بيروت ـ يوسف دياب
أظهرت تحقيقات مخابرات الجيش اللبناني مع المسؤول في شبكة «الفا» الخليوية شربل. ق فداحة الأعمال التي قام بها لمصلحة الاسرائيليين طيلة 14 سنة من التعامل من خلال وظيفته في قطاع الاتصالات سواء في الشركة التي يعمل فيها، أو في وزارة الاتصالات حيث كان يعمل.
وبينت التحقيقات ان شربل، ومن خلال موقعه الحساس جدا في «الفا» مكن الاسرائيليين من الدخول الى شبكة الاتصالات الخلوية والتنصت ورصد أشخاص.
وزير الاتصالات شربل نحاس، قال انه لم يتبلغ معلومات رسمية حول هذه القضية بعد، الا ان هناك عقدا بين الدولة اللبنانية وشركة الفا المشغلة لإحدى شبكتي الخليوي، و«يهمنا ان تكون الجهات التي نتعاطى معها محصنة، وغير مخترقة».
مصادر التحقيق نقلت اعتراف شربل بأن الموساد الاسرائيلي كلفه بزرع أجهزة فنية في كل المحطات التابعة لشركة «ألفا» وعددها 650 محطة، الأمر الذي مكّن الاسرائيليين من كشف الترددات التي تعمل عليها هذه المحطات، وبالتالي توفير امكانية تحكمهم في جميع الاتصالات الخليوية، حتى بات للموساد شبه سيطرة تامة على هذه الشبكة.
المصادر اعتبرت شربل بمثابة كنز أمني من حيث المعلومات التي كان يقدمها للموساد طوال هذه السنوات، الا ان أوساطا نيابية اعتبرت شربل وما قدمه للاسرائيليين بمثابة «كارثة وطنية، لا يدري أحد مقدار الضرر الذي ألحقه بلبنان».
شربل من مواليد 1959 في بلدة «علمان» في ساحل الشوف، وقد اعترف بتعامله مع الموساد منذ 1996، وقد قدم خدمات لا توصف للاسرائيليين من خلال عدوان 2006، حيث كان يستطيع تحديد مكان وجود أي شخص يحمل خط الفا على كل الأراضي اللبنانية وكذلك الوصول الى الاسماء والأرقام والعناوين والسير الشخصية، فضلا عما كان يتيحه له تحكمه الفني بالارسال والترددات.
وتقول صحيفة «السفير» ان الموقع الذي كان يشغله شربل، يعرف بـ bts وهو القسم الذي تمر به المرحلة الأولى من كل الاتصالات عبر هذه الشركة، ومنه يمكن التحكم في أكثر من 650 محطة ارسال تابعة للشركة عينها في جميع المناطق، كما يستطيع من موقعه هذا تحديد أي مكان خط على هذه الشبكة في أضيق نطاق ممكن.
وداهمت مخابرات الجيش مكتب شربل في مبنى شركة الفا في محلة فرن الشباك صباح الجمعة الماضي، وقد تم القبض عليه وصودرت أجهزة الكمبيوتر التي كان يستخدمها بالاضافة الى وثائق في سيارته ومنزله.