بيروت ـ أحمد منصور
رأى عضو «تكتل لبنان أولا» نائب الجماعة الاسلامية د.عماد الحوت ان الكلام والحديث عن تعديل حكومي هو اسلوب من بعض الجهات، ولكنه غير مجد، مشيرا الى ان الظروف لا تحتمل اي مس بالحكومة او تعديل بالاسماء نظرا للاوضاع التي تمر بها المنطقة على مستوى القضية الفلسطينية والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، ونظرا لان تشكيل الحكومة الحالية استغرق خمسة اشهر، معتبرا ان اي تعديل سيخل بالتوازنات وسيدخل لبنان في متاهات، لافتا الى ان ما يجري مناورات في غير محلها.
وقال الحوت في حديث لـ «الأنباء»: «ان المنطقة تمر بظروف دقيقة ويحتاج فيها لبنان الى الاستقرار، لذا فالمطلوب من كل الفرقاء تأمين عوامل وعناصر الاستقرار للبلاد والتحقيق من التجاذبات غير المجدية».
الموازنة
وفي موضوع الموازنة وانفاق مبلغ 11 مليار دولار قال الحوت: «ان مبلغ 11 مليار دولار هو تراكم لخمس سنوات، وفي هذه السنوات مرت حكومات شارك فيها معظم الفرقاء السياسيين، وبالتالي فإن كل الفرقاء يتشاركون المسؤولية، ان الانفاق حصل من خلال قوانين احيلت الى المجلس النيابي، لكن الظروف انذاك لم تسمح بعرضه على مجلس النواب، لذا فإن الحكومة ليست هي المسؤولة عن هذا الموضوع، ان رئيس مجلس النواب نبيه بري عاد ووضح هذا الامر، واني اعتقد ان قطع حساب على السنوات السابقة يؤدي الغرض وينهي هذا السجال.
وحول تطور العلاقات مع سورية اعتبر ان هذا تطور ايجابي جدا على مستوى الواقع، مشيرا الى ان لبنان وسورية لا يستطيع احدهما الافتراق عن الآخر، مؤكدا ان العلاقة سليمة وهي علاقة مؤسسات وليست علاقة اشخاص او احزاب، موضحا ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري يتواصلان مع القيادة السورية، بالاضافة الى تواصل الوزارات عبر المديرين العامين، لافتا الى ان الملفات تدرس في اطار المؤسسات، مشددا على تمتين العلاقة مع سورية على اعتبار ان كلا البلدين عنصر قوة للآخر ما دام هناك احترام متبادل للسيادة وللحقوق.
سحب المبادرة العربية
وحول المجزرة الاسرائيلية بحق اسطول الحرية المتوجه الى غزة قال الحوت: «اليوم اضيفت قوة تركيا الى قوة العرب، واصبح اليوم هم القضية الفلسطينية اكبر من المحيط العربي، وهذا الموضوع اعاد تلك القضية الى موقعها السليم، الموقع الجامع للامة»، معتبرا ان موقف وزراء الخارجية العرب كان خجولا مقارنة بالموقف التركي، متمنيا لو ان الموقف العربي كان على نفــس مستــوى وقوة الموقــف التركي، معتبر انه كــان المفروض من وزراء الخارجيــة العرب المبادرة الى طلب سحب المبادرة العربية، لان اسرائيل تستخف بالمبادرة وبالعرب، داعيا الدول العربية الى اتخاذ موقف اقوى من ذلك، مشيرا الى انه على الرغم من ذلك فإن الوضع والواقع اليوم افضل مما سبق، مؤكدا ان العالم اجمع اصبح يعترف بعدالة القضية الفلسطينية، معتبرا ان هذا الامر انتصار ومكسب، آملا تعزيزه من خلال الاجتماع الاقتصادي العربي ـ التركي الذي سيعقد قريبا في اسطنبول، مشددا على ان هذا الاجتماع سيزيد من التنسيق بين تركيا والدول العربية.
الوضع العربي أكثر تفاؤلا
ورأى الحوت ان الوضع العربي اكثر تفاؤلا اليوم، وقال: «ان سمعة العدو الاسرائيلي تتراجع بشكل كبير بعد المجزرة الوحشية التي ارتكبها بحق اسطول الحرية السلمي من جهة، ومن جهة أخرى بسبب الاستمرار في فرضه حصارا منذ سنوات على اهل غزة واطفالها ضاربا بعرض الحائط كل المواثيق والاعراف والقرارات الدولية، نحن اليوم اكثر تفاؤلا من ذي قبل، وان التهديد بأي اعتداء غير مطروح لان العدو الاسرائيلي هو اضعف من ان يقوم باعتداء في غزة او في لبنان، مشددا على ان الحصار على غزة سيرفع في القريب العاجل، مؤكدا ان القضية الفلسطينية ستصل الى حل عادل للشعب الفلسطيني».