دمشق - بيروت ـ هدى العبود - داوود رمال
كشف مصدر ديبلوماسي لبناني رفيع المستوى للأنباء أن القمة العربية الاستثنائية التي ستعقد الخريف المقبل في شرم الشيخ، بحضور كل من الرئيس اللبناني ميشال سليمان ونظيره السوري بشار الأسد اللذين عقدا جلسة مباحثات في دمشق أمس.
وأشار المصدر الذي كان يرافق سليمان في زيارته إلى سورية إلى أن القمة التي جمعت الرئيسين السوري واللبناني في غاية الأهمية «في هذا الظرف الذي تمر به المنطقة لاسيما على الصعيد الأمني وتحديدا التهديدات الإسرائيلية للبلدين»، وقال إن أبرز ما تناوله الطرفان هو «إيجاد تصور عربي مشترك تمهيدا للقمة الاستثنائية».
وأضاف أن «الجانب الاقتصادي أخذ حيزا واسعا من المباحثات فيما يخص التعاون الثنائي وفتح الحدود»، موضحا أن لقاءات الأسد وسليمان «مستمرة لأنها تؤسس لعلاقات سليمة وواضحة حيث لم تنقطع الاتصالات منذ سنتين».
ولفت المصدر إلى أن القمة الثنائية جاءت بعد أن قطعت اللجان الفنية شوطا كبيرا على صعيد متابعة الحوار وإعادة النظر في الاتفاقيات في جميع المجالات، مضيفا أن الأسد أكد على دور سليمان «الراعي لتطور العلاقات بين البلدين في إطار سياسة التوافق».
من جانبها قالت ديبلوماسية سورية عالية المستوى للأنباء إن «الزيارة دليل على عمق العلاقات حيث ان التمثيل على أعلى مستوى، مضيفة أن الجانبين بحثا في «الأوضاع الإقليمية والتهديدات من الجانب الإسرائيلي وخصوصا أن لبنان وسورية في موقع جغرافي سياسي معني بالتوترات».
وتابعت «تناولت الزيارة الاعتداءات الإسرائيلية على أسطول الحرية وتوطيد العلاقات الثنائية بما يشمل تطوير الاتفاقيات المعقودة سابقا وتحديثها».
وأكدت على أن العلاقات الثنائية «قوية وعميقة وذات طابع أخوي بدليل أن الوقت لم يكن كافيا لإحاطة الزيارة بعقد مؤتمر صحافي أو تصريحات صحافية».
وتناول الحديث الحدود البرية والبحرية المشتركة، وتم الاتفاق على توجيه اللجان بدراسة الحقوق الوطنية للبنان وسورية في مياههما الاقليمية وعلى استكمال جمع المعلومات والمعطيات من قبل كل جانب تمهيدا للمباشرة بعملية تحديد هذه الحدود وترسيمها في أقرب وقت.
كذلك تم التطرق الى دراسة الوضع على الحدود البرية بما يتناسب والعلاقات الاخوية التاريخية بين الشعبين وضمان مصالح واستقرار وازدهار المواطنين على جانبي الحدود.
وتحدثت المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان لـ «الأنباء» فقالت: ان أجواء المحادثات ايجابية جدا ناقش فيها السيدان الرئيسان العلاقات الاخوية بين البلدين لاسيما سير عمل اللجان الذي وصل الى مرحلة متقدمة من مناقشة الاتفاقات بين البلدين كما ناقشا الوضع الاقليمي وضرورة كسر الحصار على غزة ودعم التحقيق الدولي في الجريمة التي ارتكبت بحق أسطول الحرية، وكل المسائل المتعلقة بازدهار ومصلحة الشعبين والبلدين الشقيقين.
ورأت ان الزيارة مهمة جدا لتأكيد التواصل والعلاقة بين البلدين والشعبين وضمن اطار العلاقات الاخوية المتنامية بين سورية ولبنان وزيارات مسؤولين لبنانيين الى سورية لمتابعة التواصل والحوار كل ما يهم البلدين والشعبين وفي كل ما يدعم مواقف العرب ايضا على الصعيدين الاقليمي والدولي. وكشفت ان الرئيس سليمان قدم دعوة الى الرئيس الأسد لزيارة لبنان وقبل السيد الرئيس هذه الدعوة ووعد بتلبيتها في أقرب وقت ممكن.