بيروت - عمر حبنجر - وكالات
فيما انشغل لبنان على مدى اسبوع بتفاصيل قضية جاسوس الـ «ألفا»، كشفت إسرائيل امس عن شبكة تجسس لديها عملت خلال أشهر طويلة على نقل معلومات حساسة إلى «حزب الله» يقودها ضابط في الجيش الإسرائيلي، وقد وجه جهاز «الشاباك» الإسرائيلي للضابط وأعضاء الخلية تهمة «نقل معلومات سرية وأمنية حساسة لـ «حزب الله» والتنسيق مع جهات لبنانية لتهريب مخدرات».
ووفق لائحة الاتهام، فإن «الضابط نقل معلومات سرية للغاية وحساسة لدرجة أنها تهدد جنودا وتمس بأمن إسرائيل، تركزت حول الجيش ومناطق على امتداد السياج الحدودي». وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن «الضابط كان على علم بأنه قدم معلومات تعتبر سرية وحساسة لـ «حزب الله» وقال انه فعل ذلك لأغراض مالية»، ولفت إلى انه «اعتقل في هذه القضية خمسة مدنيين، ومتوقع اعتقال آخرين خلال أيام قريبة».
الى ذلك انهت القوات الدولية في جنوب لبنان امس عملية انتشارها المعزز كما وصف الناطق بلسانها ميراج سنغ، المناورة العسكرية التي نفذتها هذه القوات بوجه معارضة الأهالي.
وفي نهاية يوم حافل بإغلاق الطرق وضرب الدوريات بالحجارة تراجعت قوات اليونيفيل إلى مواقعها مجددا.
النائب علي فياض (حزب الله) قال ان اهالي قرى جنوب الليطاني فوجئوا بانتشار غير مسبوق لقوات الطوارئ في القرى وداخل الأحياء وبطريقة لا تخلو من الاستفزاز والضجيج كما بدا ملحوظا ان هذا الانتشار لم يكن مصحوبا بدوريات من الجيش اللبناني وفق العادة وبحسب منطق القرار 1701.
استمرار دور اليونيفيل
بدوره، عضو كتلة التنمية والتحرير النائب عبدالمجيد صالح اشار في تصريح له امس الى ان العلاقات بين اهل الجنوب والقوات الدولية كانت متينة والفريقان يستوعبان واجباتهما.
وأضاف: هناك حديث\ عن خروج اليونيفيل عن مهمتها بشكل أو بآخر، مؤكدا ان اسرائيل هي التي تقوم بالخروقات بشكل يومي واعتبر ان الاشكالات بين الجنوبيين واليونيفيل لن تتصاعد، نظرا لأهمية دور هذه القوات الدولية حيث من الطبيعي ان يستمر دورها الى جانب الجيش اللبناني.
وشدد صالح على ان المشكلة الأساسية تكمن في ثقافة الجنوب المؤمنة بأن العدو الاسرائيلي هو العدو المطلق.
الانتشار لم يكن مصحوبا بدوريات من الجيش اللبناني وفق العادة وبحسب القرار 1701.
خطف الراعي
وتطرق فياض الى خطف المواطن اللبناني عماد حسن عطوي من جانب الاسرائيليين ومن داخل الأراضي اللبنانية في منطقة السدانة، والذي رماه الاسرائيليون أرضا وجلسوا فوقه وربطوا يديه برجليه وانهالوا عليه بالضرب حتى فقد وعيه وسحبوه مسافة 300 متر داخل الخط الأزرق، كما جاء في افادته.
وتساءل فياض كيف يسمح للاسرائليين بتجاوز الخط الأزرق واعتقال وتعذيب اي مواطن لبناني دون وازع او رادع؟ ولو ان احدا في لبنان اعتقل راعيا اسرائيليا من خلف الخط الأزرق لدعي مجلس الأمن الى اجتماع طارئ.
وحول فياض كلامه هذا الى سؤال موجه للحكومة ودعاها للإجابة عليه.
مناورة لصد هجوم صاروخي
وكانت قرى وبلدات في جنوب الليطاني شهدت اعتراضات من الأهالي على مناورات عسكرية تجريها القوات الدولية، تصب في خانة كيفية تأمين الحماية لإسرائيل وتأتي من دون موافقة الجيش اللبناني لمحاكاة احتمال شن هجوم صاروخي من لبنان باتجاه الأراضي المحتلة والتصدي لأعمال شغب محلي.
الجيش اللبناني حاول احتواء الموقف قبل تفاقمه فاقترح على اليونيفيل ان يكون عنوان المناورة كيفية حماية المدنيين في حال تعرض الجنوب لاعتداء اسرائيلي، تماشيا مع الوظيفة المفترضة للقوات الدولية، لكن القيادة الدولية رفضت هذا الطرح وأصرت على موقفها.
ويفترض ان تتم اي تحركات للقوات الدولية بموافقة الجيش اللبناني، وليس مجرد احاطته علما بالأمر.
وعلمت «الأنباء» ان هذه المناورة أرجئت أولا وثانيا وثالثا، بسبب تحفظ الجيش على أهدافها فما كان من القيادة الدولية الا ان قررت اجراءها منفردة، الأمر الذي اعتبره الأهالي بمنزلة أعمال استفزازية تستحق المواجهة.