بيروت ـ عمر حبنجر
أغلق الاسبوع اللبناني المنصرم على معركة انتخابية نيابية فرعية باهتة ويطل الاسبوع الطالع على جملة استحقاقات محلية تبدأ اليوم بجلسة جديدة للموازنة في مجلس الوزراء، وغدا الثلاثاء موعد القمة الرئاسية اللبنانية ـ السورية في دمشق، اما الخميس فهناك المحطة الجديدة للحوار الوطني في القصر الجمهوري، بغياب الرئيس فؤاد السنيورة وسمير جعجع وبين هذه الاستحقاقات اضراب عمالي وجلسة نيابية تشريعية وتداعيات متواصلة لقرار لبنان الامتناع عن التصويت حول العقوبات على ايران في مجلس الأمن.
الجميل والخيار الإيجابي
وفي غضون ذلك قال رئيس الجمهورية الاسبق ورئيس حزب الكتائب امين الجميل امس ان خيار امتناع لبنان عن التصويت في مجلس الأمن كان انتصارا لأن كل الاطراف تفهمت موقف لبنان بوقوفه على الحياد، من هذه الأزمة في الأمم المتحدة، مشيرا الى ان مستقبل لبنان واستقراره ووحدته كل هذا مرتبط بموقف لبنان من ازمات المنطقة والتطورات في العالم لأن موقعه مميز بالإضافة الى ان توازناته الداخلية هشة وعناصره الداخلية تتأثر مباشرة بما يحصل.
وأضاف الجميل لإذاعة لبنان الحر امس ان التصويت في مجلس الوزراء 14 × 14 هو خير دليل على التوازنات الداخلية، مشيرا الى ان هذا الاخراج طبيعي وليس مصطنعا وكل التسويات في لبنان والاتفاقيات التي تتم مدروسة على هذا الأساس، داعيا الى اعتماد عقيدة الحياد الإيجابي تجاه الأزمات الخارجية مع تأكيد الوقوف الى جانب الموقف العربي في الصراع مع اسرائيل. وتطرق الى اتفاقية الهدنة مع اسرائيل وقال ان هذه تشكل ارضية صالحة للاستفادة منها وهي منصوص عليها في اتفاق الطائف وقد تبنتها البيانات الوزارية وهي لم تقم بين اصدقاء بل بين اعداء. وقال الجميل: المسيحيون اعطوا الاكثرية لـ 14 آذار في الانتخابات النيابية الاخيرة ونحن على خلاف سياسي مع المسيحيين لدى الطرف الآخر وبنظرهم انهم هم من يخلق التوازن، انما نحن على خلاف معهم ولكن نرفض ان يصل الصراع بيننا الى الشارع، ودعا الى المصالحة المسيحية.
للمناصفة والعيش المشترك
وفي هذا السياق جدد الرئيس سعد الحريري التأكيد على التمسك بالعيش المشترك والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين. واضاف في احتفال وضع حجر الاساس لمستشفى الرئيس الشهيد رفيق الحريري في البلمند (شمال لبنان): نحن من جهتنا ملتزمون بتكريس العيش المشترك في المجال السياسي عبر تثبيت مبدأ المناصفة الذي ارساه الرئيس الشهيد رفيق الحريري والذي اعتبره شخصيا مدماكا اساسا لبناء لبنان وحمايته من الاخطار والعواصف. واستطرد قائلا: تماما كما نحن عابرون على ارض لبنان الباقية، فإن واجبنا جميعا ان نرسخ المناصفة التامة بين المسيحيين والمسلمين في لبنان لكي تبقى رسالة لبنان الى العالم رسالة العيش المشترك والحوار والاعتدال لأجيال وأجيال.
الكباش حول الموازنة اليوم!
الى ذلك، يواصل مجلس الوزراء اليوم مناقشة مشروع الموازنة العامة المثير للنقاش. وقد نفى وزير الاعلام طارق متري وجود كباش سياسي حول مشروع الموازنة، مؤكدا انه جرى الاتفاق على الارقام منذ زمن.
وعن الجولة الجديدة من الحوار الخميس المقبل، قال متري ان الرئيس سليمان اكد الموعد في آخر جلسة لمجلس الوزراء.
لكن وزير المال السابق جهاد ازعور أعرب عن تخوفه من التخلي عن اصلاحات مؤتمر باريس3 في اطار اغفال المرحلة السابقة.
وعلى هذا الصعيد، تمنى الاساقفة الموارنة في ختام خلوتهم في بكركي ان يقود الاستقرار في البلاد الى تحريك الاقتصاد، وان تكون الدولة بأجهزتها اكثر فاعلية، فتقر الموازنة وتملأ الشواغر في الادارة.
في هذه الأثناء، جرت امس الانتخابات الفرعية للمركز النيابي الذي خلا بوفاة النائب هاشم علم الدين والتي سرعان ما تحولت الى مواجهة سياسية بين قوى 8 آذار وقوى 14 آذار، في عقر دار الاخيرة في المنية والضنية.
المعركة الاساسية المباشرة، بين «الخيرين» كاظم الخير وكمال الخير، كاظم مدعوم من تيار المستقبل وقوى 14 آذار وكمال مدعوم من قوى 8 آذار.
كما شارك في المعركة عدد من المرشحين المستقلين الذين انسحب بعضهم باكرا لصالح كاظم الخير، وآخر المنسحبين كان د.أحمد عبيد الذي اعلن انسحابه من دارة نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري في أنفه، بحضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي كان بضيافة مكاري، كما انسحب خمسة مرشحين آخرين لصالح كاظم الخير ايضا، الذي التقى الرئيس الحريري في جامعة البلمند شاكرا دعم تيار المستقبل له.
حرارة انتخابية
وتركزت الحرارة الانتخابية في منطقة «المنية» فيما كان الوضع أقل سخونة في توأمها، الضنية، منطقة النائب احمد فتفت، حيث لم تتعد نسبة الاقبال 9% في المنية حتى الظهر مقابل 4% في الضنية.
وزير الداخلية زياد بارود الذي انتقل الى الشمال امس لمتابعة العملية الانتخابية عن كثب، وقال في تصريح له ان اجراء الانتخابات في المنية ـ الضنية اليوم اشارة واضحة الى التزام الدولة بالمهل الدستورية، وبحكم تطبيق الدستور ذهبنا الى انتخابات فرعية، فور الانتهاء من الانتخابات البلدية. واشار الى انسحاب مرشحين اثنين رسميا ليصبح عدد المرشحين 16 مرشحا بشكل رسمي.
عمليا لم يبق سوى اثنين كاظم وكمال الخير والباقون انسحبوا عمليا بعد انتهاء مهلة سحب الترشيحات.
وقال بارود ان العملية الانتخابية سارت كما هو متوقع تنظيميا وأمنيا. اما عن نسب الاقبال على الاقتراع فقد فضل وزير الداخلية عدم التطرق اليها قبل اقفال الصناديق.
المرشحان المتنافسان كاظم صالح الخير وكمال الخير تفقدا مراكز الاقتراع وحث كل منهما انصاره على الاقتراع. وقال كاظم الخير في احدى محطاته: ادعو اهلنا في المنية والضنية للنزول بكثافة الى صناديق الاقتراع لاختيار من يرونه مناسبا.
وأضاف: المعركة منافسة رياضية سياسية، فخوضوها بكل روح رياضية، ونحن هنا عائلة واحدة.
المرشح كمال الخير قال بدوره، ان المنية والضنية اهل واحباء، وتمنى على الاهالي النزول الى صناديق الاقتراع وانتخاب من يرونه مناسبا، ومن يفوز يكون الشعب اختاره ومن يختاره الشعب فنحن نقبل به. الناب احمد فتفت وبعد ان أدلى بصوته في «سير الضنية» اكد ان المعركة سياسية، وشجع الناخبين على الاقتراع.
أما النائب قاسم عبدالعزيز الذي اعلن والوزير محمد الصفدي وقوفهما على الحياد في هذه المعركة، مؤكدا ان الحياد ليس نتيجة خلاف مع تيار المستقبل، انما استجابة لرغبة عائلة علم الدين، أسرة النائب الراحل، بأن يكمل شخص منها ولاية النائب الراحل هاشم علم الدين. بدوره النائب السابق جهاد الصمد تمنى لو تسنى التوافق على المرشح بشير علم الدين (شقيق النائب المتوفى)، لافتا الى ان المعركة جرت نزولا عند رغبة الناس.