بيروت ـ أحمد منصور
طالب عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب اميل رحمة بتغيير حكومي، داعيا المعارضة الى ان تكون خارج الحكومة، مؤكدا ان التضامن الوزاري في حكومة وحدة وطنية عنوان عريض نتمسك به ونعمل عليه، معتبرا انه في موضوع الثوابت الوطنية يجب ان يكون هناك موقف واحد، ومحذرا من مخاطر سلاح الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة التي تسعى اليها اسرائيل بين الدول العربية وايران من جهة ومن جهة اخرى بين اللبنانيين انفسهم، معتبرا ان الرئيس الراحل كميل شمعون والشيخ بيار الجميل كانا على خطأ في العام 1976 تاريخ اندلاع الحرب الاهلية اللبنانية لجهة نظرتهما للمقاومة وللصراع العربي ـ الاسرائيلي.
وقال رحمة في حديث لـ «الأنباء» ان اسرائيل ارتكبت خطأ فادحا عندما هاجمت اسطول الحرية، فهي دولة انشئت على الارهاب، ومارست ارهاب الدولة، وهذا باعتراف الدول التي تقيم معها علاقات. واكد ان اسرائيل كشفت عن حقيقة وحشيتها في ممارسة الارهاب، وهذا الامر ادى الى جعلها في قفص الاتهام وصادر في حقها قرار بهذا الخصوص، مشيرا الى محاولات غربية واميركية كي تمر الجريمة مرور الكرام وتبعا لمخارج المنظمة الدولية، معتبرا انها كارثة عظمى ان تكون الامم المتحدة منحازة لمصلحة اسرائيل، داعيا الى تعديل هذه المنظمة.
وانتقد رحمة الدعم الاميركي لاسرائيل، مشيرا الى ان اميركا وعلى مدى تاريخها الطويل كانت دائما منحازة لإسرائيل.
مصلحة الماروني مع إجماع اللبنانيين
وتطرق رحمة الى القضية المركزية في الصراع العربي ـ الاسرائيلي، فرأى ان لبنان لا يمكن ان يحيد نفسه في هذا الصراع في ظل الزلزال الصهيوني الذي لا يوفر احدا من الدول العربية، مؤكدا ان هذا الامر اصبح واجبا وطنيا وقوميا وليس فرضا، فعلينا الاقتناع بهذا الخط المواجه والمقاوم للكيان الصهيوني، ومعتبرا ان النقاش في هذا الموضوع في لبنان اصبح كيديا، ومشيرا الى ان هناك اجماعا كبيرا من اللبنانيين حول هذا الخط.
واضاف: ان مصلحة الماروني اللبناني تكمن في الا يكون خارج هذه الرزمة التضامنية في دعم هذا الخط، فنحن المسيحيون لم نعد نستطيع ان نغامر ونفوت الفرص علينا، وهنا اقولها بكل جرأة نحن لم نكن من ابناء مدرسة الرئيس سليمان فرنجية الذي كان على حق في هذا الموضوع، انما كنا من ابناء مدرسة الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميل اللذين كانا على خطأ العام 1976 تاريخ اندلاع الحرب اللبنانية، ولو كنا من رأي الرئيس فرنجية آنذاك لكنا بألف خير لذا فإن الرأي الآخر كان على خطأ فلا تاريخيا ولا جغرافيا ولا اجتماعيا ولا سياسيا كان علينا ان نمشي بهذا الخط، الشارع المسيحي كان يرغب بزيارة الغرب اكثر من زيارة دمشق وطهران، ولكن اليوم وامام هذا الواقع اين نذهب؟ ولابد هنا من ان نذكر ايضا ان الارشاد الرسولي مطلوب تنفيذه لا ان نقف ضده، فهو يتحدث عن ضرورة ان تتفاهم مع شريكك محليا وان تنتبه لقضيتك اقليميا.
الموقف التركي رائع
وحول الموقف التركي من مجزرة اسطول الحرية قال رحمة: ان الموقف التركي رائع، ولكن حتى تزيد روعته في لبنان ندعو القادة الاتراك الى معالجة جذرية للقضية الارمينية واتخاذ القرارات الجريئة والمهمة، وهنا اتمنى لو ان مصر كانت مكان تركيا، مناشدا الرئيس المصري حسني مبارك اطلاق سراح اللبناني محمد منصور المحكوم بانتمائه لخلية حزب الله ومحاولة ادخاله السلاح الى غزة، معتبرا ان ما ارتكبه منصور يذوب في بحر قدسية القضية الفلسطينية.
وعن حادثة العين التي سقط فيها قتيلان للمردة على ايدي عناصر من القوات اللبنانية، تمنى رحمة الا تبقى الساحة المسيحية مفتوحة للجنائز، مؤكدا ان الخصومة السياسية مستمرة وواضحة بين القوات اللبنانية وتيار المردة، مشددا على ان لبنان يكون بخير عندما تكون جميع طوائفه بخير.
ودعا رحمة الى تفعيل القضاء اللبناني وتطهيره، معتبرا ان العصر الذهبي للقضاء اللبناني ولى، مشددا على ضرورة ان يكون سلطة مستقلة ولا يتدخل فيها احد.
ضرورة التفاهم الاقتصادي
وفي موضوع انتخابات البلديات رأى رحمة ان الرابح الاكبر فيها كتيار سياسي هو التيار الوطني الحر وان المنتكس على المستوى البلدي كان تيار المستقبل، معتبرا ان التيار الوطني سجل حضورا في العديد من المناطق اللبنانية اكثر من بقية الأحزاب المسيحية مشيرا الى ان القوات تسجل تراجعا كونها تتآكل من المؤسسة التي نبعت منها وهي القوات اللبنانية، موضحا ان هناك مشكلة كبيرة في موضوع الموازنة وانفاق 11 مليار دولار، آملا في الوصول الى تفاهم اقتصادي على غرار التفاهم السياسي.