لفت الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، في كلمة له خلال افتتاح معلم مليتا السياحي في إقليم التفاح، الى أنه من الثابت والبديهي أن تاريخ أي شعب أو أمة أو قوم أو بلد هو جزء مكون وأساسي من هويتها ويعبر عن ماضيها بكل ما فيه وله تأثير بالغ على مسار حركتها في الحاضر ومآل أحوالها في المستقبل، مشيرا الى أننا نحاول أن نقوم بخطوة متواضعة نسبة لتاريخ بلدنا وشعبنا وتاريخ المقاومة لحجم التضحيات التي قدمت والانتصارات التاريخية التي تحققت، وجهدا على طريق حفظ التاريخ وإحيائه وتقديم صورة مشرقة وحقيقية عن هذا التاريخ.
وشدد السيد نصرالله على أنه من أهم مسؤولياتنا أن نرعى تاريخ المقاومة، معتبرا أن تاريخ لبنان موضوع معقد وشائك وصعب ومن أصعب الملفات نتيجة التعقيدات الموجودة في البلد، التعقيدات المذهبية والطائفية والمناطقية.
ورأى السيد نصرالله أننا بحاجة الى الجهد لندون تاريخ المقاومة بدون تزوير وبقول الحقيقة كما هي نكتب ما نخجل منه وما نفتخر به، مشيرا الى أن التاريخ يأخذ بعين الاعتبار الادوار الحقيقية فلا يستثني أحدا ولا يتجاهل أحدا.
وفي موضوع الانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب، دعا السيد نصرالله اهالي الجنوب لاقامة اعراس انتخابية غدا وعدم الخوف من المناورات الاسرائيلية وأشار الى أن طبيعة الانتخابات البلدية وما يجري فيها من منافسات تأخذ أبعادا شخصية ومذهبية في القرى المختلطة، لافتا الى انها غالبا ما تؤدي الى صراعات أحيانا.
وأكد السيد نصرالله أن مسؤوليتنا بالدرجة الأولى هي أن نحفظ بيئتنا الشعبية التي هي المقاومة، معلنا أن أمر توقيع اتفاق تفصيلي بين «حزب الله» وحركة «أمل» حول الانتخابات البلدية لم يكن سهلا، مكررا قول احدهم أن أفضل هدية تقدمها «أمل» و«حزب الله» للناس في الانتخابات البلدية هو الاتفاق في الانتخابات، معتبرا ان هذا اجمل ما يمكن ان نقدمه للناس، معلنا عن تبني «حزب الله» للوائح «الوفاء والتنمية» في الجنوب، مؤكدا أننا نعمل من اجل أن تنجح هذه اللوائح، معتبرا ان تحالف «امل» و«حزب الله» هو جزء من التحالف الاستراتيجي الذي يحمي ويحصن بيئة المقاومة، مشيرا الى أننا قد نواجه بعض الصعوبات على مستوى القواعد في بعض البلدات.
ودعا السيد نصرالله الى مزيد من التزكية في البلديات، متوجها الى قاعدة «حزب الله» وجمهوره الى الالتزام المطلق، مؤكدا أن هذا ليس تكليفا شرعيا لأننا لا نستخدمه في الانتخابات، مشيرا الى اننا حزب ملتزم بعهوده ووعوده واتفاقاته، داعيا قواعد «حزب الله» وجمهوره الى الالتزام الكامل بلوائح الوفاء والتنمية وألا تأخذهم في هذه الانتخابات أي حسابات ثانية، مشددا على ان نجاح هذه اللوائح له قيمة سياسية كبرى.
وطالب السيد نصرالله أهل صيدا بالهدوء ولا شيء يحرز، لافتا الى ان «حزب الله» و«أمل» ليسا بحاجة الى استفتاء على شعبيتهما لأن حجمهما السياسي معترف به وطنيا وإقليميا.
وختاما تساءل السيد نصرالله لماذا كل هذا التدفق والزيارات الأميركية والأوروبية والأجنبية والعربية الى لبنان؟ مؤكدا انه سيعطي جوابا على هذا السؤال في عيد المقاومة والتحرير في 25 مايو.
من جهة اخرى، اعلن مسؤول حزب الله في جنوب لبنان نبيل قاووق لوكالة فرانس برس امس ان حزب الله طلب من الآلاف من عناصره البقاء في «جهوزية تامة» بمواجهة مناورة اسرائيلية للدفاع المدني من المقرر تبدأ غدا.
وقال قاووق ان عناصر حزب الله «وضعوا في جهوزية تامة في مواجهة المناورة الاسرائيلية» التي تجري في اسرائيل وتتصادف مع الانتخابات البلدية المقررة في جنوب لبنان.
واضاف ان «الاف الشباب لن يذهبوا الى صناديق الاقتراع الاحد (غدا) وهم في حالة جهوزية منذ اليوم (امس)». وقال قاووق «في حال حدوث اي عدوان جديد على لبنان، لن يجد الاسرائيليون مكانا في فلسطين يهربون اليه».
وكان قاووق يتحدث بعد لقاء بينه وبين المفكر الاميركي اليهودي نعوم تشومسكي المعروف بانتقاداته اللاذعة للسياسة الخارجية الاميركية وللاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.
وتجري اسرائيل مناورة سنوية للدفاع المدني تستغرق اسبوعا وتهدف الى التاكد من الاستعدادات الميدانية لاجهزة الانقاذ والاغاثة في حال حصول هجوم بالصواريخ على الدولة العبرية.
واقرأ ايضاً:
الحريري يزور العقبة والقاهرة فأنقرة لبلورة مظلة عربية ـ إقليمية تحمي لبنان
الجنوبيون ينتخبون بلدياتهم غداً وأبرز المعارك في صيدا وجزين
أخبار وأسرار لبنانية
بلديات فازت بالتزكية