بيروت ـ أحمد عزالدين
محطة اخيرة الاسبوع المقبل وينتهي استحقاق الانتخابات البلدية الذي شغل اللبنانيين على مدى خمسة اسابيع، وقد اتى دور الجنوب هذا الاسبوع، حيث من المتوقع ان تحصل مواجهات حامية في صيدا عاصمة الجنوب وتنافس لتحديد الاحجام في منطقة جزين، كما يتوقع حصول تنافس بصورة علنية او مستترة في معظم مناطق الجنوب الاخرى، حيث لم يعد التوافق الذي وصفه البعض بأنه «من بركات تحالف امل ـ حزب الله» يتجاوب مع القواعد الشعبية والعائلات التي انقسمت «اجباب» و«افخاذ» حتى غدا الحصول على عضوية مجلس بلدية اشبه بعضوية مجلس الامن، كما يقول احد مفبركي اللوائح.
صفحة مطوية
فبعد اسبوع تصبح الانتخابات البلدية صفحة مطوية وينسى الناس ضجيجها، فيما تدخل الاحزاب والقوى السياسية في حسابات الربح والخسارة، فغاية كل حزب رفع لواء النصر في هذه البلدة او تلك او عدد الاعضاء الحاصل عليها مناصروه، اما موضوع الانماء الذي هو علة وجود المجالس البلدية فلا احد يكترث له على ما يبدو. ومن غريب المصادفات ان حسابات الارقام التي كانت تتنافس عليها القوى الحزبية لجهة الحشود وتجميعها في الساحات قد انتقلت الى البلديات، بحيث يجري كل حزب جرده بعدد البلدات، او الاعضاء الفائزين لتحديد حجمه، ويقول شاهد عيان متهكما: اذا احصينا عدد البلدات التي يعلن الاطراف الفوز بها لأصبح عدد البلدات والقرى في لبنان يوازي عدد البلدات في الصين او الولايات المتحدة اقله!
وبالعودة الى مدينة صيدا، حيث حشدت الدولة قواها الامنية لابقاء الوضع تحت السيطرة ارتفعت حدة الخطاب السياسي لتتجاوز المسموح به الى حد الشتيمة المباشرة مما يخشى معه من صدامات في ظل الحسابات غير المتوازنة بين اللائحة التي كانت توافقية واصبحت مدعومة من تيار المستقبل بعد رفض المعارضة الانضمام لها الا بشروط لفرض حزبين، وتاليا تشكيل اللائحة المقابلة برعاية النائب السابق اسامة سعد ومن خلفه المعارضة.
الاوزان والاحجام
اما في جزين، فإن التنافس هو على الاوزان والاحجام، فبعدما كسب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النيابي العماد ميشال عون الانتخابات النيابية العام الماضي، يحاول الآن تكريس سيطرته من خلال البلديات. في المقابل، يريد النائب السابق سمير عازار المحسوب على حركة امل رد الاعتبار لخسارته العام الماضي، حيث ان لائحته البلدية تحاول ان تجدد فوزها ليؤكد بالتالي عازار ان فوز منافسيه في النيابة جاء بتجيير اصوات من غير المسيحيين.
اما في باقي بلدات الجنوب، فإن التوافق لم يأخذ مجراه، وان غابت صورة الانتخابات الحامية لغياب الفريق السياسي المنافس، لكن لا شك ان تحالف الثنائي الشيعي (امل ـ حزب الله) سيعيد حساباته في ظل رفض معظم العائلات والفاعليات التسليم بما تم التوافق عليه من فوق، وخير دليل على ذلك ان عدد البلدات التي فازت بالتزكية في الجنوب رغم التدخلات القوية لم يتجاوز الثلاثين، فيما وصل عدد بلدات التزكية في جبل لبنان رغم حدة التنافس الى 57 بلدية، والمعارك الانتخابية ستسجل خروقات وفوز لوائح معارضة مما يطرح المعادلة للنقاش.
اما في طرابلس، فقد افضت المشاورات بين القيادات السياسية الى تسمية رجل الاعمال نادر الغزال كمرشح توافقي لرئاسة المجلس البلدي الجديد لعاصمة الشمال، وقد بدأ الغزال فعليا اتصالات ومشاورات ولقاءات مع القيادات السياسية للمدينة لوضع اسماء المرشحين لعضوية المجلس التوافقي. وبالنسبة لبلدية ميناء طرابلس، فقد رجحت كفة السفير المتقاعد محمد عيسى (سفير لبنان السابق في الكويت) كرئيس توافقي لمجلس بلدية الميناء.