بيروت ـ عمر حبنجر
تتركز الجهود على تبريد الأجواء السياسية الداخلية، واستيعاب التوترات الجنوبية المتصلة بالمناورات التدريبية الأخيرة للقوات الدولية جنوب الليطاني، وصولا الى حماية الاستقرار على أبواب موسم الاصطياف الذي بدأ باكرا، اضافة الى تحضير المناخات الملائمة لاستقبال القرار الاتهامي باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري المفترض صدوره نهاية هذا الصيف او بداية الخريف، من خلال احتواء التفاعلات المسبقة والهادفة، كما يبدو، الى اشاعة اجواء تخويفية، لن يتوقف عندها المدعي الدولي بلمار على أي حال.
قهوجي: سنتدخل لمنع الفتنة
وفيما استبعد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الموجود حاليا في بيروت نشوب حرب قريبة في المنطقة على الرغم من خطورة الوضع، تناغم مع هذا التحليل قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي أكد على جهوزية جيشه لكل الاحتمالات، مشددا في الوقت عينه على التمسك بالسلم الأهلي، الذي اعتبره خطا أحمر. وشدد العماد قهوجي على عدم السماح بأي عبث بالاستقرار الأمني الداخلي، وقال في تصريح صحافي قرارنا واضح ولا يحتمل اي اجتهاد، الجيش سيتدخل لمنع اي فتنة طائفية او سياسية تترجم نفسها على الأرض، ولا تهاون في التعامل مع اي شيء يهدد الأمن الوطني والسلم الأهلي والاستقرار.
استبعاد حرب إسرائيلية
العماد قهوجي، استبعد حربا إسرائيلية على لبنان في ظل الظروف القائمة، لكنه استدرك قائلا: لا شيء يضمن عدم حصول عدوان، وفي حال حصوله فالجيش جاهز للتصدي وهذا دوره، أما عن المقاومة فانها شعب موجود على الأرض. القائد قهوجي شدد على لعب المؤسسة العسكرية الدور المطلوب منها بصورة كاملة ومن دون ضجيج، وبعيدا من الحملات التي تتعرض لها أحيانا. بدوره الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى استبعد حربا في المنطقة رغم خطورة التهديدات الاسرائيلية، انما هناك بالتأكيد مشكلة كبيرة تتعلق بالاحتلال وبالتالي هناك مشاكل كبيرة، انما لا أريد الكلام عن الحرب والسلام. موسى التقى تباعا وزير الخارجية علي الشامي ثم الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري وسعد الحريري وتناول معهم التطورات الاقليمية.
توسيع نطاق الدوليين
من جهة أخرى وفيما أعلن نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم لصحيفة «السفير» ان اليونيفيل، باتت معنية بأن تنتبه الى ما تقوم به، وان تدرك أن التجاوزات تراكم قلقا وان بعض السلوك لا يبني عناصر ثقة بينها وبين الاهالي لذلك فان الإشكال الذي حصل ناجم عن تصرف من اليونيفيل اقلق الناس، ورددت مصادر لبنانية متابعة لـ «الأنباء» ان الفريق الفرنسي في القوات الدولية، الذي هو الاكثر فاعلية، يريد تفعيل دوره، ومعه القوات الدولية الاخرى، دفعا باتجاه تطبيق كامل بنود القرار 1701 الذي لا يسمح بوجود مسلحين في نطاق بقعة جنوب نهر الليطاني، بمعزل عن ارتدادات ذلك على الوضع الداخلي في لبنان، الامر الذي اعتبره لبنان محاولة لتغيير «قواعد الاشتباك» المتفق عليها بين الحكومة اللبنانية والقيادة الدولية، باتجاه التصادم مع السكان المحليين، الذين ربما كان بعضهم منتميا لحزب الله.
وتركز القوات الدولية على حتمية توسيع دائرة تحركها لتشمل بعض الوديان، التي تتصور انها تشكل «الخنادق الاساسية» للحزب في جنوب الليطاني، وهو ما لا تراه القيادات اللبنانية ملائما طالما بقيت اسرائيل داخل الحدود اللبنانية البرية والبحرية على حد سواء.
وفي غضون ذلك بقي الغموض مسيطرا في بلدة الفجر امس مع عدم تسجيل اي تحرك انسحابي اسرائيلي من الشطر الشمالي لهذه البلدة الحدودية، قياسا على ما كانت الدولة العبرية قد اعلنته، ودون ابلاغ القوات الدولية بذلك.