في تحليل لمصادر سياسية معارضة لتيار المستقبل والحريري، ورد ان العديد من السفراء الأجانب في سفارات كبرى في بيروت يسألون بالدرجة الأولى عن التبدل السني وأسبابه وتراجع «المستقبل» وهل للأمر علاقة بالانفتاح الحاصل في العلاقات السعودية – السورية وزيارات الحريري الى دمشق، أم للأمر علاقة باكتشاف المواطن السني الشعارات الغوغائية وأن هناك من كان يريد زج السنة كوقود لإضعاف دمشق وادخال لبنان في فتنة سنية – شيعية. وحاولت الأوساط الديبلوماسية ان تقرأ في «مزاج» الناخب السني الموجود في مناطق متاخمة للحدود السورية – اللبنانية، فهذه المجموعة من الناس شكلت الفئة الأكثر حماسة لمشروع 14 آذار في السابق، كي لا يقال الفئة الأكثر تعصبا لهذا المشروع، ولكن مع انتقال العلاقة من الخصومة الى المصالحة والتعاون بين الرئيسين سعد الحريري ودمشق، بدت هذه الفئة الأسرع في الانتقال الى الضفة الأخرى والتخلي عن شعارات الماضي. والسؤال الأساسي لدى هذه الأوساط: هل التراجع الذي أصاب تيار المستقبل يعود الى منطق الاعتدال الذي يسلكه، ومن عبء «الفراغ» الذي أصاب المستقبل؟ هل جماعة سورية أم الأصولية السنية، وخصوصا ان نتائج البقاع كشفت عن تقدم للجماعات الإسلامية رغم النكسة في مجدل عنجر، أما في الشمال فإن الذين عبأوا الفراغ هم جماعة سورية حيث شهد التيار الإسلامي تراجعا.