- الاستثمارات الكويتية عمل تراكمي عمره نصف قرن تضاف إلى العلاقات السياسية الممتازة بين البلدين
- سياسة سورية تجاهنا تطورت.. وهي ترى مصلحتها في علاقة جيدة مع لبنان المعافى
بيروت ـ عدنان الراشد وعمر حبنجر
موقف لبنان من العقوبات الدولية الاضافية على ايران، والتحالفات التي رافقت الانتخابات البلدية، ومدى انعكاسها المستقبلي على التحالفات السياسية لأصحابها والعلاقات اللبنانية المميزة مع الكويت، وصولا الى السياسات السورية المتطورة حيال لبنان، كانت محور لقاء «الأنباء» مع رئيس وزراء لبنان الأسبق نجيب ميقاتي، رجل الأعمال الناجح، وأحد الفعاليات السياسية الاساسية في مدينة طرابلس، عاصمة شمال لبنان. الرئيس ميقاتي نوه بالدور التركي الناشط على مستوى المنطقة، «والذي كان يجب ان يكون للعرب» وقال ان دور لبنان يتخطى الامتناع عن التصويت على العقوبات أو ضدها، انما العمل من اجل عدم وجود أسلحة نووية في المنطقة. ولفت ميقاتي الى وجوب الادراك ان لبنان في مجلس الأمن ليس لذاته، بل كممثل للمجموعة العربية في الأمم المتحدة، وهذا ما يفسر التشاور اللبناني مع العواصم العربية بهذا الشأن. ميقاتي رأى ان لبنان في قلب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي تشرف بلقائه خلال زيارته الاخيرة للبنان، مثمنا نتائج هذه الزيارة، وتطرق الى العلاقات مع سورية، معتبرا ان السياسة السورية باتجاه لبنان أصبحت اكثر تطورا. وعن الانتخابات البلدية في مدينة طرابلس قال: ان التحالفات التي رافقتها كانت انمائية الطابع وليست سياسية. وفيما يلي نص الحوار مع رئيس الحكومة الاسبق نجيب ميقاتي:
كيف تنظرون الى موقف لبنان من العقوبات ضد ايران؟
موضوع العقوبات على ايران لا نستطيع النظر اليه بمنأى عن عدة عوامل في المنطقة، العامل الاول، ان لبنان ينادي بنزع السلاح النووي من كل دول المنطقة، والعامل الثاني ان للبنان علاقاته الشرقية والغربية، وهو حريص عليها مع ايران ومع الغرب، وحريص على ان يعرف زملاءه في مجلس الأمن اي قرار يتخذون وعلى رأسهم تركيا. كل هذه المواضيع هي عبارة عن معادلة واحدة، والمطلوب من لبنان ان يقوم بدور، ليس دور الموافق أو المعترض أو الممتنع عن التصويت، دور اكبر من دوره الجغرافي والعربي، وحينما نستنفد هذا الدور ولا يعود لنا دور ما، ساعتئذ نرى اي خيار نعتمد، والدور الذي أشير اليه هو دور تحرك سياسي وتحرك ديبلوماسي، وصولا الى الهدف الاساسي الذي نسعى اليه وهو عدم وجود سلاح نووي في المنطقة. لا اعتقد اننا سنكون امام قرار معلب أو مسبق، كأن نقول نحن ضد هذا القرار، أو مع هذا القرار، هناك واقع معين يجب رؤيته والتفكير فيه، فلبنان موجود في مجلس الأمن، ممثلا للكتلة العربية، فهو ليس موجودا بوصفه لبنان بذاته، لقد انتخب عضوا في مجلس الأمن لأنه يمثل كتلة عربية وعليه التشاور مع الكتلة العربية ومع الجامعة العربية، وبخاصة الدول العربية الكبرى المعنية بهذا القرار، لا نستطيع ان نتخذ موقفنا بمعزل عنها، ودور لبنان تقريب وجهات النظر، وتخفيف التشنج في المنطقة، وهذه أمور أساسية، بصراحة لبنان عليه لعب دور اكبر من حجمه الحقيقي، ولسوء الحظ، في المرحلة الاخيرة تقلص دور لبنان الديبلوماسي، وعلينا العودة الى الامساك بدورنا الديبلوماسي، علينا التحرك وفي ضوء هذا التحرك، نعرف أي موقف نعتمد.
الديبلوماسية الناشطة
يبدو ان الجولة العربية للرئيس الحريري تصب في هذا الاطار؟
أتمنى أن تكون جولة الرئيس الحريري ضمن هذا الاطار، اطار الديبلوماسية الناشطة ريثما نصل الى القرار السليم.
وهل الوضع الاقليمي يساعد على هذا الدور، في ضوء تداعيات الاعتداء الاسرائيلي على أسطول الحرية لغزة؟
شروط اللعبة هي نفسها منذ 1948، هناك بعض الأمور وبعض المتغيرات، ليس على مستوى اللعبة بل على مستوى اللاعبين. تركيا الآن تأخذ دورا حقيقيا بموضوع فلسطين، تحت عنوان غزة، وتقوم بانعطاف حقيقي نحو دور كان يجب ان يكون للعرب.. دور مطلوب من كل عربي شريف.
على المستوى المحلي، ما تقييمكم لنتائج الانتخابات البلدية في طرابلس؟ ولماذا التوافق في طرابلس والخرق في الميناء، وهل نستطيع الاستنتاج أن التوافق البلدي في طرابلس سيسري على الانتخابات النيابية المقبلة؟
الذي حصل بلديا في طرابلس هو امتداد للانتخابات النيابية الماضية، أما الانتخابات المقبلة فمازالت بعيدة، علما انني وضعت وسأضع الاستحقاق البلدي تحت عنوانه الانمائي، وليس العنوان السياسي، فالعنوان الانمائي يعبّر عن الحاجة الى مجلس بلدي فاعل مدعوم من كل فعاليات البلد للقيام بالمشاريع المطلوبة، فالتحالفات البلدية بالتالي ليست مرتبطة بالتحالفات السياسية التقليدية.
تحالف إنمائي لا سياسي
وهل بالإمكان فصل التحالفات البلدية الانمائية عن التحالفات السياسية، طبقا لما بدا في معظم المناطق؟
في طرابلس بالذات كان تحالفنا تحالفا انمائيا.
ما سر اختراق التوافق في بلدية الميناء بعكس الحاصل في طرابلس؟
الحقيقة ان الخرق الذي حصل نجم عن التعاطف مع رئيس البلدية السابق، والذي بقي مصرا على خوض المعركة وخرق اللائحة.
ماذا عن مآل الانتخاب النيابي الفرعي في المنية، محل النائب الراحل هاشم علم الدين، هل من تزكية لأحد المرشحين أم ان في الأمر معركة انتخابية؟
أعتقد ان هناك معركة هذا ما يظهر حتى الآن.
لبنان في قلب سمو الأمير
كرجل أعمال، ماذا عن الاستثمارات الكويتية في لبنان؟
مما لا شك فيه ان الحديث عن الاستثمارات الكويتية في لبنان لا يتناول عملا مستحدثا، هذا عمل تراكمي عمره نصف قرن، فالعلاقة التي تربط الكويت بلبنان والعلاقة المتبادلة بين اللبنانيين الموجودين في الكويت والذين شاركوا في نهضة الكويت، والكويتيين الذين عندهم منزلهم الثاني، أو الأول حتى موجود في مصايف لبنان، ومن هنا فإن الكويتي عندما يكون في لبنان فهذا أمر طبيعي جدا، كما اللبناني الموجود في الكويت يشعر بأنه في وطنه الثاني.
خلال زيارة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، هل طرح مثل هذا الأمر؟
جولة سمو الأمير الأخيرة كانت مثمنة إيجابيا على مستوى الأطراف اللبنانية، وذلك يعني ان للبنان موقعا في ذهن وفي قلب الأمير والإمارة، وقد لمسنا ذلك عند كل المسؤولين في الوفد الأميري، عبر انشراحهم ومدى سرورهم لوجودهم في لبنان وعبر تمنيات كل منهم بأن يكون له موطئ قدم في لبنان، لتمضية اجازته أو لإقامته، تضاف الى ذلك العلاقات السياسية الممتازة بين البلدين، وكذلك العلاقات الاقتصادية المتنامية، وقد كانت هناك أحاديث مع فخامة الرئيس ميشال سليمان ومع دولة الرئيس سعد الحريري ومع الحكومة، والوفد المرافق لسمو الأمير، كلها بحسب ما رشح لي، عبرت عن الالتزام الكامل بكل المواثيق المشتركة.
تطور السياسة السورية تجاه لبنان
انفتاح الزعامات والقيادات اللبنانية على سورية، هل ولّد أجواء أخرى مريحة؟
ثمة أمران: الأول من الطبيعي دائما ان تكون هناك علاقات بين جارين، لكن الملاحظ عندي ان السوري بسياسته تجاه لبنان أصبح أكثر تطورا، انه لا يريد التدخل في الصغائر اللبنانية، ويرى مصلحته في ان يكون لبنان معافى وعلى علاقة جيدة معه، فنظرة المسؤولين السوريين الى لبنان، أنا كشخص متابع أراها أصبحت أكثر نضوجا ومختلفة عما كانت عليه، انهم يريدون رؤية لبنان رافلا بالسلام والارتياح، وفي الوقت ذاته يسعى لعلاقة ودية بين البلدين، وألاحظ انه لم يعد من تدخل سوري في الأمور التفصيلية، كتعيين مدير عام، أو انتخابات بلدية، وحتى الانتخابات النيابية لم يتدخل فيها، لديه أمور معينة يريد ان يرتاح لها، ولم يعد يهتم سوى بالأمور الكبيرة، ليكون على تفاهم حولها مع لبنان، وهذا ما يريح لبنان.
ويريح سورية أيضا؟
أكيد.