لبنان تحت مجهر العقوبات ضد ايران: تقول مصادر ديبلوماسية عربية في نيويورك ان قرار العقوبات ملزم لجميع الدول بما فيها تركيا والبرازيل ولبنان. وهذه الدول ستكون تحت المراقبة والمحاسبة اذا انتهكت نظام العقوبات على ايران. وكمثال، هناك آليات تتضمن «لجنة العقوبات» و«فريق خبراء» لمراقبة امتثال جميع الدول لحذافير بنود القرار وتجيز زيارة البلد الذي يشكك في إمداده إيران بالأسلحة أو يسهل تهريب السلاح منها أو إليها أو يتسلم السلاح المحظور منها، والقيام بتحقيق توضع نتائجه أمام مجلس الأمن بهدف المحاسبة. ولبنان سيكون تحت المراقبة. فمجلس الأمن بقراره الرابع الذي يفرض العقوبات الشاملة فرض حظر تصدير واستيراد الأسلحة التقليدية من إيران، كما منع الدول من تقديم الخدمات المالية بما فيها خدمات التأمين أو إعادة التأمين أو تحويل أصول أو موارد مالية أو غيرها الى أراضيها عبرها أو منها «إذا كانت لديها معلومات توفر أساسا معقولا للاعتقاد بأن تلك الخدمات أو الأصول أو الموارد يمكن أن تسهم في أنشطة إيران النووية الحساسة». ولأن في لبنان أطرافا ومنظمات مثل حزب الله لها علاقات وثيقة مع إيران في مختلف المجالات، فلبنان تحت المجهر أكثر من غيره. انه سيخضع لمراقبة أدق في مختلف العلاقات بين مواطنيه وبين إيران، خصوصا مع «الحرس الثوري». وضمن ما سيراقب ويحاسب عليه لبنان اليوم هو تسلم أطراف فيه السلاح المحظور أو تهريب أية أسلحة عبره الى إيران، وكذلك العلاقات المالية، علما بأن القرار كبل إيران في مداولاتها المصرفية والمالية.
انتقاد اميركي: يقول مصدر ديبلوماسي مراقب في نيويورك ان لبنان صوت جيدا وفسر تصويته سيئا في جملة بدت كأنها أقحمت بتعليمات من مجلس الوزراء الذي انعقد للتصويت العلني على تعليمات التصويت، وانقسم. فلقد قال سفير لبنان لدى الأمم المتحدة نواف سلام أمام مجلس الأمن: «لقد قامت حكومة بلادي بدراسة موضوع التصويت المهم المعروض أمامنا اليوم، ولما لم يتبلور موقف نهائي لديها في اللحظة التي نجتمع فيها، لذلك فإن لبنان قد امتنع عن التصويت». لم يكن هناك لزوم لتطوع لبنان بمجلس وزرائه ورؤسائه ليقول لمجلس الأمن انه ليس دولة متماسكة. كان في الوسع إجراء تصويت غير علني وعدم إصدار التعليمات للسفير في الأمم المتحدة للقيام بسابقة كهذه - سابقة ترسيخ انطباع الانقسام المحلي داخل مجلس الأمن في جلسة علنية يراقبها العالم أجمع. لم يكن هناك لزوم ليتصرف لبنان وكأنه بلد فاشل في الاتفاق على موقف، فيما كان في وسعه أن يسجل الامتناع عن التصويت كموقف سياسي مدروس له مقوماته وتبريراته.
حلقة معقودة بين الحريري وفرنجية: استنادا الى مصادر في تيار «المردة» قريبة من النائب سليمان فرنجية، فإن اللقاء المؤجل بين رئيس الحكومة سعد الحريري وفرنجية منذ شهور طويلة، خير دليل على وجود «حلقة مفقودة» بين الرجلين. أكثر من مرة، قيل له «نراك في بنشعي»، لكن يبدو أن هناك من أعاد نصب «حاجز المدفون» لمنع الزيارة. تلك العلاقة بين الزعيمين الشابين لم تجد لها بعد فضاء حيويا يساعد على نموها. لم تتغير نظرة القطب الزغرتاوي ازاء الزعيم السني، على الرغم من تجربة رئاسة الحكومة «المهادنة». لم يتمكن بعد من القراءة في «الكتاب الحريري»، بنسخة الابن، متسائلا عن أسباب استغراب رئيس الحكومة كلامه عن التنوع على الساحة السنية، فيما الحريري أبرز الداعمين للتنوع على الساحة المسيحية. وعلى الرغم من أن الطريق باتت سالكة بين قريطم ودمشق، فإن التحسن باد على «ديكور» العلاقة، دون مضمونها.
هذه أسباب استبعاد الحرب: تستبعد أوساط غربية حصول مواجهة عسكرية خشية تداعياتها وعدم التمكن من ضبط انفلاتها أو لجم اتساعها. وترى ان ما جرى مؤخرا ربما يسرع الحركة الديبلوماسية في المنطقة وعودة الاتصال بين المسؤولين العسكريين الاسرائيليين والأتراك على اعتبار ان هذه القناة لاتزال سليمة ومتينة وقادرة على ان تلعب دورا في لملمة الأوضاع واعادة وضع الأمور على السكة، واحياء المفاوضات انطلاقا من الصيغة التي يعمل عليها ميتشيل في المنطقة، والتي قد تسهم في تحقيق المصالحة الفلسطينية، وفي قيام تحرك عربي لافت بموازاة الحركة التركية، الأمر الذي يفرض على رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو التراجع والسير في مشروع السلام في ظل ضغط الادارة الاميركية لمنع اسرائيل من القيام بأي مغامرة عسكرية.
الحريري يعالج الملفات الساخنة بعيدا عن الأضواء: يقول نائب في «تكتل لبنان أولا» ان الرئيس الحريري يحرص على الابتعاد عن الملفات الساخنة ويفضل معالجتها ضمن المؤسسات وليس عبر الاعلام والسجالات.
ما بعد فشل التجمع الوطني: بعد ان فشلت محاولات تشكيل تجمع سياسي بقيادة الرئيس عمر كرامي يتم التداول بشأن صيغة أخرى تجمع القوى والشخصيات السياسية تحت عنوان عروبي أو حتى ناصري وان غلب على أشخاصه الطابع السني. ويقال ان رئاسة اللقاء السني الذي عقد اجتماعا احتفاليا له مؤخرا في صيدا بحضور أسامة سعد، عبدالرحيم مراد، مصطفى حمدان، كانت السبب في فرطه، بعد تغيب كمال شاتيلا الذي طرح نفسه للرئاسة لأنه الأحق تاريخيا حيث يمارس العمل السياسي منذ نحو خمسين سنة.
واشنطن جنبت لبنان الحرج: قال وزير بارز ان واشنطن وفت بالوعد الذي أبلغته الى مسؤولين لبنانيين خلال زيارتهم لها، بألا تحرج الحكومة اللبنانية بموضوع العقوبات على ايران خلال ترؤس لبنان مجلس الامن، ولذلك جرى طرح المسألة بعد أسبوع على انتهاء ولاية لبنان على رأس هذا المجلس.