بيروت ـ عمر حبنجر
فيض من القضايا الساخنة تلامس الاستقرار اللبناني الراهن، من الاحتكاك بالقوات الدولية في الجنوب، حيث أوقفت هذه القوات مناوراتها العسكرية، الى التحقيقات الجارية مع «جاسوس الخليوي» شربل قزي الفني العامل في شركة «ألفا» المنسوب اليه التعامل مع اسرائيل، الى الحقوق الانسانية للفلسطينيين، مرورا بقانون التنقيب عن النفط.
ما حصل بين «اليونيفيل» والأهالي في جنوب الليطاني، وما كشفت عنه التحقيقات مع المتعامل قزي، حضرا على طاولة مجلس الوزراء في اجتماعه ليل أمس الاول، وكان لافتا في هذا السياق اعلان الرئيس ميشال سليمان قبيل الجلسة استعداده لتوقيع أي حكم بالاعدام يصدر بحق المتعاملين مع اسرائيل، وهو هنا ينضم الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والى رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط اللذين طالبا بتعليق المشانق للجواسيس العاملين لمصلحة العدو الاسرائيلي، علما ان هناك نحو 150 موقوفا أو ملاحقا بجرم التعامل منذ 2006، بينهم واحد محكوم بالاعدام، لثبوت تنفيذه جريمة اغتيال مزدوجة بناء لتعليمات الموساد الاسرائيلي والباقون محكوم عليهم بالسجن مددا متفاوتة، أو هم مازالوا قيد المحاكمة.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان ثمة شبكة تجسس جديدة لحساب الموساد، وضعت تحت الضوء، يقودها موظف غير مدني، قد يحدث الاعلان عنها ضجة وزلزالا، وان كبار المسؤولين اللبنانيين وضعوا في اجوائها، تمهيدا للخطوات التالية.
وبالمقابل شدد مجلس الوزراء على اهمية الاسراع في التحقيقات مع المتعاملين وفي اصدار الاحكام القضائية، مع التنويع بما أنجزته الاجهزة المختصة على هذا الصعيد. في حين اعتبر وزير الدفاع الياس المر ان ما نشر عن «الجاسوس» الذي أوقف منذ ايام يتضمن معلومات خاطئة وأخرى تفتقر الى الدقة مما يسيء الى عمل الاجهزة المختصة.
للتنسيق بين الجيش واليونيفيل
وشدد المجلس، في موضوع اليونيفيل، على ان عمل قوات الامم المتحدة في الجنوب يستدعي تنسيقا مع الجيش وتنفيذا مشتركا، وهذا يتطلب تعزيز الجيش اللبناني في الجنوب، وهو ما يجري العمل على تحقيقه (جوابا على الادعاء بأن الجيش يخفف وجوده جنوب الليطاني).
الرئيس ميشال سليمان رد ما حصل بين الاهالي والقوات الدولية في الجنوب الى سوء تنسيق ادى الى انفعالات لدى الاهالي الذين لا يرغبون دائما في دخول دوريات عسكرية بين منازلهم، ويشعرون ان في ذلك نوعا من الاستفزاز حتى ولو كان الجيش اللبناني هو القائم بالمناورة.
وقال سليمان ان قيام اسرائيل باعتداء على لبنان وارد، لكن الموضوع ليس سهلا على اسرائيل ونحن لسنا ضعفاء.
وشدد رئيس الجمهورية على ان القضاء لن يتساهل أبدا في موضوع التجسس والمتعاملين مع العدو الاسرائيلي، خصوصا في الحالات القائمة حاليا، معلنا انه عندما يصل اليه قرار اعدام سيوقعه، لكنه ليس هو من يقول ان هذا الشخص يجب ان يعدم أو لا.
أما عن توقيف الشبان الثلاثة بجرم القدح والذم برئيس الجمهورية على موقع الفايسبوك فقد برره رئيس الجمهورية بإنشاء موقع خاص للشتم. مضيفا: لن أقول ما كتب لأنه ليس لائقا، وقال انا أمثل الأب العام لكل الشباب وإذا قبلت بقيام الشباب بمثل هذه الامور فمعناه أني أقبل بإساءة استعمال الحرية.
مناورة الدوليين
وعلى صعيد مناورات القوات الدولية، التي توقفت قبل يوم من موعد انتهائها نتيجة اشكالات مع الاهالي فإنها كانت موضع اهتمام دولي ومحلي.
وقالت مصادر ان القائد العام لهذه القوات الجنرال الاسباني البرتو اسارتا هو الذي أصدر أوامر وقف المناورات، في ختام جولة تفقدية على هذه القوات في القطاعين الغربي والاوسط.
وأفاد مصدر اعلامي في اليونيفيل بأن الوحدات في القطاع الغربي استعادت نشاطها الميداني المعتاد صباح امس، بعدما استكملت عودة ضباطها وجنودها من أماكن انتشارهم، بمن فيهم الجندي الفرنسي الذي جرح في المواجهات مع الاهالي، والذي عولج ميدانيا في قاعدة الطيري.