بيروت ـ داود رمال
انضم رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالدعوة الى تعليق المشانق لعملاء اسرائيل الذين بلغ عددهم 120 عميلا، بينهم 56 عميلا رهن المحاكمة والباقون رهن التحقيق، فيما صدرت احكام قضائية بحق بعضهم وابرزهم محمود رافع الذي صدر حكم بإعدامه لمشاركته في اغتيال الاخوين مجذوب في صيدا.
وجاء هذا الموقف بعد الاعلان عن اعتقال مخابرات الجيش لاحد كبار الموظفين الفنيين في شركة «ألفا» الخليوية شربل قزي بجرم التعامل مع العدو الاسرائيلي منذ 14 سنة، وزرع برمجيات وشرائح الكترونية زوده بها الاسرائيليون في محطات الارسال التابعة للشركة، مما سهل التلاعب بالخطوط من جانب خبراء الاتصالات لدى الموساد الاسرائيلي، بحيث يتسنى لهم تعديل البيانات لحظة قراءتها او ورودها من المحطات، وفق الشروط التي يضعها المبرمج.
وبفضله امكن لخبراء العدو الحصول على المفاتيح الخاصة بالخطوط السرية المستخدمة في تنفيذ اتصالات وهمية من اي خط موجود على الشبكة، واظهار وجود اتصالات قام بها الرقم الاصلي من دون علم صاحب الرقم.
وبحسب الخبراء فان مجال عمل شربل يعد من المجالات المهم جدا للمخابرات الاسرائيلية على صعيد اختراق منظومة الهاتف الخليوي واتاحة المجال للتلاعب بالمعطيات الفنية وخصوصا القسم الذي يعمل فيه.
وتركز التحقيق مع شربل امس على ما اذا كان ثمة معاونون له او انه يعمل وحيدا.
وقال جنبلاط لصحيفة السفير: شبكات العملاء مزروعة في كل مكان والبلد مكشوف امنيا، والخوف من حصول اغتيالات جديدة تؤدي بالبلد الى الكارثة.
مصدر واسع الاطلاع ابلغ «الأنباء» ان شربل قزي هو الاخطر بين المجموعات المجندة لمصلحة المخابرات الاسرائيلية، خصوصا انه يتحكم من خلال وظيفته في ادارة الاتصالات والهوائيات التي تتحكم في الارسال.
إسرائيل شريك أمني
واضاف المصدر ان حجم الشبكات التجسسية المكتشفة، يظهر ان اسرائيل اضحت شريكة في ادارة الحركة الأمنية والسياسية والاقتصادية في لبنان، فالعدد الكبير من الشبكات ومن الموقوفين يظهر بجلاء هشاشة الساحة الداخلية السهلة الاختراق.
رفع حصانات!
المصدر اعتبر ان اخطر ما لعبه الموقوف قزي، تمكينه الاسرائيليين من الاتصال بعملائهم الآخرين من خلال خطوط خليوية دون علم اصحابها، وألمح المصدر الى امكان تطور التحقيق بحيث يتوجب طلب رفع الحصانة عن بعض «المحصنين» للتحقيق معهم في أمور محددة. بدوره أكد رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النيابية عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله ان الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان مستمرة وآخرها على شبكة الاتصالات، محذرا من خطورة هذا الأمر على الأمن القومي اللبناني فهو يطال الدولة وأمنها ومؤسساتها ويشكل استباحة للبلد، مثمنا ومقدرا في الوقت نفسه «دور الجيش في الانجاز الكبير الذي تمثل في القبض على العميل شربل قزي».
وأشار فضل الله في مؤتمر صحافي الى ان اعترافات قزي تؤكد ان البنية التحتية لقطاع الاتصالات أصبحت مع اسرائيل، منبها إلى ان إسرائيل تمكنت من تحديد أماكن وجود المشتركين.
وحذر رئيس لجنة الاتصالات من ان إسرائيل تمكنت من السيطرة على شبكة الاتصالات فنيا والتحكم فيها وإخضاعها وهذا ما يلحق ضررا بالغا بأمن لبنان.
وأشار الى ان هذا الانكشاف الأمني يضعنا جميعا أمام مسؤولية وطنية ويحتم على الحكومة التحرك العاجل واتخاذ موقف بوجه هذا الخرق، ودعا الحكومة الى تحديد الأضرار بقطاع الاتصالات والمباشرة بإصلاحها لأن إسرائيل لاتزال تستفيد من المعطيات والأجهزة التي زرعها في شبكة الاتصالات.