بيروت ـ عمر حبنجر
خرج اللبنانيون من نفق انتخاباتهم البلدية والاختيارية محملين بالكثير من الانقسامات السياسية والتشرذمات العائلية، وسيكون امامهم ست سنوات لرأب الصدع ورتق الخروق، وبالتالي محو آثار الصراعات والمنافسات الانتخابية، التي تجاوزت هذه المرة حدودها التنموية وتحولت الى متاريس لمواجهات سياسية، محلية، وحتى اقليمية، بغطاء بلدي أو اختياري، لم يقنع أحدا.
واعتبارا من نهار أمس الاثنين انصرفت المتابعات الى رصد النتائج الرسمية لانتخابات الاحد في محافظتي الشمال وعكار، بعد وضوح الصورة من خلال نتائج الماكينات الانتخابية. وفيما تنصرف الدولة الى متابعة الاستحقاقات التي تنتظرها، كالموازنة العامة ومؤتمر الحوار الوطني، في جلسته الثالثة، وأزمات الماء والدواء والكهرباء والضمان الاجتماعي، يتابع المواطن اللبناني بدوره كل هذا، معطوفا على المشاكل الحياتية والتربوية والصحية. نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في الشمال وعكار اظهرت تعادلا بين القوى والتيارات السياسية، عبر تحقيق فوز متبادل، بين منطقة أو أخرى، أو داخل المنطقة الواحدة.
وزير الداخلية زياد بارود عقد مؤتمرا صحافيا ليليا أوجز فيه ما حصل خلال الانتخابات من اعمال عنف أو اشكالات. وقال بارود ان نسبة الاقتراع بلغت وسطيا 46.8%. وأشار الى وجود شكاوى تم تحويلها الى الاستقصاء أو مخابرات الجيش أو النيابة العامة، وقد بلغت هذه الشكاوى 1610 شكاوى تناولت 48 حادثا أمنيا في محافظتي عكار والشمال، وبلغ عدد الموقوفين فيها 45 موقوفا وستة جرحى. وفي تصريح لـ«السفير» قال بارود ان الجولات الانتخابية الاربع أثبتت ضرورة ادخال اصلاحات اساسية على قانون الانتخابات البلدية والاختيارية، لاسيما ما يتعلق بالنسبية وبالبطاقات المطبوعة سلفا وبالكوتا النسائية، اضافة الى اصلاحات ترتبط بحق الاقتراع في مكان السكن ضمن شروط معينة. وقال ان وزارته ستتوجه توا الى قانون الانتخابات الجديد على أمل انجازه في مهلة اقصاها 18 شهرا من تاريخ نيلها الثقة. مؤكدا حرص وزارة الداخلية على الالتزام بهذه المهلة، مشيرا الى ان مشروع القانون سيكون منجزا وسنقدمه الى مجلس الوزراء في يوليو المقبل. وبالعودة الى نتائج الانتخابات البلدية في محافظتي الشمال وعكار، يلي النتائج الصادرة عن الماكينات الانتخابية وهي أكيدة، وان تكن غير رسمية.
طرابلس والميناء
في مدينة طرابلس فازت اللائحة التوافقية برئاسة م.غزالي، فيما فازت لائحة السفير محمد عيسى في الميناء المدعومة من قوى 14 آذار.
في مدينة البترون فازت لائحة التيار الوطني الحر برئاسة مرسيلينو الحرك بكامل اعضائها، على لائحة النائب السابق سايد عقل المدعومة من 14 آذار. اما في قرى قضاء البترون فكان الفوز للوائح المدعومة من 14 آذار، في 19 بلدة من اصل 24، واهمها بلدة تنورين، بينما حصدت 8 آذار البلدات الساحلية. الوزير جبران باسيل اعلن بنفسه فوز لائحة الحرك في البترون، وقال: انها رسالة كبيرة لكل اللبنانيين، هناك بلاطة كبيرة رفعت عن صدورنا.
زغرتا لفرنجية
اما في مدينة زغرتا فقد فازت اللائحة المدعومة من النائب سليمان فرنجية كاملة وبزيادة نحو اربعة آلاف صوت عن اللائحة التي يدعمها ميشال معوض وقوى 14 آذار، اما بالنسبة لقضاء زغرتا فقد سجل تعادلا مع ترجيح لكفة فرنجية وحلفائه، وفي حين رجحت قوى 14 آذار الفوز بما بين 10 و12 بلدية من اصل 24 نفى فرنجية هذا الامر، وتشير المعلومات غير الرسمية الى فوز المردة بـ 16 بلدية في زغرتا وقضائها بالاضافة الى 8 بلديات فازت بالتذكية من اصل 31 مجلسا بلديا في هذا القضاء، وبقي لقوى 14 آذار 7 مجالس بلدية، مما يعني ان رئاسة اتحاد بلديات قضاء زغرتا سيؤول الى تيار المردة. النائب سليمان فرنجية وصف الفوز الذي حققه، بأنه اكثر من المتوقع. اما رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض قال ان قوى 14 آذار حققت تقدما في جرد قضاء زغرتا، في حين حقق المردة تقدمهم في وسط القضاء.
بشري للقوات
وفي بشري، حيث معقل القوات اللبنانية فقد حصدت القوات عشر بلديات من اصل 11 بلدية، علما ان البلدة الحادية عشرة وهي بزعون، ارجئت فيها الانتخابات بعد انسحاب المرشحين عقب حادث مقتل الشابين طوني ونايف صالح برصاص حنا البرصوني في محلة ضهر العين، وقد سلم الاخير نفسه للقضاء أمس.
يذكر ان القوات فازت في انتخابات بلديات 2004 بست بلديات من اصل 11 بلدية.
الكورة للقوميين
وفي الكورة حصل الحزب السوري القومي الاجتماعي وقوى 8 آذار على المجالس البلدية في قيع وبطرام واميون وكفر حزير والهري وكفرحاتا وشكا (البترون) فيما فازت قوى 14 آذار في كوسبا وكفر عبيدا ودار بعشتار وكفريا وبترومين وأجد عبل.
عكار بين «المستقبل» والمعارضة
وفي عكار حققت اللائحة المدعومة من النائب هادي حبيش (المستقبل) فوزا كاملا على اللائحة المدعومة من النائب السابق مخايل الضاهر، والتيار الوطني الحر. وفي «حلبا» قاعدة المحافظة حققت اللائحة المنافسة لقوى 14 آذار فوزا تاما. بالمقابل فازت اللوائح، المدعومة من المستقبل ببلديات: البيرة البرج القنطرة، الحويج، بزال، وادي الجاموس، جديدة القويطع، مشمش، وعين يعقوب، وسواها. وتوصلت القوى المعارضة لتيار المستقبل الى الفوز في عكار العتيقة. وفازت لوائح الوطني الحر في جديدة الجومة ومنيارة والشيخ محمد وبيت ملات. وفي الضنية، فازت لائحة الثامن من آذار على لائحة 14 آذار المدعومة من النائب احمد فتفت الذي أبدى صدمة للنتيجة. وفي بلدة «السفيرة» فازت اللائحة المدعومة من النائب السابق أسعد هرموش (الجماعة الاسلامية) وفي بخعون فازت اللائحة المدعومة من النائب السابق جهاد الصمد على لائحة 14 آذار. الانتخابات البلدية كانت نذير شؤم على بلدة «شربيلا» ورئيس بلديتها جرجي بشير الذي توفي اثر تعرضه لنوبة قلبية اثناء متابعته عملية فرز الاصوات، وقد نقل الى مستشفى رحال في بلدة الشيخ محمد في عكار، حيث كان قد فارق الحياة.
واقرأ ايضاً:
ماروني لـ «الأنباء»: لا معنى للحوار ما دام «حزب الله» لم يتقدم بتصور
حادثة «ضهر العين» والعودة إلى «نقطة الصفر»
مكاري: الكلام عن تعديل حكومي مجرد شائعات
أخبار وأسرار لبنانية