بيروت ـ زينة طبّارة
رأى القيادي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش ان التوافق الذي تم اعتماده سواء في طرابلس أم في أي منطقة من المناطق اللبنانية، كان مخالفا لمنطق الديموقراطية وألغى الى حد ما المعنى الانتخابي الذي يفرض التنافس بين الفرقاء لتحديد الحقوق السياسية الصحيحة لكل منهم، مستدركا بالقول ان مرض الدولة اللبنانية المتمثل بالطائفية وبالخصوصيات العائلية المترافقة مع انقسام سياسي حاد في التوجهات والرؤية السياسية، دفع بالكثير من القادة السياسيين الى اعتماد هذا العلاج لإشراك كل الأحزاب السياسية والعائلات على مختلف انتماءاتها كما حصل في بيروت وطرابلس أو لتفادي المعارك الانتخابية بين «حزب الله» و«حركة أمل» كما حصل في الجنوب، معتبرا ان ما حصل دليل غير صحي إنما الحالة المرضية المشار إليها تمت معالجتها ولو بشكل مؤقت وصوري من خلال عملية التوافق التي شهدتها الانتخابات البلدية.
وأعرب علوش في حديث لـ «الأنباء» عن أسفه لاعتماد البعض الممارسة الطائفية طيلة الشهر الانتخابي المنصرم، مشيرا في الاطار نفسه الى ان الخطاب والممارسة السياسية لكل أركان «التيار الوطني الحر» على مدى السنوات الخمس الماضية تميزت بالشحن الطائفي تارة بشكل مبطن وطورا بشكل واضح وصريح، لاسيما انه عمل خلال الانتخابات البلدية في مراحلها الأربع على التصويت مباشرة على الطائفية السنية بشكل عام وعلى تيار «المستقبل» بشكل خاص، وذلك بالموازاة مع معركته ضد «القوات اللبنانية» على غرار ما حصل في زحلة والبترون، متمنيا ان يعي جمهور التيار الوطني الحر بأن الطوائف المسيحية الكريمة ستكون الأكثر تضررا من النهج والتوجه السياسي المدمّر لتركيبة البلاد الذي يعتمده هذا الأخير.
وعن مطالبة بعض نواب «تكتل التغيير والإصلاح» بإعادة النظر في التفاهم مع تيار المستقبل إثر الخلاف بينهما حول تشكيل اللائحة في بيروت، أكد علوش انه ليس هناك بالأساس أي تفاهم رسمي بين الفريقين المذكورين، وان ما يجمع تيار «المستقبل» مع التيار «الوطني الحر» وكافة الفرقاء اللبنانيين هو الدولة مؤكدا ان تيار «المستقبل» غير مستعد إطلاقا للدخول في أي تفاهمات مع أي جهة كانت في ظل وجود دستور وقوانين تجمع بين اللبنانيين تحت سقف الدولة: حكومة ومؤسسات دستورية وأمنية – عسكرية، لافتا الى انه إذا أراد العماد عون الانقلاب والحالة تلك على الحكومة وعلى الدستور اللبناني فإن الطريقة الأفضل والمثلى للانقلاب عليها هي استقالة وزرائه منها.
وعن زيارة الرئيس الحريري الثانية خلال أسبوع واحد الى سورية، نفى علوش أن تكون الصورة السابقة ما قبل العام 2005 قد عادت لتتبلور من جديد على الساحة السياسية اللبنانية، مؤكدا ان الزيارة وإن كانت قريبة في توقيتها من الأولي، فهي لم ولن تتجاوز سواء في مضمونها أم في أبعادها السياسية، مضمون وأبعاد الجولة العربية التي يقوم بها الرئيس الحريري على خلفية المستجدات والتطورات الإقليمية الحاصلة، ونتائج لقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما كون المحادثات بين الرجلين لا تعني لبنان فقط إنما كل الدول العربية لاسيما المعنية منها مباشرة بالصراع العربي – الاسرائيلي، اضافة الى ان أحد جوانب الدور اللبناني الحالي في مجلس الأمن هو دور الناطق باسم الجامعة العربية، وبالتالي يعتبر علوش ان التواصل المكثف بين الرئيس الحريري والقيادات العربية أمر جد وطبيعي ومسألة أساسية في مواجهة التطورات الملتهبة.