بيروت ـ عمر حبنجر
صب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري الماء البارد على ملف الثروة النفطية المشتعل منذ اسبوعين على خلفية المرجعية التشريعية لاقرار القانون الذي يرعى استثمارها، وذلك تمهيدا لمناقشة هادئة للمشروع في اجتماع اللجان النيابية المقررة غدا.
واستبق نواب المستقبل الجلسة التي ستكون برئاسة رئيس المجلس نبيه بري بإعلان عزمهم الحضور والمشاركة في المناقشة ردا على من اتهمهم بإسقاط النصاب في جلسة اللجان السابقة حول هذا الموضوع، وقال النائب عمار حوري: لا قرار بعدم حضور جلسة اللجان المشتركة الاثنين.
فقد اولى الرئيس ميشال سليمان اهتماما كبيرا لموضوع التنقيب عن حقول النفط والغاز الموجودة في المياه الاقليمية اللبنانية، مشيرا الى انه استمع الى شرح مفصل حول هذا الموضوع من وزير الطاقة جبران باسيل الذي بحث الموضوع نفسه اول من امس مع الرئيس نبيه بري.
ونقل عن الرئيس ميشال سليمان قوله ان هذا الموضوع مهم جدا، ويجب ان توضع التشريعات القانونية اللازمة له من اجل تحديد كيفية استفادة لبنان منه.
مهاتفة الرئيس بشار الأسد
الرئيس سليمان تواصل هاتفيا مع الرئيس السوري بشار الاسد منذ ايام وتناول امورا مشتركة، وقال ان الحديث كان ايجابيا ووديا.
واكد رئيس الجمهورية على عمق العلاقة مع دمشق وحرص امام زواره على تظهير حميمية العلاقة مع الرئيس الاسد واصفا العلاقة بينهما بالممتازة، وان الاسد سيزور لبنان قريبا بناء على دعوة منه خلال القمة الاخيرة بينهما، موضحا ان الزيارة المنتظرة ليست مرتبطة بموضوع الانعقاد المقرر للمجلس الاعلى اللبناني ـ السوري برئاسة رئيسي البلدين.
سليمان قال انه طرح موضوع ترسيم الحدود وخاصة البحرية مع الرئيس الاسد ولم يلمس انزعاجا او استياء منه حول هذا الطرح خلافا لما جرى تسريبه من استياء سوري بل على العكس كانت المحادثات ودية.
من جانبه، تناول رئيس الحكومة سعد الحريري موضوع التنقيب عن النفط في ختام زيارته الى تونس اول من امس ولقاءه الرئيس زين العابدين بن علي.
وردا على سؤال لاحد اعضاء الوفد الاعلامي المرافق، قال الحريري: ليس هناك اي اشكال مع الرئيس بري بالنسبة لموضوع التنقيب عن النفط.
واضاف: الحكومة قامت بعمل كبير خلال السنتين الماضيتين، وانه يجب التعامل مع هذا الامر بشكل يفيد اللبنانيين، وهذا الامر «نتفاهم عليه» مع الرئيس بري ان شاء الله.
الحريري للبنانيين: لا تخافوا
وردا على سؤال حول تصاعد التهديدات الاسرائيلية، قال الحريــري: اسرائيــل لا عمــل لديها ســوى التهويــل على اللبنانييــن، وانــا اقول للبنانيين: لا تخافوا، ان شاء الله وضعنا ممتاز، والناس رجعت الى لبنان وهذا الامر يزعج اسرائيل، بل ان الاستقرار الموجود في لبنان الآن هو ما يهدد اسرائيل.
من جانبه، نقل وزير الطاقة والمياه جبران باسيل عن الرئيس بري حرصه على الاسراع في اصدار قانون التنقيب عن النفط، واكد بعد زيارته له في عين التينة انه لن يوفر جهدا لاقرار القانون بالسرعة اللازمة، خصوصا ان هناك تهديدات اسرائيلية تتطور في هذا الاطار.
وشدد باسيل على الاسراع بارسال قانون الحدود البحرية الى الامم المتحدة كي تصادق عليه.
وقال: لقد اقرت الحكومة اللبنانية هذه الحدود في مايو 2009، والمطلوب المصادقة على هذه الحدود في مجلس النواب، وبالتالي ارسالها الى الامم المتحدة لاخذ العلم، وهذا الامر ليس موضوع نزاع الا اذا ارادت اسرائيل خلق نزاع.
داعيا الى «المقاومة النفطية» للاطماع الاسرائيلية بالبدء بالتنقيب عن النفط بسرعة.
من جهتها، ابلغت كتلة المستقبــل «النهار» ان المشــروع المطــروح اليــوم بوشــر بانجازه عام 2003 لكن وزير الطاقة يومذاك ايوب حميد (امل) اوقفه، غير ان اللجنة الوزارية الخاصة التي يرأسها الرئيس الحريري قبل ثلاثة اشهر انجزت مشروع القانون بصيغته النهائية.
حزب الله والحملة النفطية
في هذا الوقت، تجندت وسائل اعلام حزب الله للدعوة الى «استغلال ثروة لبنان وحمايتها كحق طبيعي واصدار القوانين المطلوبة للاستفادة من هذه الثروة».
ونقلت اذاعة «النور» عن النائب علي بزي استغرابه السجال الداخلي حول موضوع حق لبنان في استغلال ثرواته النفطية، وقال في احتفال مدرسي ان هذا الموضوع سيادي ووطني، وليس موضوعا مناطقيا او طائفيا او مذهبيا، كي يسجل اي طرف نقاطا على اي طرف آخر.
من جهته، دعا رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك الى حماية حقوقنا وثرواتنا الطبيعية بما نملك.
بدوره، اكد مسؤول حزب الله في الجنوب الشيخ نبيل قاووق على حق لبنان في كل نقطة نفط في سواحله، كما هو حقه في كل حبة تراب في مزارع شبعا، وان اي تأخير في اقرار قانون تنظيم استثمار الثروة النفطية في البحر يخدم الاهداف الاسرائيلية.
القانون ولو طارت الحكومة
وقال عضو كتلة الاصلاح والتغيير عباس هاشم ان رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يتراجع عن اقرار قانون التنقيب عن النفط حتى لو طارت الحكومة.
ورد عضو كتلة المستقبل النائب غازي يوسف بالقول ان المعارضة تحاول الظهور بمظهر من يحقق الانجازات وان الرئيس بري والنائب علي حسن خليل يبدوان وكأنهما وحدهما المعنيان بالتنقيب عن النفط، في حين ان هذا المشروع موجود منذ سنوات، وقد بدأ به الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ملاحظا وجود مساعي لافشال حكومة الحريري او دفعه الى اماكن مكلفة جدا.
زهرة ومسامير جحا
من جهته، رأى النائب انطوان زهرة (القوات) في تصريح له امس ان مسامير جحا لن تنضب من اجل تبرير استمرار المشروع الاقليمي المسلح في لبنان خارج اطار الشرعية اللبنانية، ودعا الاطراف السياسية الى التوقف عن خلق مواضيع جديدة لغاية الالهاء السياسي.