بيروت ـ أحمد منصور
اكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي خريس ان الموقف البرلماني الكويتي كان مشرفا وشجاعا، في المطالبة بسحب المبادرة العربية، ردا على المجزرة الاسرائيلية بحق اسطول الحرية وحصار غزة، مشددا على ان الكويت ترفض الظلم والطغيان والاستبداد الاسرائيلي، لافتا الى ان هذه المواقف ليست جديدة على الكويت فهي عودتنا على مثل هذه المواقف في لبنان، وعلى مساحة الدول العربية.
وقال خريس في حديث لـ «الأنباء»: «إننا في لبنان لا ننسى ابدا مواقف قادة وشعب الكويت ودعمهم للبنان بشتى الوسائل الانمائية والسياسية، فخدمات الكويت مزروعة في كل المناطق اللبنانية عبر الصندوق الكويتي للتنمية، وهي لعبت دورا مهما ومازالت في اعادة اعمار العديد من المؤسسات والمشاريع التربوية`والاستشفائية والخدماتية والسكنية في الضاحية الجنوبية وفي الجنوب بعد العدوان الاسرائيلي الغاشم على لبنان في يوليو 2006، فلبنان يدين للكويت واميرها وحكومته وشعبه بكل المحبة والتقدير والاحترام، وما فعلته الكويت في لبنان يؤكد الاخوة الجمعاء التي تجمع البلدين والشعبين، وان لبنان لن ينسى تلك المواقف التي هي نابعة من تفهم الكويت للقضية الفلسطينية والقضية اللبنانية والعربية»، مشددا على ان الكويت بلسمة جراح اللبنانيين في الازمات والشدائد، لاسيما الاخطار والتهديدات الاسرائيلية، مؤكدا ان هذه المواقف تركت ارتياحا واثرا كبيرا في نفوس اللبنانيين، منددا بالعدوانية الاسرائيلية التي تطول جميع الدول العربية وتضرب بعرض الحائط كل المواثيق والاعراف والاتفاقات الدولية، محييا الموقف التركي من المجازر والاجرام الاسرائيليين.
وحول الموقف الذي جرى في داخل مجلس الوزراء بالنسبة لموضوع فرض العقوبات الدولية على ايران قال خريس: «ان ما جرى في مجلس الوزراء، كنا نتمنى الا يحصل بهذا الشكل، على الرغم من ان هذا الموضوع اصبح خلف ظهورنا، ولكن لابد من موقف ورأي من هذه المسألة لاسيما اننا ننتمي الى تيار سياسي مقاوم للعدو الاسرائيلي، ولقد كان يفترض على لبنان ان يكون موقفه هو رفض تلك العقوبات وضدها على ايران، وكما قال الرئيس نبيه بري «ان الموقف اللبناني كان يجب ان يكون في نفس المستوى من الموقف التركي والبرازيلي، خصوصا ان لبنان مقاوم لاسرائيل واحتلالاتها ومجازرها وعدوانيتها».
واضاف خريس «ان الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت سندا للبنان والمقاومة، وكلنا جميعا شاهد الدور الذي لعبته ايران ايضا من الناحية الانمائية بعد العدوان الاسرائيلي على لبنان في العام 2006 في لبنان وما قدمته في هذا المجال، لذا كان يفترض على لبنان ان يقف ضد العقوبات عليها لا ان يمتنع، لان الامتناع كأنه عملية «لا لون ولا رائحة له»، فلبنان ليس هذا هو لونه، فلونه مقاوم، وسيبقى كذلك ضد المشروع الاسرائيلي.
واذ اسف خريس للموقف الذي اتخذه مجلس الوزراء في هذا الموضوع، رأى ان ما جرى اظهر بوضوح ان هناك موقفين وانقساما في مجلس الوزراء، معتبرا ان المبررات من هذه القضية لم تكن كافية، لافتا الى ان الامتناع لم يكن لمصلحة ايران ولا لمصلحة المنطقة.
واكد ان هذه المسألة قد تترك تداعيات في المرحلة المقبلة، مشددا على اهمية وضرورة وحدة الصف الداخلي في مواجهة الفتن والمؤامرات الاسرائيلية، مؤكدا ان افضل وجوه الحرب مع اسرائيل هي السلم الداخلي وتكاتف اللبنانيين، مستبعدا اي تعديل او تغيير حكومي في هذه الظروف الحالية.
وحول زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري المرتقبة لايران اكد خريس ان ايران تنظر الى لبنان وشعبه بكل ايجابية وستتعاطى مع رئيس الحكومة بكل ايجابية، مشددا على ان مسار العلاقات بين لبنان وايران لا يتغير، مشيرا الى ان ايران لن تستسلم على الرغم ما جرى في مجلس الامن الدولي.