بيروت ـ عمر حبنجر
أنجزت امس المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، وانضم الجنوب الى الجبل وبيروت والبقاع في اختيار مجالس البلدية والاختيارية وسط غليان سياسي وامني في صيدا وجزين، ومنافسات اقل حرارة في المدن والبلدات ذات الاكثرية الشيعية، حيث اكتسحت لوائح تحالف حركة أمل وحزب الله الموقف بوجه مرشحي أحزاب أو عائلات أرادت اثبات وجودها بوجه هذا الثنائي.
وقد شهدت محافظتا الجنوب والنبطية اعلان فوز عدد من مجالس البلديات بالتزكية، تحت لواء تحالف امل وحزب الله وبعض العائلات، خصوصا في القرى الأمامية المواجهة لإسرائيل، حيث بدأت اسرائيل مناورات عسكرية تحت عنوان «نقطة تحول 4» لاختبار جهوزية جبهتها الداخلية لمواجهة سيناريو هجوم يفترض تعرضها لآلاف الصواريخ القادمة من سورية ولبنان وإيران وغزة.
ومن البلديات التي اعتبرت فائزة بالتزكية بدعم من تحالف التنمية والوفاء بلديات: صور، الخيام مارون الراس، العديسة، كفر كلا، سجد، الدوير، شوكية، الشعيتية، المالكية، دردغيا وعين قانا.
في هذه الأثناء وصف وزير الصحة العامة محمد خليفة التحالف بين امل وحزب الله بأنه قرار حكيم من القيادات العليا، لاسيما في ظل ما يتعرض له لبنان من تهديدات اسرائيلية.
أما عضو كتلة الوفاء للمقاومة نواف الموسوي فقد لفت الى ان المخاطر التي تحدق بنا لا تنحصر في العدوان الاسرائيلي لأن خطر الهيمنة الاميركية قائم، مشيرا في هذا الاطار الى ان تسرب مواد قانونية الى الموازنة العامة تتسلل منها الهيمنة الاميركية على شكل هبات وإدراجها في هذه الموازنة.
إلى ذلك دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري البعض إلى «الخروج من لعبة التفرقة أو أن الجنوب ثلاثة أثلاث، فالجنوب «يس 3 ب1»، والجنوب هو لحفظ وحدة لبنان، ولحماية وحدة لبنان، لأن الذي يقف في مواجهة اسرائيل ومن يأخذ هذه المواقف في أكثر من ستين بلدية من خلال تحقيق التزكية، التي لا يمكن أن تحصل إلا برضا العائلات فهو بذلك يحمي لبنان».
وعن عملية فصل عناصر في «حركة أمل» نتيجة الاستمرار في الترشح، ضد لوائح «التنمية والوفاء»، أجاب بري خلال مؤتمر صحافي في الجنوب: «سبق ان أوضحت في بيان قبل الانتخابات أن من تم فصلهم خالفوا أوامر الحركة، وبالتالي نحن تنظيم، فلا يجوز مخالفة قرار التنظيم، خصوصا حين تكون هناك تزكية في البلدة والمسألة تقف عند ترشيح شخص او شخصين».
موافقة العائلات
ولفت بري الى أن «حركة «أمل» و«حزب الله» هم من العائلات، وبالتالي لا يمكن أن تجدوا نتيجة في الجنوب ضد التنمية وضد التحرير، آسفا لعدم التوصل الى «اقرار الاصلاحات على قانون الانتخابات وبخاصة المتعلقة بموضوع الكوتا النسائية بنسبة 30%».
واعتبر بري أن «الأمن في البلد أساسي، وكان يمكن اجراء الانتخابات في أسبوعين»، سائلا «لماذا تمديدها على مدة شهر؟».
من جهة ثانية، رأى بري أن «الوفود الأجنبية تأتي الى لبنان للتهويل في سبيل أن يكون هناك دخان يمر عبره التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين على حساب القدس وحقوق الفلسطينيين».
وفي تفاصيل الجولة الثالثة لانتخابات البلدية والاختيارية شهدت مدينة صيدا اشرس معاركها الانتخابية التي تخللتها سلسلة من الاشتباكات الأمنية أوقعت عددا من الجرحى بين تيار المستقبل المتحالف بلديا مع الجماعة الاسلامية من جهة وتمثل في لائحة الانماء والتنمية برئاسة رجل الأعمال محمد السعودي، وبين التنظيم الشعبي الناصري برئاسة النائب السابق اسامة سعد، وحلفائه الداعمين للائحة الإرادة الشعبية برئاسة عبدالرحمن الانصاري، تخللتها توترات امنية استدعت تحويل المدينة الى منطقة عسكرية تعج بوحدات الجيش والأمن الداخلي التي شكلت عوازل بين جمهور هذا الفريق وذاك، بعدما وقعت سلسلة اشكالات اسفر بعضها عن اصابات نتيجة التراشق بالاسهم النارية التي تحولت الى صواريخ يدوية يطلقها بعض الغوغائيين في احياء المدينة القديمة خصوصا.
عراك في مهنية صيدا
وأعنف هذه المواجهات حصلت في مبنى مهنية صيدا، اثناء اقتراع النائب السابق اسامة سعد حيث حصل عراك بين احد مرافقيه واشخاص من انصار لائحة السعودي، وتخلله تحطيم كراسي وطاولات، لكن القوى الأمنية المتواجدة بكثافة استطاعت السيطرة على الوضع واخرجت المرافق «المعارك» من المبنى فيما توجه سعد الداعم للائحة الانصاري الى منصة الاعلاميين ليدلي بتصريح توجه فيه الى «احرار صيدا» غير المرتهنين لتحالف المال والسلطة داعيا اياهم الى التعبير عن مواقفهم في صندوق الاقتراع.
سعد هاجم الراشين والمرتشين وحمل الحكومة وآل الحريري تحديدا مسؤولية تراجع التنمية في صيدا الى وضعها بثاني افقر مدينة في لبنان، ولو انه لم يذكر المدينة الأولى فقرا، وتحدث عن هجرة الشباب وعن المديونية العامة، ودعا الصيداويين الى انتخاب اللائحة التي يدعمها.
لكن احمد الحريري نائب رئيس بلدية صيدا بحسب لائحة محمد السعودي ونجل النائب بهية الحريري نفى ان يكون في نية تيار المستقبل إلغاء احد في صيدا، وأنه، اي تيار المستقبل، حاول بناء لائحة توافقية، لكن الفريق الآخر لم يتجاوب.
وكما في صيدا، كذلك في جزين، اتسمت المعركة البلدية بالطابع السياسي، مع فارق ان الصوت الانتخابي الطاغي في صيدا هو لتيار المستقبل وحلفائه، بينما القوى أكثر تقاربا في جزين.
من جهته، رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون دعا الجنوبيين الى ممارسة حقهم الانتخابي بحرية.
ووصف ما يقال عن مشاكل في مدينة جزين بالاشاعات المغرضة والهادفة الى اخافة المواطنين ومنعهم من ممارسة حقهم الانتخابي، داعيا الجزينيين جميعا للمشاركة في هذا الاستحقاق أيا كان الحزب أو التيار الذي ينتمون اليه.
نية سياسية لا إنمائية
وقلل عون من شأن المناورات الإسرائيلية التي تتزامن مع الانتخابات البلدية في الجنوب وقال: ليست المرة الأولى التي تجري فيها انتخابات في لبنان في ظل المناورات والتهديدات الاسرائيلية التي وصفها بالاستعراضات العسكرية التي اعتدنا عليها، وأضاف: لكننا نحتفظ باليقظة والانتباه تجاه اي غدر عسكري. وفي الشأن الانتخابي قال: لقد فوجئنا بمطالب غير معقولة من الطرف الآخر، تبرهن على نية سياسية أكثر منها انمائية.
من أجواء الحدث
300 مليار ليرة: وقع وزير الداخلية والبلديات زياد بارود مشروع مرسوم توزيع عائدات البلديات واتحادات البلديات عن العام 2008، والبالغ مجموعها ثلاثمائة مليار ليرة لبنانية وارسل المشروع الى وزارة المال.
اشتراكيون بعضهم ضد بعض!: فشلت الجهود الجنبلاطية والارسلانية في التوصل الى لائحة توافقية في بلدة الخلوات، مسقط رأس الوزير وائل ابو فاعور. وسقط التوافق ببلدة ميمس نتيجة انقسام الحزب التقدمي الاشتراكي، وتشكيل قيادته المحلية لائحتين متنافستين بالتعاون مع العائلات والقوميين.
حاصبيا تخرج عن القاعدة: فشلت المحاولات لتشكيل لائحة توافقية في حاصبيا، وهكذا دارت المعركة بين لائحتين: الاولى يدعمها النواب وليد جنبلاط وطلال ارسلان وانور الخليل برئاسة غسان خير الدين، وتضم 15 مرشحا.
قابلتها لائحة كرامة حاصبيا برئاسة رئيس البلدية السابق امين شمس وتضم 12 مرشحا والذي اعلن عزمه التحدي رغم عدم التكافؤ، الامر الذي اعتبر خروجا عن قاعدة ارتباط شمس بالزعامة الجنبلاطية في المختارة.
إشكالات أمنية: سجلت التقارير الامنية سلسلة اشكالات بين الناخبين في مدينة صيدا في مراكز اقتراع «مكسر العبد» ومدرسة البهاء، نتيجة احتكاكات بين عناصر التنظيم الشعبي الناصري برئاسة النائب السابق اسامة سعد وبين تيار المستقبل.
وتبادل الطرفان التطاعن بالسكاكين واطلاق الاسهم النارية، واعتقل الجيش احد هؤلاء الجرحى بعدما تبين انه كان المسبب للحادث.
وفي مركز اقتراع اخر نشب عراك داخل القلم اثناء وجود اسامة سعد بداعي ان احدى السيدات حاولت الاقتراع مرتين.
واضطر الجيش الى اقفال بعض مراكز الاقتراع مؤقتا ريثما تتم معالجة الاشكالات العفوية او المفتعلة، ثم اعاد فتحها امام الناخبين.
في مدينة صور حصل عراك وتضارب في بلدة الرمادية بين عناصر لائحتين متنافستين احداهما من حزب الله واخرى من امل، وقد طوق الجيش البلدة وعالج المشكلة. وفي بلدة «شمع» ايضا المجاورة للرمادية حصل عراك انتهى دون اصابات.
ريفي وضرورة الحيادية: اصدر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي تعميما لرجال قوى الأمن الداخلي، اكد فيه على ضرورة الحيادية اثناء عملية الاقتراع: ولفت التعميم الى الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظات جبل لبنان وبيروت والبقاع التي جرت دون اي حوادث تذكر، ان كان على الصعيد الأمني او على صعيد شفافية العملية الانتخابية ونزاهتها.
كما اشاد بعناصر قوى الأمن الداخلي الذين اثبتوا مناقبيتهم العسكرية وانضباطيتهم العالية وحيادهم المتجرد عن المنافسة السياسية والاجتماعية في الانتخابات التي جرت حتى الآن.
واقرأ ايضاً:
الحريري غادر إلى واشنطن للقاء أوباما اليوم
أخبار وأسرار لبنانية
الأسد: سياسات الغرب «لم تعد مقبولة» وعليه لجم إسرائيل
بشار الأسد أصغر الرؤساء الجدد سناً
سورية تطلق فضائية سياسية نهاية العام: 70% من الإعلام السوري للقطاع الخاص
نتنياهو: نرفض تبادل أراضٍ مع الفلسطينيين
العولقي يدعو مسلمي الجيش الأميركي إلى قتل رفاقهم
الإثيوبيون يقترعون وزيناوي الأقرب لرئاسة الحكومة
أفغانستان: بريطانيا ترفض تحديد موعد للانسحاب وطالبان تدفع 1660 إسترلينياً عن كل «رأس» من «الناتو»
باكستان: لا أحد يعرف على وجه التحديد مكان بن لادن