لايزال الشمال يلم العدة الانتخابية ويحاول استيعاب ما أفرزه الاستحقاق البلدي من مفاجآت على صعيد التمثيل السياسي لبعض القوى المتجذرة في المنطقة، وأبرزها تيار المستقبل. فبعد اقرار نواب وقياديي هذا التيار بخلل ما قلب نتائج انتخابات 2009 النيابية في عكار، ها هم اليوم يتحضرون لـ 13 يونيو موعد الانتخابات الفرعية في دائرة المنية ـ الضنية لملء المقعد النيابي الذي شغر بوفاة نائب تيار المستقبل هاشم علم الدين، في مسعى لتثبيت الخيار السياسي لأهل المنية ـ الضنية لمصلحة «المستقبل». وعلى الرغم من ان حزب الله لا يوجد شعبيا في المنطقة ذات الغالبية السنية، فإن تيار المستقبل يرى ان المعركة هي مع الحزب عبر حلفائه فيها. وحول هذا الاستحقاق يمكن التوقف عند ما يلي:
- رغم ان قضاء المنية ـ الضنية يعتبر دائرة انتخابية واحدة، فإن هناك غيابا شبه كلي للترشيحات عن هذا المقعد من أبناء الضنية التي يزيد عدد ناخبيها على منطقة المنية، احتراما للعرف السائد بأن يكون أحد مقاعد هذه الدائرة الثلاثة من نصيب المنية.
- جديد هذا الاستحقاق عكسه ترشيح السيد كاظم الخير نجل النائب السابق صالح الخير واعلانه من بيروت ان «الشيخ سعد الحريري (الذي استقبله في مكتبه) قد بارك ترشيحه، مما يعني تبنيا رسميا له كمرشح لتيار المستقبل. وهذا الاعلان قلب الصورة السائدة في فترة ما بعد وفاة النائب هاشم علم الدين باعتبار ان الأجواء كانت تشير الى توجه باعتماد أحد أشقائه مرشحا للمستقبل لإكمال ولاية الراحل. (تقول معلومات ان المستقبل حسم خياره لتبني المرشح كاظم الخير بناء على طلب بهاء رفيق الحريري الذي تربطه به علاقة عمل في الاردن. وهناك من قال ان أحمد الحريري هو من دفع في اتجاه دعم ترشيح الخير).
- تم التوافق داخل عائلة علم الدين على ترشيح السيد بشير علم الدين شقيق النائب الراحل لاكمال الفترة النيابية المتبقية، ولتعزيز فرصة اعتماده مرشحا رسميا لتيار المستقبل صاحب الحضور القوي في هذه الدائرة. وهذا الترشيح العائلي بدا وكأنه حسم ما ستؤول اليه الأمور، لكن غياب أي اشارة واضحة من قيادة التيار (قبل دعم ترشيح كاظم الخير) حول من سيتم اعتماده لملء المقعد الشاغر فتح الباب أمام حملة ترشيحات من كل علم الدين والخير ورملاوي وعبيد (أقفل أمس باب الترشيحات على 18 مرشحا بينهم ستة من عائلة علم الدين).
- يرى بعض المواكبين للاستحقاق انه سيشكل محطة لجس نبض الشارع بعد نحو عام على الانتخابات النيابية العامة.
وفي حين ترى مصادر المستقبل ان المعركة بين 8 و14 آذار وان النتائج شبه محسومة، والتشنج الذي ظهر في الانتخابات البلدية التي طغت عليها العائلية لن يكون له أي تأثير نيابي، ترى مصادر مراقبة ان حسم الخيار حول الشخصية المرشحة لا يعني ان المعركة محسومة النتائج لأن تيار المستقبل لن يكون الناخب الأساسي بسبب انقسام جمهوره ما بين مرشحين محسوبين عليه.
يضاف الى ذلك تداعيات الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة على علاقة التيار بمريديه، اضافة الى وجود ناخبين كبار في المنطقة يأتي في طليعتهم النائب السابق جهاد الصمد والنائب السابق أسعد هرموش والسيد محمد الفاضل، الى جانب التأثير الانتخابي لكل من الرئيسين ميقاتي وكرامي والوزير الصفدي، وبالتالي فإن أي تحالف ما بين أطراف أساسية منها كفيل بتعديل الكفة لصالح هذا المرشح أو ذاك.
(من جهة 8 آذار أعلن النائبان السابقان الصمد وهرموش عزوفهما عن الترشح كون الاثنين من الضنية والمقعد الشاغر يعود عرفا للمنية، وبذلك يكون كمال الخير المحسوب على حزب الله مرشح المعارضة للمقعد الشاغر).