يؤكد القريبون من البطريرك صفير ان الاجتهادات التي سمعها تعليقا على قوله في باريس عبارة «ما يسمى بحزب الله» تجاوزت ردود الفعل المعقولة والمقبولة، الى استعمال عبارات وإطلاق نعوت لا يجوز ان تكون مادة للتساجل في هذه الظروف، لاسيما ان البطريرك صفير لم يقصد الاساءة الى الحزب أو إنكاره أو الاستهانة به، لأن مقاربة سيد بكركي مع هذه العبارة انطلقت من معيار لغوي واعتبار ديني، بعيدا عن اي خلفية سعى البعض الى احاطتها بموقف البطريرك.
فالمعيار اللغوي يضيف القريبون من بكركي يستند الى كون «ما» اسم موصول يستخدم لغير العاقل، ويعني التوصيف وليس النفي أو الانكار. أما عبارة «ما يسمى» فهي للدلالة المعنوية، لاسيما ان حزب الله هيئة معنوية لها اسمها الخاص بها، وهو يوضع بين مزدوجين حيث يرد في وسائل الاعلام، واستطرادا فإن أي تسمية هي ملك لأصحابها ولا يمكن ان تفرض على الآخرين الذين يشيرون اليها كتابة من خلال تمييزها بالمزدوجين، وعندما يكون الحديث شفهيا يستعاض عن المزدوجين بعبارة «ما يسمى»، وهو ما قصده البطريرك في الشق اللغوي من أسباب استعماله هذه العبارة.
أما في المعيار الديني والروحي وهو الأهم فإن عبارة «الله» لها مكانتها الخاصة عند الجميع، لاسيما عند رجال الدين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية، وبالتالي ليس لدى الله «حزبا» يحمل اسمه، أو ان الله هو لجماعة مؤمنة من دون أخرى، أو لحزب معين من دون بقية الاحزاب.
واستطرادا فإن استعمال عبارة «ما يسمى حزب الله» انطلق منها البطريرك للاعتبارات اللغوية والدينية فقط، وللنظرة الايمانية الكبيرة التي لدى المؤمنين الى الله التي تتبعه عند المسيحيين دائما عبارة «الله تعالى» وعند المسلمين عبارة «الله عز وجل».