واقع 14 آذار: فــي قراءة سياسية لواقع الحال عند فريــق 14 آذار بعــد التطــورات والنكسات التي أصابته، يتوقف محلل سياســي مقرب من فريق 8 آذار عند 4 ملاحظات:
1 – ان فريق 14 آذار تعرض لاهتزاز كبير بفعل تراكم الأحداث التي تلت قيامه بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وكانــت الذروة فيما تلا أحداث مايو 2008، وبات هذا الفريق في وضع صعب أدى الى تضعضع كبير في مستوياته القيادية والقاعدية.
2 – ان طبيعة التطورات هي التي جعلت وليد جنبلاط يأخذ خطوة الى الوراء.
وهو لم يحسم انتقاله تماما، بانتظار تطورات أخرى على الصعيد الإقليمي، وتحديدا ما يتصل بعلاقة المملكة العربية السعودية بكل من إيران وسورية.
3 – ان التطورات نفسها هي التي دفعت الرئيس سعد الحريري الى الاقتراب من سورية ضمن سياق أساسه غير محلي ويتعلــق مباشــرة بالسيــاق السعــودي الذي تقرر بعد قمة الكويت الاقتصادية، ودعوة الملك عبدالله فيها الى طي صفحة الماضي.
4 – ان عدم قدرة الولايات المتحدة الاميركية على فرض وقائع جديدة في لبنان أو في فلسطين أو في العراق أو أفغانستان، جعل من قوى 14 آذار تعيش مرحلة من الإحباط والاكتئاب.
لقاء قريب: تفيد معلومات بان لقاء أو مؤتمرا سيعقد في دمشق قريبا وتشارك فيه فصائل لبنانية وفلسطينية معارضة، وفي مقدمها حزب الله وحركة حماس.
وهذا اللقاء الذي سيعقد على مستوى قادة الفصائل الفلسطينية وبحضور ايراني ورعاية سورية جرى الاتفاق بشأنه مطلع شهر يونيو في طهران على هامش مشاركة هذه القوى في احتفالات ميلاد آية الله الخميني.
الوفد العسكري يدافع عن حزب الله: كشفت مصادر مطلعة ان الوفــد العسكري اللبناني الذي زار نيويــورك خلال الأيــام الماضيــة بتكليف من مجلس الوزراء، حيــث التقى أعضــاء الــدول الدائمــة العضويــة فــي مجلس الأمن وكبار موظفي الأمم المتحدة، سمع شكوى من استمرار نقل الصواريخ الى حزب الله، فطلب اثباتا أو دليلا يؤكد هذا الاتهام.
كما طالت الملاحظات انتشار حزب الله في جنوبي الليطاني، فأكد الوفد ان أعضاء الحزب هم جزء من نسيج الأهالي.
وقيل له ان حركة اليونيفيل مقيدة في مناطق انتشارها بسبب مواقف وحالات عدائية تواجهها.
واوضح الوفد ان قوات اليونيفيل منتشرة في قرى وبلدات مأهولة، ومن الطبيعي ان تحصل أحيانا بعض الاحتكاكات التي يعمل الجيش اللبناني على معالجتها.
اشتباك سياسي: تحدثت معلومات عن سجال قد يصل الى مستوى الاشتباك السياسي مع اقتراب موعد طرح التعيينات الأمنية نظرا للحساسية الشديدة التي تحيط بهذه التعيينات في ظل الانقسام الداخلي الحاد من جهة وفي ضوء ما يحكى عن صدور قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في وقت قريب.
خطوط عريضة: ثمة من يعتقد ان هناك رزنامــة عمــل للطاقــم الموجــود فــي السلطــة على مختلف المستويــات من أجل تأميــن ادارة الأزمــة اقتناعــا من القوى الداخلية والخارجيــة بــأن الحلــول الجذريــة والعميقــة فــي لبنــان لــم يحــن أوانهــا بعــد، لأنها ترتبط بملفات اقليمية تبدأ بتشعبات الصــراع العربي - الاسرائيلي وتدخــل فيهــا الأزمــات الطارئــة كملفي العراق وايران.
وهذه الرزنامة تتضمن خطوطا عريضة هي الآتية:
1- تثبيت معادلة «لا غالب ولا مغلوب» داخلية تحظى بتغطية اقليمية ودولية قوامها التفاهم السوري - السعودي برعاية دولية أميركية وأوروبية.
2- إطلاق عملية انعاش اقتصادي يؤمن الحد الأدنى من الاستمرار وتجاوز المأزق المزمن من خلال اعادة تحريك الأموال المجمدة في «باريس - 3».
3- إطفاء أي شرارة أمنية يمكن ان تهدد هذا «الستاتيكو» سواء كان لبنانيا أو فلسطينيا.
4- تكريس استعداد لبنان للانخراط في أي عملية تسوية مع اسرائيل حين تنضج الظروف وتتحول المفاوضات من غير مباشرة الى مباشرة.