بيروت ـ عمر حبنجر
خيمت التهديدات الاسرائيلية المستجدة ضد لبنان على محادثات رئيس الوزراء المصري احمد نظيف مع المسؤولين اللبنانيين، وهي كانت موضع دراسة في اجتماع نظيف مع نظيره اللبناني سعد الحريري مساء اول من امس ثم مع الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري امس.
وكانت اساطيل الحرية محور النقاش بين رئيس وزراء مصر وكبار المسؤولين اللبنانيين في ضوء التهديدات الاسرائيلية المنقولة عبر الصحف وضمن توجيهات منسوب صدورها الى القوات الاسرائيلية الخاصة باستخدام الطريقة التي اعتمدها مغاوير البحر الاسرائيليون مع ناشطي السفينة التركية مرمرة.
وانتهت محادثات نظيف مع الحريري في اطار اللجنة العليا اللبنانية المصرفية بالتوقيع على 18 مذكرة تفاهم.
الحريري: كفى إسرائيل كذباً
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيف، قال الحريري اننا شددنا على ضرورة انسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية المحتلة، واضاف: كفى اسرائيل كذبا على العالم وكفاها تعنتا.
وقال: لنكن صريحين، نحن العرب اقررنا في بيروت مبادرة سلام، فبماذا ترد اسرائيل؟ ردت بمحاصرة غزة وبتهديد لبنان؟ نحن لا نريد الحرب لكننا لا نهابها.
وردا على سؤال حول تحميل وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الحكومة اللبنانية مسؤولية ابحار سفن لبنانية الى قطاع غزة، قال الحريري ان الشعب الفلسطيني يحتاج الى كل انواع الغذاء والدواء، وقد شهدنا ما حصل مع اسطول الحرية، وهناك اساطيل اخرى آتية من اوروبا، وسأل: هل سنرى وزير الدفاع الاسرائيلي مهاجما الاساطيل الاوروبية لأنها ترسل مساعدات الى غزة؟
بدوره، رأى نظيف ان المنطقة على مفترق طرق، حيث تتلاقى ارادة السلام التي تتمسك بها الدول العربية ويدعمها المجتمع الدولي مع تردد وتعنت اسرائيلي يهدد فرص السلام، وقال ان بلاده فتحت معبر رفح امام المساعدات الى اجل غير مسمى. وكان نائب وزير الخارجية داني ايالون وجه تهديدات مباشرة للحكومة اللبنانية ولرئيسها سعد الحريري، محملا اياه المسؤولية عما يمكن ان يقع، وقال ان اسرائيل تمارس ضغوطا على دول اوروبية لاقناع لبنان بمنع اطلاق هذه السفن.
ويليامز مرتاح
ووسط هذه العجقة من التهديدات الاسرائيلية، قال ممثل امين عام الامم المتحدة بان كي مون في لبنان مايكل وليامز انه مرتاح لتراجع التوتر الذي ساد المنطقة في الفترة الاخيرة.
وقال ان تراجع التوتر يضعف احتمال الحرب في المدى المنظور، معربا عن الارتياح للتقدم المحقق على صعيد العلاقات اللبنانية ـ السورية، وقال: اشعر باننا نقلب الصفحة.
لكن هذا الارتياح لا نقرأه في تصريحات المسؤولين اللبنانيين ولا نراه على وجوههم، وهذا هو البطريرك الماروني نصرالله صفير يدعو اللبنانيين من باريس الى التفكير في بلادهم اولا وقبل ان يفكروا بمصلحتهم الخاصة ويخطبون ود هذه او تلك من الدول اعتقادا منهم انها ستوصلهم الى مآربهم وذلك على حساب مآرب لبنان، ولبنان لا يستطيع ان يكون مع هذه الدولة او ضد تلك لذلك موقفه التوازن رغم صعوبة ارضاء كل الناس.