بيروت ـ عمر حبنجر
التوافق السياسي المتعثر في بعض المجالات الحكومية، حضر كهربائيا في مجلس الوزراء امس، بموافقة المجلس على خطة وضعها وزير الطاقة والمياه جبران باسيل لهذا القطاع، ويبدو توافقا يُعد للحضور تربويا، في ضوء موافقة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على الاجتماع برابطة الاساتذة الثانويين، دون اشتراط وقفهم الامتناع عن تصحيح مسابقات امتحانات نهاية السنة، في وقت يرتفع غليان التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان على خلفية الاستعداد لإبحار سفن الحرية من شواطئه باتجاه غزة.
وفي غمرة ازدحام الملفات الشائكة في بيروت، استقبل الرئيس السوري د.بشار الأسد امس رئيس تكتل الإصلاح والتغيير الجنرال ميشال عون ووزير الطاقة جبران باسيل في دمشق حيث عقد الجانبان جلسة محادثات تناولت العلاقات السورية ـ اللبنانية والتطورات الايجابية التي تشهدها العلاقات السورية ـ اللبنانية والجهود المبذولة للارتقاء بها إلى أفضل مستوى من خلال تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وتم التأكيد على أهمية استمرار التنسيق والتشاور حيال القضايا التي تهم الشعبين الشقيقين.
كما جرى خلال اللقاء استعراض آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وخاصة في ضوء التهديدات الإسرائيلية المستمرة والتي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة.
من جهة اخرى برز امس تطور سياسي ميداني تمثل بكلام مسؤول العلاقات العامة في حزب الله عمار الموسوي الذي علق على كلام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه وفي حال ارادت اسرائيل القيام بعدوان على لبنان طلب تحييد القوات الفرنسية، فقال: اذا كانت هذه القوات غير موجودة لتحمي اللبنانيين فالنعد النظر في وجودها.
الى ذلك مجلس الوزراء لم يكن كهربائيا في جلسة أمس الاول وحسب، فقد أثار الوزيران بطرس حرب وميشال فرعون (14 آذار) حادث توزيع المنشورات الداعية المسيحيين لمغادرة منطقة شرق صيدا، كما أثارا حادث الانفجار الذي حصل في محل لقطع غيار السيارات في الكرك (زحلة) عشية زيارة البطريرك الماروني نصرالله صفير للمدينة، وطالبا الحكومة باتخاذ التدابير الأمنية الرادعة.
الرئيس سعد الحريري اكد خلال الجلسة ان التحقيقات جادة لملاحقة موزعي المنشورات واعتقالهم ومحاكمتهم.
كما أثار الوزير حرب موضوع السفن التي ستتوجه من لبنان الى غزة، رافضا الحصار الاسرائيلي لغزة، وطالب الحكومة بأن تتعامل مع الموضوع بمسؤولية وجدية تفاديا لتعريض لبنان الى مخاطر غير محسوبة.
وبالنسبة للانفجار في زحلة فالتحقيقات مستمرة مع الجرحى، ويؤمل ان يوضح هؤلاء ما اذا كان في الامر تدبير لعمل ارهابي يتناول زيارة البطريرك نصرالله صفير الى زحلة، لكن استبعاد المحققين للطابع المهني للانفجار عزز الاتجاه الى اخراج زيارة البطريرك من دائرة الاهداف المحتملة.
غير ان مصادر أمنية اكدت عبر بعض وسائل الاعلام ان التحقيقات مازالت تدور حول فرضيتين، الاولى هي ان يكون الهدف الاعتداء على قائد فوج التدخل الثالث بالجيش العميد أمين أبومجاهد، على اعتبار ان قتيل الانفجار زياد حسين، هو شقيق عمار حسين الذي قتل منذ بضعة اشهر في اشتباك مع فوج التدخل الثالث الذي يقوده أبومجاهد، والثاني أن يكون الانفجار عرضيا.
أما بالنسبة للمنشورات الموزعة في شرق صيدا فابلغ المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي رجال الدين المسيحيين في المنطقة بان قوى الأمن بدأت من صباح امس الثلاثاء انتشارا أمنيا واسعا في شرق صيدا، وكان وفد من قوى الأمن جال في المنطقة واجتمع بكهنتها.
كما قام عضو المكتب السياسي في حزب الله محمود قماطي بجولة على فعاليات شرق صيدا، مستنكرا ما وصفه بالتصرفات الحمقاء.
أما بالنسبة لحملات فك الحصار عن غزة، فقد تواصلت الاستعدادات من قبل منظمي سفينتي «جوليا» و«مريم» حيث من المقرر ان تبحرا من لبنان الى قبرص ومن ثم الى ميناء غزة ضمن اطار الحملة لفك الحصار عنها.
وقالت لجنة المبادرة الوطنية لكسر الحصار عن غزة، ان اسطول الحرية2 سينطلق عشية حلول رمضان المبارك.
وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية جدد حملته التهديدية ضد هذا التحرك وحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية ما قد يقع.
كما حذر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك من تبعات السماح بإبحار السفن من لبنان لكسر الحصار عن غزة، ملمحا بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك الى ان القوات الاسرائيلية ستستخدم القوة في اعتراض هذه السفن، وأشار الى احتمال حصول احتكاك يؤدي الى عنف وهذا شيء لا ضرورة له على الاطلاق كما يزعم.
وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي أوضح أمس ان السفينة اللبنانية «جوليا» المتوجهة الى غزة طلبت الانتقال الى قبرص، وقد أبلغت المعنيين في لبنان بذلك، حيث لا توجد مشكلة هنا، في توجهها الى قبرص بعدما تكون قد استوفت كل الشروط القانونية.
وحول توجه السفينة الى غزة قال العريضي ان هذا الامر يعود الى السلطات القبرصية، التي لها أن تسمح بتوجهها الى غزة أو لا.