أثار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مسألة التعرض لمواطنين سودانيين في منطقة الأوزاعي، معتبرا ان ذلك خطأ غير مقبول، ومؤكدا احترام الحكومة اللبنانية لحقوق الانسان، والتزامها تأمين سلامة جميع المواطنين المقيمين على الأراضي اللبنانية وأمنهم، ومعارضة أي توقيف اعتباطي. وطالب الحريري وزير الداخلية باتخاذ الإجراءات المسلكية بحق أي عنصر أمني خالف القوانين والأنظمة.
وكان سفير السودان إدريس سليمان عقد مؤتمرا صحافيا في فندق البريستول قال فيه ان أفرادا من الجالية السودانية كانوا يقيمون احتفالا خيريا في محلة الأوزاعي ودهمتهم مجموعة من قوى الأمن العام تلفظ بعض أفرادها بشتائم واهانات مستنكرة، وقد استجابت قيادة الأمن العام لطلبنا وشكلت لجنة تحقيق. واستغرب السفير سليمان الضجة التي أعطيت للحادث في الصحف السودانية وكذلك في الصحف اللبنانية، منوها بإدانة رئيس مجلس النواب نبيه بري لما حدث، وقال ان الأصوات التي ارتفعت لطرد اللبنانيين من السودان لا تمثل الا اصحابها. وقال السفير السوداني ان السفارة ستتعامل مع الحادث على انه فردي ولن يؤثر على العلاقة بين الشعبين اللبناني والسوداني. وكان المدير العام للأمن العام اللواء الركن وفيق جزيني استقبل السفير السوداني وأوضح خلفية قرار مداهمة المكان الذي كان مواطنون سودانيون يقيمون فيه احتفالا غنائيا من دون ترخيص قانوني، ولعدم حيازة الحاضرين مستندات شرعية تبرر اقامتهم في لبنان، وانها اي المداهمة جرت باشراف النيابة العامة في جبل لبنان، وان تحقيقا رسميا يجري مع الضباط والعناصر الذين نفذوا المداهمات، للتأكد من عدم وجود مخالفات مسلكية.
سفير لبنان لدى السودان أحمد شماط أبلغ وزارة الخارجية في بيروت ان مسيرة مثقفين سودانيين تظاهرت أمام مبنى السفارة في الخرطوم حاملة شعارات ضد لبنان وتطالب بمقاطعة المصارف اللبنانية العاملة في السودان والبضائع اللبنانية، وكان أحدهم يحمل علما لبنانيا وضعت عليه علامة × باللون الأحمر، وقدموا له مذكرة تطالب بإجراء تحقيق وباعتذار رسمي للشعب السوداني.
فكرر أسفه لكنه رفض الاعتذار قبل ان تظهر نتيجة التحقيقات، وشجب في الوقت نفسه شطب الأرزة اللبنانية عن علم لبنان من قبل المتظاهرين، معتبرا ان ذلك يشكل اهانة للدولة والشعب اللبناني وطالبهم باعتذار مقابل، وقد زادت وتيرة الجهود الرامية الى احتواء هذه الأزمة ديبلوماسيا وعدم اعطائها أكبر من حجمها.
يذكر ان في السودان نحو 650 لبنانيا يعملون في حقول المصارف والانشاءات والسياحة.