سعد الحريري والنائب أحمد فتفت يوم الأحد الماضي أنهى فتفت المكالمة بعد انتقادات تلقاها بالقول للحريري: غدا ستكون استقالتي عندك... وفوجئ الحريري بالنائب فتفت يعلن استقالته عبر الاعلام. في اتصال هاتفي جرى بين الرئيس
هذه الاستقالة جاءت على خلفية النتائج المتواضعة التي أحرزها تيار المستقبل في الانتخابات البلدية في قضاء الضنية المنية، وخصوصا الخسارة القاسية في بلدة سير الضنية بلدة فتفت الذي أعلن (في مؤتمر صحافي) انه يتحمل مسؤولية الخسارة معترفا بأخطائه وخصوصا خطأ تقدير الأمور وخطأ الوقوع في كمين سياسي نصبه له مقربون منه عائليا وحزبيا.
وتفيد معلومات بان الرئيس سعد الحريري الذي ابدى انزعاجه من بعض نتائج الانتخابات البلدية أعطى توجيهاته للدائرة الضيقة في قيادة «المستقبل» لأن تعد قراءات هادئة حول هذه النتائج لمعرفة أسباب الخلل التي أدت الى الانتكاسات التي لحقت بالتيار وتحديد المسؤوليات عن هذا التراجع.
ووفق المعلومات التي لم تعد خافية على احد فإن احمد الحريري الذي تسلم ملف الانتخابات قد كلف بالاشراف شخصيا على الانتخابات الفرعية في المنية - الضنية مع كف يد فتفت تماما عن هذا الموضوع. وهذا ما جعل الثاني في وضع حرج للغاية لأنه كان يرغب في ان تكون له اليد بفوز كاظم الخير للتعويض عن فشله في الانتخابات البلدية لكنه لم يتمكن من تحقيق هذه الرغبة. وبغض النظر عن الأسباب المتعلقة بأدائه في الانتخابات البلدية فإن المواقف الحادة أو المتشددة التي تميز بها فتفت المقرب من الرئيس فؤاد السنيورة تشكل أيضا عاملا مهما في هذه النتيجة التي وصل اليها. وتجدر الاشارة الى ان فتفت أعد تقريرا مفصلا عن خلفيات نتائج الانتخابات البلدية على صعيد لبنان بشكل عام والضنية بشكل خاص ورفعه الى الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة. وهذا التقرير تضمن نقدا ذاتيا واعترافا بالأخطاء، ولكنه تضمن أيضا نقدا سياسيا لجهة «عدم قدرة الرأي العام المناصر لتيار المستقبل على مواكبة مشروعنا السياسي بسبب الانطباع السائد أن هناك عدم وضوح في التوجه السياسي للتيار بعد 7 يونيو 2009، والتأخير في إنجاز الملف التنظيمي لتيار المستقبل ما أعاق التواصل بين التيار وقاعدته في عدد من المناطق، وتراجع الملف الخدماتي والانمائي حتى عبر مؤسسات الدولة نظرا الى التأخير الذي حصل في تأليف الحكومة ولكل العراقيل التي وضعت وتوضع في وجهنا». الأسئلة التي طرحت بعد هذه الاستقالة: هل استقال النائب فتفت من تيار المستقبل فقط أم من كتلة المستقبل النيابية (تكتل «لبنان أولا»)؟ هل فك ارتباطه التنظيمي بتيار المستقبل أم انه بصدد فك ارتباطه السياسي بالرئيس سعد الحريري؟ هل يقبل الحريري هذه الاستقالة التي وضعت في تصرفه، أم يرفضها؟ هل «سقوط فتفت» وخروجه «الدرامي» من تيار المستقبل تم لأسباب محلية (شمالية) أم لأسباب سياسية ويكون بالتالي مؤشرا الى بداية مرحلة جديدة ينكفئ فيها حضور ودور رموز سياسية برزت في المرحلة السابقة ويصعب عليها التكيف مع المرحلة الجديدة ومستلزماتها؟!