل محبيه ومواطنيه.
وقال الاحدب في حديث لـ «الأنباء»: ان الكويت كانت ومازالت دولة شقيقة وصديقة، واننا نطمح الى ان تكون العلاقات معها متينة دائما، فالكويت لها أياد بيضاء في لبنان على مر التاريخ، ولا يمكن ان ننساها، فهي محفورة بذاكرتنا وبتاريخنا، ومن المهم ان يكون هناك تواصل وتنسيق معها، لاسيما ان أوجه التشابه بين لبنان والكويت كثيرة. أضاف الاحدب: علينا ان نطور دائما العلاقات مع الدول الصديقة للتوصل الى تنسيق أفضل، لاسيما مع الكويت التي تبدي دائما اهتماما بشؤون اللبنانيين. وان الكويت كانت على تنسيق مع المملكة العربية السعودية التي هي ايضا لها أياد بيضاء ودور فعال في لبنان، ولكن يبدو ان هناك الكثير من المؤشرات باتجاه انكفاء المملكة عن دور كبير في لبنان، وهذا الامر يفسح المجال امام دور وحيز للكويت في ان تقوم بالتنسيق، فالكويت متقاربة مع لبنان ولم تدخل في التفاصيل كما دخلت فيها المملكة العربية السعودية، ولم تكن الكويت طرفا، خصوصا عندما كان هناك شرخ لبناني ـ لبناني.
شلل حكومي
وحول الحديث عن تعديل او تغيير حكومي قال الاحدب: هناك شلل حكومي، وهذا أمر واقع، فالحكومة ليست قادرة على فعل شيء، فالحكومة عندما تشكلت رافقتها اتصالات على مستوى اقليمي، وهناك من تدخل هنا وهناك لتأمين توازن محدد لأطراف مقربين من دول ومصالح اقليمية، معتبرا ان «هذه المعادلات اذا تغيرت ستنعكس حكما على الواقع الحكومي في لبنان».
ورأى الاحدب «ان المملكة العربية السعودية تنكفئ أكثر فأكثر عن الدور الذي كانت تقوم به خلال السنوات الماضية في لبنان، مشيرا الى ان هذا الامر سينعكس على الحكومة إما بتعديل أو تغيير حكومي، مشيرا ايضا الى ان الضغوطات ومشاغل المملكة، خصوصا على حدودها مع اليمن قد تكون شغلت المملكة اكثر من الدور الذي كانت تلعبه في السنوات الماضية في المنطقة، مشددا على انه رغم ذلك ستبقى المملكة من الدول التي لها الكثير من الايادي البيضاء في لبنان، وبأنها دولة صديقة بكل معنى الكلمة».
وضع طرابلس الانتخابي
وعن الاوضاع الانتخابية ومجريات الحركة السياسية الجارية ما بين رئيس الحكومة سعد الحريري والرئيس عمر كرامي للتوافق على أسماء مجلسي بلديتي طرابلس والميناء في الشمال، قال الاحدب: ان الجهود الجارية في طرابلس لا تحصل كما يجب لا في المضمون ولا في غيره من الامور. ان الامور تغيرت، وطرابلس لا تجير بهذه البساطة من أي طرف كان. نحن لدينا ملاحظات على أداء تيار المستقبل، ولا شك هناك اخطاء ويجب ان يعاد النظر بها وتصويبها.
وتابع ان التضامن النيابي الذي يضم الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي وتيار المستقبل طرحوا مجموعة من الاسماء لبلدية طرابلس وأرسلت الى الرئيس عمر كرامي، وشكلت لجنة، وحتى الساعة لم تلتق هذه اللجنة أحدا، والرئيس كرامي لم يجتمع مع احد، واني لا أشعر انه في طرابلس يجري تأمين طرح للقيام بتوافق حقيقي، فهناك تهميش.
وقال الاحدب: قبل دخول آل الحريري على الساحة، وعندما لم يكن متاحا ولا مسموحا للرئيس الحريري التدخل في طرابلس، وقتها لم يتمكن الرئيس عمر كرامي من ان يثبت انه هو طرابلسي، وبعدها عندما دخل آل الحريري بإمكاناتهم وطاقاتهم، حاولوا إلغاء آل كرامي. وكان هذا خطأ كبيرا، فالرئيس كرامي يمثل جزءا من طرابلس، وليست طرابلس كلها، واليوم يحاول آل الحريري «الانسحاب» من طرابلس وتسليمها الى الرئيس كرامي وفق معادلة مغايرة للمنطق. لكن الاحدب أكد ان الرئيس سعد الحريري صديق له، وليس حليفا.