بيروت ـ عمر حبنجر
ابلغ رئيس الحكومة سعد الحريري مجلس الوزراء في اجتماعه امس الاول عزمه القيام بجولة جديدة تشمل القاهرة وعمان وانقرة والرياض.
وعرض الرئيس الحريري للمجلس نتائج المحادثات التي اجراها في واشنطن ونيويورك ووصف محادثاته مع الرئيس بشار الاسد، خلال زيارته الثالثة الى دمشق بالجيدة جدا.
ونقلت مصادر مواكبة لزيارة الحريري الى دمشق ان هذه الاجواء سيكون لها انعكاس ايجابي على الاوضاع اللبنانية، ما يوفر فرصة للحكومة للاهتمام بالامور الحياتية المدرجة في جدول الاعمال.
المصادر كشفت لـ «الأنباء» ان اشارات اميركية الى لبنان حول الموقف المطلوب من العقوبات على ايران، ومن الاسلحة الى حزب الله كانت وراء طلب الرئيس الحريري اللقاء العاجل مع الرئيس بشار الاسد.
كما ان المسألة عينها، املت على رئيس وزراء لبنان القيام بجولة عربية جديدة، تشمل الدول المعنية بالصراع الراهن.
ويفضل لبنان اعتماد الموقف العربي الجامع من العقوبات المقترحة، وهو الموقف الذي يفترض ان يتبلغه في جولته العربية القريبة.
وتضغط واشنطن لدعم العقوبات، فيما تتصاعد الدعوات الداخلية لرفض لبنان الموافقة على هذه العقوبات، مقابل توجه عربي للامتناع عن التصويت.
إقرار الموازنة
الى ذلك اقر مجلس الوزراء الذي اجتمع عصر امس الاول موازنة رئاسة مجلس الوزراء ووزارات الصحة والتربية والزراعة والدفاع والداخلية والاقتصاد، وامتنع المجلس عن قبول طلبين من وزير الدفاع والصحة بزيادة موازنتي وزارتيهما «60 مليارا للدفاع و50 مليارا للصحة».
ووافق مجلس الوزراء على تمديد عقدي تشغيل شبكتي الهاتف الخليوي لمدة ثلاثة اشهر.
وتابع مجلس الوزراء في جلسة ثانية امس بحث واقرار بنود مشروع الموازنة العامة للعام 2010، تمهيدا لاحالتها الى مجلس النواب.
وكان لبنان خرج من انتخاباته البلدية والاختيارية في مرحلتها الرابعة التي تناولت الشمال وعكار، بشبه تعادل بين 8 آذار و14 آذار، ما يعني ان ميزان القوى بقي على حاله تقريبا.
اما عن النتائج السياسية لهذه الانتخابات فقد حملت جديدا تمثل بتحالف الرئيس سعد الحريري مع الرئيس عمر كرامي، بلديا في طرابلس، من دون التخلي عن حليفيه الطرابلسيين الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي.
كذلك تجنب الرئيس الحريري التصادم مع رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط في اقليم الخروب «قضاء الشوف».
اما في صيدا فان رئيس التنظيم الشعبي الناصري اسامة سعد هو الذي «طرح شره» على تيار المستقبل في صيدا فخرج من اللائحة التوافقية في آخر لحظة وحول عملية الانتخاب الى معركة فعلية ميدانها شوارع المدينة ومراكز الاقتراع فيها ولم يوفق حتى في اختراق اللائحة التوافقية، بالمقابل تركت نتائج الانتخابات البلدية انعكاسات سلبية حادة على مستوى المناطق المسيحية، حيث اعلن النائب سليمان فرنجية اغلاقه ملف المصالحة مع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع رغم فوز لوائح كل منهما في منطقته، فرنجية في رغرتا وجعجع في بشري.
وتلاحظ مصادر «القوات اللبنانية» اتساع حملات اركان المعارضة (8 آذار) على جعجع وتزايد ضغطها على رئيس الحكومة سعد الحريري للابتعاد عنه، لكن الرئيس الحريري يدرك ان جعجع واحد من الاركان الاساسيين في قوى 14 آذار، وان الفريق المسيحي في هذه القوى يعتمد عليه كليا في المواجهة الشارعية مع تيار العماد ميشال عون.
جنبلاط يرد على جعجع
بيد ان رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط اخذ خط الابتعاد عن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، حيث قال لجريدة «الأنباء» اللبنانية الناطقة بلسان حزبه امس، بعد العنوان الاساسي الذي اتفق عليه في البيان الوزاري الذي يشير الى معادلة الدولة والشعب والمقاومة الى ان تحين الظروف الملائمة لبناء استراتيجية دفاعية وطنية، بعد ذلك تخرج بعض الاصوات التي قد تثير النعرات وتعيد انتاج التوتر بعيدا عن المناخات الموضوعية التي توفرها هيئة الحوار الوطني لمناقشة هادئة لهذا الملف.
واضاف جنبلاط: بدلا من توجيه الانتقاد لرئيس الجمهورية الانسب والافضل المشاركة الفاعلة في هيئة الحوار التي تبقى الموقع الاكثر ملاءمة لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية. وما لم يقله جنبلاط قاله نائب حزب البعث عاصم قانصو الذي دعا رئيس الجمهورية الى اقصاء رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع عن طاولة الحوار الوطني لانه صوت النشاذ للاميركي والاسرائيلي وليس صوتا لبنانيا على حد تعبير قانصو الذي اعتبر حضور جعجع غير ضروري!