- عالم دين وحدوي من طراز رفيع جعل الوحدة الإسلامية شعاره الدائم
- دعا الكويتيين عبر «الأنباء» للابتعاد عن الاختلافات السياسية والتنوعات المذهبية
فقد لبنان والعالم العربي والإسلامي احد ابرز وجوه التنوير والاعتدال سماحة العلامة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله، الذي لم يكن ضليعا في الفقه والاجتهاد فحسب، وإنما كان أيضا رجلا كبيرا من رجال الثقافة الواسعة والفكر العميق في شتى المجالات، اضافة لكونه مرجعا من مراجع الموقف السياسي. كان سماحة السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله لبنانيا مخلصا في تفكيره وتوجهه، ووطنيا ملتزما في إحاطته واهتمامه، وعربيا في انتمائه وتطلعاته، ومسلما في سلوكه وإيمانه، وهو فوق كل هذا، إنسان كبير، يأنس ذلك كل من تعرف إليه أو تعامل معه، وكل من جالسه وحاوره، وكل من قصده في شأن أو أمر، فكان كبيرا في تواضعه مع الناس، وتعاطفه مع عواطفهم، وتفهمه لشجونهم فرضت مرجعيته وافكاره نفسها ليصبح مرجعية شيعية عربية فحصلت تباينات عديدة بين الفكر المنفتح الذي قاده رحمه الله والبعض الآخر وخاصة من قبل جماعة من الإسلاميين المسيسين وأخرى من التقليديين المتزمتين. فتحت فتاواه آفاقا رحبة في الفقه الشيعي فكان ذاك الوجه المشرق العامر بالايمان الذي لم يغيره ضغط السنين وكان الصفحة المنيرة في كتاب الاجتهاد والفقه الشغوف بالمعرفة والمتبحر في علوم الدين والراصد لكل جديد وتبيان جوازه من عدمه مما اعتبر في حينها نهجا جديدا في الفتاوى الدينية. لم تفارقه ابتسامته الودودة في اشد لحظات المرض ولم يتخل عن ترحيبه بضيوفه العرب والعالميين في أي وقت ومن ضمنها «الأنباء» التي خصها بأحاديث مطولة عديدة شرح فيها وجهات نظره حول العديد من القضايا اللبنانية والعربية والعالمية عند التعريف عن نفسه كان يقول: انا موكل بالاسلام اتبعه وهو الاسلام القرآني المنفتح لنقدم للعالم اسلاما حضاريا منفتحا على العقل لان المشكلة عنده كانت في التخلف الاسلامي في فهم الاصول الفقهية والشرعية للاسلام الذي اراده الله سبحانه وتعالى من خلال سيرة النبي والصحابة واهل البيت ان يكون معلما حضاريا منفتحا على الحياة كلها. رغم كونه مرجعية شيعية الا انه كان يؤكد دائما انه لا فرق بين السنة والشيعة ونادى دائما بالوحدة الاسلامية خيارا وحيدا لانقاذ الواقع الاسلامي بالوحدة وكان اكثر ما يضايقه ان معظم المسلمين يتعصبون للماضي ولا يلتزمون الحاضر وان الموروثات العصبية بلغت مستوى يكفر فيه المسلم اخاه المسلم ويستحل المسلم دم المسلم. مقت الطائفية بكل اشكالها وتندر بالقول دائما «احمل مصباحي لأرى لبنانيا فلا ارى الا طائفيا»، فكان كبيرا في محبته للناس لأي طائفة أو مذهب انتمو فحظي بتقدير ومكانة عاليين لدى جميع الطوائف اللبنانية الذين رأوا فيه رجل التأليف والإئتلاف واعتبروه ثروة وطنية لا تقدر بثمن لإدراكه الموسوعي العميق للأمور ولانفتاحه على كل الأديان والتيارات الفقهية ولحرصه على تبيان القيم السامية التي يلتقي عليها الإسلام والمسيحية فحلّق فوق المذهبيات الضيقة والعصبيات المتفشية في لبنان فكان صوتا هادرا بالحق الإنساني. كان ينظر نظرة تقدير للكويت ودعا عدة مرات الكويتيين للحفاظ على بلدهم وتجنيبه معاناة العصبية المذهبية التي ان انتشرت تحرق الاخضر واليابس ودعا الكويتيين للنظر الى واقعهم كأسرة واحدة بعيدا عن الاختلافات السياسية والتنوعات المذهبية لان ذلك يساهم في حماية الوحدة الوطنية ويركز على مسيرة السلم ويفسح المجال واسعا لنجاح المشاريع السياسية والاقتصادية الداخلية التي من شانها تعزيز فرص النجاح الداخلي على مختلف المستويات، وأشاد عدة مرات في لقاءاته مع «الأنباء» بالتجربة البرلمانية الكويتية التي أتت برموز نسائية إلى الندوة البرلمانية داعيا إلى إيلاء الثقة بالمرأة وبقدراتها التي لا تقل عطاء وإبداعا عن قدرات الرجل والمكانة.
ولد سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله في النجف الأشرف عام 1935، فترعرع في أحضان الحوزة العلمية الكبرى في النجف الأشرف، وبدأ دراسته للعلوم الدينية في سن مبكرة جدا.. وتدرج حتى انخرط في دروس الخارج في سن السادسة عشرة تقريبا، فحضر على كبار أساتذة الحوزة آنذاك وقد أثر عن سماحة السيد فضل الله أنه كان من الأوائل البارزين في جلسات المذاكرة، حتى برز من بين أقرانه ممن حضروا معه، فتوجهت إليه شرائح مختلفة من طلاب العلم في النجف آنذاك، فبدأ عطاءه العلمي أستاذا للفقه والأصول.
العطاء العلمي
حضر عند سماحته في النجف الكثير من طلاب العلم، من اللبنانيين والعراقيين والسوريين وقد كان كل أقرانه يشهدون له بالمكانة العلمية والتحصيل، حتى افتقدته الساحة الإسلامية في العراق عندما عاد إلى لبنان في العام 1966م، وهذا ما عبر عنه السيد محمد باقر الصدر حين قال: «كل من خرج من النجف خسر النجف إلا السيد فضل الله، فعندما خرج من النجف خسره النجف».
تجربة فقهية متميزة
تميز سماحة السيد بتجربة فقهية وأصولية متميزة جعلت منه مجددا في هذا العالم، متابعا لمسيرة السلف الصالح من الفقهاء، وممهدا الطريق نحو اجتهاد أصيل في فهم الكتاب والسنة، وقد ساعده على ذلك فهمه العميق للقرآن الكريم، انطلاقا من تفسيره «من وحي القرآن»، وذوقه الرفيع في اللغة العربية وآدابها، والذي يعتبر الركن الأساس في فهم النص. وبالإضافة إلى كل ذلك، امتلك سماحة السيد «رحمه الله» الجرأة العلمية على طرح نظرياته الفقهية عندما يتوصل إلى قناعة ثابتة بها، ورأى أنه في ظل وضوح الرؤية لدى الفقيه، ليس ثمة مبرر له في الاحتياط، لأن الاحتياط لابد أن يرتكز على دراسة واقعية لظروف المكلفين لا لظروف المجتهد، لأن الاحتياطات التي لا أساس علميا لها، أوقعت المكلف بالحرج والمشقة في كثير من المجالات الابتلائية، ولذا أفتى سماحته بطهارة كل إنسان، وبجواز تقليد غير الأعلم، وباعتماد علم الفلك والأرصاد في إثبات الشهور القمرية.
المشروع الإسلامي المتكامل
كان واضحا أمام سماحة السيد «رحمه الله» منذ اللحظة الأولى لمجيئه إلى لبنان، أنه لابد من العمل للإسلام في إطار مشروع متكامل، فقد عمد سماحته إلى ترجمة البعد العالمي لمشروعه الإسلامي الأممي ميدانيا، عن طريق تلبية الدعوات المكثفة التي كانت تأتيه من مختلف دول العالم الإسلامي والغربي، فكانت له جولات سنوية على دول إسلامية، وأخرى غربية التقى خلالها نخبة من الشباب الإسلامي الملتزم الواعي المدرك لأهمية التمسك بالإسلام في الحياة، وخاصة في بلاد الاغتراب، ومنها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا ودول غربية أخرى.
ذاع صيت سماحته في مختلف أصقاع العالم، وبدأ الطلب على محاضراته وخطبه يتوالى بشكل عكس الحاجة الشبابية الملحة إلى إسلام متحد غير منعزل، وإسلام قابل للحياة يتعامل مع الواقع بأدوات الواقع، ويتحرك بثقة كبيرة، كغيره من الأفكار التي كانت رائجة في العالم آنذاك ويعمل لها منظرون أفذاذ، كالماركسية والرأسمالية والاشتراكية والقومية.
الحرب الأهلية اللبنانية
الأحداث الأمنية التي عصفت بلبنان مع مطلع العام 1975، وضعت مشروع سماحته التوعوي الفكري أمام تحد من نوع آخر فكان أن حدثت عدة محاولات لاغتيال سماحته، إحداها بقذيفة مدفع أصابت غرفة نومه، حيث كان يسكن في منطقة الغبيري بعد انتقاله من مسكنه السابق، إضافة إلى محاولات اغتيال أخرى جرت على الطريق التي كان يسلكها سماحته إلى درس تفسير قرآني في منطقة الشياح، وأخرى على الطريق التي كان يسلكها إلى خطبة يوم الجمعة في بئر العبد. لم تنل هذه المحاولات الفاشلة من عزيمة سماحة السيد، وكان لسان حاله دائما «إنني قد نذرت نفسي للإسلام ولا عودة إلى الوراء حتى لو أدى ذلك إلى استشهادي.. ونحن قوم الموت في عرفنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة».
بداية الإفتاء
منذ ذلك الوقت، بدأت قطاعات واسعة من الشباب المثقف الواعي، تطلب من سماحته الإفتاء في أمور التكاليف الشرعية، لأنهم يرونه أهلا للتقليد كما هو أهل للقيادة، إلا أن سماحته كان يأبى أن يتصدى لهذا الموقع، احتراما لمراجع التقليد من الصنف الأول، بعد رحيل الصف الأول من مراجع التقليد في العالم، لم يعد لسماحته ما يتذرع به أمام أجيال الإسلام والحركة الإسلامية في العالم، من عدم التصدي للمرجعية. فطرح سماحته جملة أفكار بكر خلقت جدلا واسعا في الساحة الإسلامية الثقافية، فمقالاته في مجلتي «الحكمة» و«المنطلق» وغيرهما من المجلات الفكرية التي تناولت موضوعات لها علاقة بالبرلمان والديموقراطية والمشاركة السياسية، وغيرها الكثير والكثير من إشكالات الفكر والسياسة الحداثية، تشهد على استشرافه المأزق الذي يمكن أن يواجه الحركة الإسلامية العالمية، وبات عليها أن تقدم نموذجا متقدما يتجاوز التقاليد السياسية السائدة، وينأى بالتجربة الإسلامية عن الوقوع في خانة الأنظمة التي تجهد الحركة الإسلامية في مقارعتها ومعاداتها.
وبحس القائد الإسلامي العالمي الوحدوي، أطلق سماحته شعار الوحدة الإسلامية، لأنه كان يرى بوضوح أن الإرث التاريخي للعداء بين أنصار المذاهب الإسلامية وتياراتها المتنوعة، قد يتحول إلى معوق حقيقي أمام تحقيق أهدافها. ولعل استشهاد العلماء والمفكرين والمثقفين من مختلف التيارات والمذاهب الإسلامية بأقوال سماحته، لهو أفضل دليل على التوجه الوحدوي لسماحته، حتى قيل فيه إنه عالم دين وحدوي من الطراز الرفيع.. وصاحب المصداقية العالمية في هذا الشأن. وقد عرف سماحته بممارسة متميزة للمرجعية، ابتعدت عن التقاليد المتعارفة للمرجعية، حيث كان يقرأ الدعاء للناس ويحاضر ويلتقي بالناس قدر ما تسمح به ظروفه، كما يستقبل الصحافيين ويخوض في القضايا السياسية من موقعه الفقهي والفكري.
الرعاية الاجتماعية
وللسيد الراحل العديد من المؤلفات بينها 8 كتب فقهية و16 كتابا اسلاميا و16 محاضرة و5 كتب في شرح القرآن الكريم و5 كتب أدعية و8 كتب تتناول سيرة أهل البيت و4 كتب اجتماعية و3 دواوين شعر وعشرة كتب جمع فيها فتاويه.
وأسس فضل الله 6 مدارس و3 معاهد للتعليم الفني والتربوي والصحي و4 مبرات خيرية وقفية و3 مستشفيات ومركزا صحيا و3 مراكز لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ومركزين ثقافيين دينيين.
الفتاوى الجريئة لسماحته التي اقتحم بها مغارات الماضي
محمد ناصر
عندما يأتي ذكر سماحة السيد محمد حسين فضل الله، رحمه الله، يستدعي العقل مباشرة ذكر بعض من فتاواه التنويرية التي اقتحم خلالها مناطق لم يسبق لاحد قبله الجرأة على الافتاء بها وذلك بمجرد ان يتيقن يقينا كاملا من صحتها ليقتحم كهوف التخلف في مغارات الماضي، فلا يتوقف عند ما قاله الاقدمون، بل يراه مشرعا امام النقد، فالقى في الساحة الفقهية الشيعية مساحات واسعة من النقاشات حول ما اعتبر نهجا جديدا في الفتاوى، فدعا الى اعتماد علم الفلك والارصاد في اثبات بدء شهر رمضان وانتهائه، وافتى بتحريم ختان الاناث وتحريم جرائم الشرف، وحظر على الشيعة عادة ضرب الرؤوس بآلات حادة اثناء مراسم عاشوراء، وافتى بجواز تقليد غير الاعلم وبطهارة كل انسان بغض النظر عن معتقداته وديانته وافكاره لان الانسان مخلوق طاهر، واعتبر انه لا يتعين على المرأة المسلمة الالتزام بالنقاب لان الله سبحانه وتعالى استثنى من مسألة الحجاب ما تحتاجه المرأة في حياتها الخاصة والعامة ككائن اجتماعي له حاجاته في المجتمع، وافتى بجواز تصوير وتجسيد الانبياء والائمة والصالحين والاولياء في السينما والمسرح شريطة ان يكون العمل مجسدا بكل العناصر الروحية والانسانية والحركية والجهادية التي يتمثل فيها الشخص بحيث لا يكون ابرازه في العمل الروائي او في الصورة منافيا لطبيعة القداسة التي يمثلها.
كما افتى بحرمة اي حالة من حالات التطبيع مع اسرائيل، مشددا على ان فلسطين كل فلسطين في حدودها التاريخية هي ارض عربية اسلامية، ولا يملك احد شرعية التفريط في شبر منها، مؤكدا ان حرمة التطبيع مع العدو تشمل كل مسلم، وان عدم شرعية التفريط في اي شبر من ارض فلسطين هو خط اسلامي شرعي لا ينطلق التنظير له من خصوصية مذهبية.
إيذاء العمال الأجانب
من فتاواه أيضا عندما حرم إيذاء وظلم العمال الأجانب حيث نبه الى وجود خلل اجتماعي وتربوي وشرعي وقانوني في التعاطي مع العمال الأجانب العاملين في المنازل أو المؤسسات ونزعة عنصرية في اعتبار هذه الشرائح من مستوى انساني ثان أو ثالث، مؤكدا حرمة هذا النوع من التعاطي الدال على انحدار قيمي وخلقي وتخلف حضاري.
واعتبر ان ما يجمع العامل برب العمل هو عقد العمل بينهما والذي يوقع عليه كلا الطرفين، وهو يشتمل على بنود وشروط محددة، وبناء على القاعدة الشرعية المستقاة من قوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا اوفوا بالعقود) ولا تختلف في ذلك عن القاعدة القانونية.
الغلو في الإمام علي عليه السلام
كما نبه مرات عديدة الى ان الغلو في الإمام علي عليه السلام كفر ويعتبر معتقده كافرا كبقية الكفار الآخرين، ودعا اكثر من مرة المسلمين السنة والشيعة الى التوحد معتبرا انه قد نختلف على مسألة الإمامة والخلافة إلا أنها تبقى مسألة تاريخية.
وذكر في أحد لقاءاته ان شد الرحال الى المراقد لم يرد فيه اي نص من قبل أئمة آل البيت بل هي حالات ولائية عاطفية تتحرك من خلال المسلمين الشيعة.
الإساءة للصحابة
وافتى بالتحريم تحريما مطلقا الاساءة الى الصحابة وسبهم وبرأ السيدة عائشة من قضية الإفك لأن الله برأها في ذلك ولا يجوز اتهامها أو اتهام اي زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضوع كما انكر قضية كسر ضلع السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام).
كما أفتى سماحته بجواز الإفطار في شهر رمضان بمجرد سقوط قرص الشمس خلف الأفق ورأى عدم ضرورة الانتظار لغياب الحمرة المشرقية كما يفعل معظم الشيعة لأن ذلك بنظره مبني على الاحتياط حين الاشتباه وعدم التأكد من تحقق الغروب.وأكد أن اغلب المسلمين الشيعة لا يقولون بولاية الفقيه ولا يرونها عامة على مستوى ما يقرب من الإمامة والخلافة.
إختلاف الآذان
واعتبر ان ما يختلف عليه المسلمون السنة والشيعة خارج نطاق الخلافة، هو بعض الأبحاث الكلامية وبعض الامور الفقهية، لأنه عندما تدرس الخلافات الفقهية بين الفريقين، يظهر أن ما يلتقي عليه السنة والشيعة في الجوانب الفقهية يصل الى مستوى 80%.
وذكر في احد لقاءاته ان رأيه في الاختلاف في الأذان بين السنة والشيعة الذين يضيفون عبارة «اشهد ان عليا ولي الله» فقال اننا نعتبر ان تلك العبارة ليست جزءا من الأذان وقد بين ذلك في كتاب الفتاوى واعتبر ان ذكرها فقط للتبرك وليست جزءا من الأذان.
كما أدان في عدة مرات العمليات الانتحارية ضد المدنيين في العالمين العربي والاسلامي.
وافتى عام 2007 باستطاعة المرأة رد عنف زوجها بعنف مضاد دفاعا عن النفس داعيا الى رفع العنف عنها سواء كان عنفا جسديا او اجتماعيا او تربويا او داخل البيت الزوجي واثارت الفتوى ردود فعل مضادة عنيفة من علماء اعتبروا ان ضرب المرأة لزوجها مخالف للفطرة، كما اعتبر في حديث له ان صوت المرأة ليس عورة.
لم تقتصر فتاوى السيد رحمه الله على الشأن الديني والسياسي والاجتماعي، بل ايضا تناولت البيئة، حيث افتى بحرمة كل ما من شأنه ان يضر بالبيئة او يمثل اعتداء عليها او يؤدي الى ازعاج الناس وترويعهم وتخويفهم باستخدام الأساليب غير الحضارية للتعبير عن الاحتجاج او الابتهاج.
وفي إشارة الى ظاهرة احراق الدواليب المطاطية واطلاق الرصاص والمفرقعات اعتبر ان ما اعتاده بعض الناس في مجتمعاتنا من اشعال الاطارات المطاطية في حالات الاحتجاج هو امر محرم شرعا، كما انه يمثل مظهرا من مظاهر التخلف الحضاري بالنظر الى ما يتسبب فيه من تلويث للبيئة، وبما يعود بالضــرر على الناس في صحتهم وفي سائر اوضاعهــم وانه لا يجوز ان يحتج الانسان على سوء إدارة الدولــة لهذا المرفق الحيوي او ذاك بما يزيد من معانــاة الناس من خلال استخدام هذه الوسائل، بــل يجب استخدام الأساليب التعبيرية التي تــؤدي رسالتها من دون ان تتسبب بآلام واضــرار اضافية للناس. كما ادان عمليات خطف رهائن ابرياء.وقال ان ذلك يمثل قمة الوحشية والهمجية التي يرفضها الاسلام الذي هو بريء من كل هذه الاعمال ومن القائمين بها لأنه دين الرحمة والشفقة الإنسانية.
وكان رحمه الله قد نأى بنفسه عن قضية احتجاز رهائن غربيين من قبل جماعات إسلامية مسلحة في لبنان خلال فترة الثمانينيات قائلا انه ضد عمليات الخطف ودعا مرارا الى الافراج عنهم.
آراء في مسيرته
آية الله السيد علي خامنئي: (مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية)
«صلوا خلف هذا الفيض الإلهي الكبير، السيد فضل الله، فهو علم من أعلام المذهب الشيعي».
الرئيس نبيه بري: (رئيس مجلس النواب اللبناني)
«المرجع الروحي السيد محمد حسين فضل الله، جزء أساسي من أنشودة المقاومة على أرض لبنان، وفي شتى المراحل وأبواب الجهاد».
المطران إلياس عودة: (متربوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس)
«إنه رجل التأليف والائتلاف، يدعو إلى التمييز حيث يترصد الناس جنوح إلى التشويش أو الخلط، وإلى الانسجام حيث تتهددهم نزعة إلى التبعثر أو ميل إلى الاختزال. روحية الحوار عند العلامة فضل الله تخاطب القلب، لأنها تجيء من السماحة التي ما برح يستلهمها وقد دعي بحق صاحبها».
الكاتب والمفكر محمد حسنين هيكل
«السيد فضل الله إنسان لا تستطيع أن تختـــــلف معه، وهـــو مظلوم أن يبقى في لبنان، لأنه مرجعية إسلامـــية كبرى».
«السيد محمد حسين فضل الله، لديه عقل يضاهي عقل لينين في قدرته على التخطيط، وإنني عندما زرت لبنان، استفاد الجميع مني، ولكن أنا لم أستفد إلا من المرجع السيد محمد حسين فضل الله».
بولس نعمان:(رئيس الرهبانية المارونية الأسبق)
«يتميز السيد محمد حسين فضل الله برؤية سياسية نافذة، وإدراك موسوعي عميق للأمور، وانفتاح على كل الأديان والتيارات الفكرية».
الصحافي البريطاني: روبرت فيسك
«شخص مثل المرجع الديني الشيعي، السيد محمد حسين فضل الله، فيلسوف إلى جانب كونه داعية إسلاميا عالميا».
أمين الجميل:
«سماحة السيد فضل الله من المقامات الروحية التي يفتخر بها لبنان كله، هو نبع لا ينضب من الفكر والقيم».
منصور الرحباني:
«يا سيد العلماء، متحدر أنت من سلالة إضاءات الوجود في خير أمة أخرجت للناس، من تاريخ عبيره سيوف ودماء شهدت لله والحقيقة».
نواب ومفكرون أشادوا بمناقب الراحل وحرصه على الوحدة الإسلامية
الأمير أبرق معزياً.. والأوساط الكويتية نعت فقيد الوسطية
سامح عبدالحفيظ
بعث صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ببرقية تعزية الى أسرة المغفور له بإذن الله تعالى سماحة السيد محمد حسين فضل الله أعرب فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى سماحة السيد فضل الله سائلا المولى تعالى ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وان يلهم الأسرة الكريمة جميل الصبر وحسن العزاء.
كما بعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ببرقيتي تعزية مماثلتين.
وقد نعت الأوساط الدينية والفكرية الكويتية العلامة السيد محمد حسين فضل الله الذي وافته المنية أمس بعد 75 عاما قضاها في العلم والبحث.
وأشادت الأوساط بمناقب الفقيد واعتداله في الفكر والفتاوى.
وأشاد رجال الدين والفكر والسياسة بحرص الفقيد على تعزيز الوحدة الإسلامية والعمل بجد على إظهار سماحة الدين الإسلامي.
وشددوا على الفراغ الكبير الذي سيخلفه العلامة الراحل في عالم الفكر الديني الوسطي المستنير، كما أشادوا بحب الفقيد للكويت وحرصه على الدعوة الى كل ما يعزز لحمتها ووحدتها الوطنية.
وقد أكد النائب مبارك الخرينج ان الأمة الإسلامية فقدت المرجع الشيعي العلامة محمد حسين فضل الله الذي شكل غيابه خسارة للعالم العربي والإسلامي لفقدانهما علامة جليل سخر حياته لخدمة الإسلام والمسلمين في علومه ومعارفه وفتاويه المعتدلة.
ولفت الخرينج الى ان فضل الله رحمه الله أسس المعهد الإسلامي وشكل بذلك نقطة البداية لكثير من طلاب العلم الديني كما كان يقوم برعاية الكثير من الأنشطة الخيرية والاجتماعية التي تخدم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
وأوضح ان العلامة معروف عنه بالأوساط الاسلامية بالاعتدال في طرح وجهات نظره الاجتماعية والقضايا التي تخدم الناس وكان يبعد عن الغلو ويدعو إلى التسامح ونبذ الخلافات وترابط الأمة الاسلامية حماية لحقوقها.
بدوره، عزى النائب د.يوسف الزلزلة الأمة الاسلامية جمعاء بوفاة سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله ووصف فكره بالاعتدال والعقلانية في كتبه وآرائه وانه استخلص ما قدمه من القرآن والسنة وسيرة آل البيت.
وأضاف الزلزلة ان من يحملون فكر السيد فضل الله سيواصلون دورهم في انتهاج الحوار الهادئ الذي يتأتى من العقل والمنطق، مبينا ان حب الكويت كان متأصلا في نفسه اذ كان في كل لقاء يؤكد على توحيد الكلمة وتقوية اللحمة الوطنية لأنها جزء لا يتجزأ من لحمة الأمة الإسلامية.
من جانبه، عزى النائب فيصل الدويسان لبنان والعالم الاسلامي بوفاة العلامة حسين فضل الله، مؤكدا انه كانت له خطوات ثانية على دروب التقارب السني ـ الشيعي سائلا الله ان يتقبل علمه وعمله.
وأضاف الدويسان: لقد فقدت الأمة الاسلامية احد علمائها الذين أثروا الكتب بالمفاهيم الوسطية وكان رحمه الله مثالا للتسامح الديني، والرقي في الطرح ونبراسا للوسطية والاعتدال.
وبدورها عزت النائبة د.معصومة المبارك الأمة الإسلامية بوفاة العلامة الجليل حسين فضل الله الذي أثرى الفقه الإسلامي فكرا واعتدالا ووسطية، مؤكدة ان آراءه كانت تتسم بالعقلانية والطرح الراقي.
من جهته، عزى النائب عدنان عبدالصمد الأمة الاسلامية بوفاة فضل الله، موضحا انه أفنى حياته في سبيل تعزيز الوحدة الإسلامية واظهار سماحة الدين الاسلامي واعتداله.
وقال النائب د.حسن جوهر ان الفقيد عمل من أجل وحدة المذاهب الاسلامية وخسارته فاجعة كبيرة للأمة، ولا يمكن ان ننسى دوره في دعم المقاومة اللبنانية ضد الكيان الصهيوني بالاضافة الى دعمه للقضية الفلسطينية.
وأكد د.جوهر ان من يعرف سيرة العلامة يستذكر بكل فخر الحياة المستنيرة في تغذية الفكر المستنير ودعم خط الاعتدال.
من جانبه، قال النائب عدنان المطوع: ان فضل الله كانت له أفكار وأعمال أثرت الإسلام وعززت وحدته.
ومن ناحيته، تقدم النائب السابق عصام الدبوس بأحرّ التعازي الى الشعب اللبناني الشقيق والأمتين العربية والإسلامية في وفاة العلامة السيد محمد حسين فضل الله، وقال الدبوس: لا يسعنا في هذا المصاب الجلل سوى التضرع الى الباري عز وجل بأن يتقبل الفقيد بقبول حسن وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون).
كذلك نعت الأوساط الفكرية الكويتية السيد فضل الله وأشادت بمناقبه حيث قال الكاتب الإسلامي وليد الأحمد: نعزي أنفسنا بالفقيد السيد حسين فضل الله خاصة انه اشتهر بالوسطية بين السنة والشيعة ونحن نقرأ لكثير من المتشددين وكثير من المتعصبين ولكن إذا تحدثنا عن السيد فضل الله نجد انه كان دائما يسعى الى التهدئة متى ما اشتعلت الطائفية والمذهبية بين مختلف المذاهب، لذلك برز اسمه كأحد المشــــايخ الهادئين الذين لا يسعون الى المواجهة بل توضيح الحقائق كما يرونها من منظورهم الشرعي بعيدا عن التطاول على المذاهب الأخرى.
من جهته، قال رئيس مكتب فلسطين بلجنة الرحمة العالمية د.وليد العنجري: نعزي في العلامة السيد حسين فضل الله الذي كان معروفا بحرصه على التقارب بين السنة والشيعة وتخفيف هوة الخلاف بينهما وكان معروفا، رحمه الله، باحترامه للصحابة الكرام رضي الله عنهم وكان ينكر موضوع سب الصحابة والتطاول عليهم ونحن نذكر له هذه الخصال الطيبة ونسأل الله تعالى له الرحمة ولأهله السلوان.
من جانبه، نعى الداعية الإسلامي د.سعد العنزي الفقيد بقوله: رحم الله العلامة السيد حسين فضل الله حيث كان يتخذ الجانب الوسطي في آرائه وفتاواه في المذهب الجعفري، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ونعزي المسلمين والشيعة في كل مكان بوفاته.
بدوره نعى رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية د.عبدالله المعتوق العلامة السيد حسين فضل الله معتبرا ان الفقيد كان من أبرز العلماء والمفكرين المعاصرين الذين عرفوا بالوسطية في طرحه ومعالجته لمشاكل الأمة الإسلامية.
الخرافي عزى بري وأسرة الفقيد
بعث رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي ببرقية تعزية ومواساة الى رئيس مجلس النواب في لبنان نبيه بري في وفاة سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله.
وقال الخرافي: بقلوب خاضعة ومستسلمة لقضاء الله وقدره تلقيت ببالغ الأسى نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله ـ رحمه الله ـ الذي رحل بعد حياة حافلة بالعطاء.
وتضرع الى المولى العلي القدير «ان يتغمد الفقيد العزيز بفيض رحمته وواسع مغفرته ورضوانه، وان يسكنه جنات الفردوس الأعلى نزلا خالدا فيها أبدا مع الصديقين والأبرار والصالحين، وان يلهمكم جميل الصبر وحسن العزاء» كما بعث الخرافي ببرقية تعزية ومواساة الى عائلة فضل الله.
يوارى الثرى ظهر غد في مسجد الحسنين بالضاحية الجنوبية
لبنان فقد نموذج التعايش وظهير المقاومة
بيروت ـ عمر حبنجر
غيّب الموت امس العلامة المرجع اية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله عن عمر ناهز الخامسة والسبعين، حيث يشيع جثمان الفقيد ظهر غد الثلاثاء إلى مثواه الأخير في مسجد الحسنين في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وكان السيد فضل الله عرضة لسلسلة ازمات صحية منذ بضعة اشهر، انتهت الى نزيف في الكبد لم يستطع الاطباء السيطرة عليها.
واعلنت الوفاة في مؤتمر صحافي في مسجد الامامين الحسنين، دون تحديد موعد التشييع ومكان دفن الجثمان بانتظار المزيد من المشاورات مع وجود وجهتي نظر احداهما تتحدث عن دفنه في النجف الاشرف واخرى تفضل مقاما له في لبنان.
وتولى احد كبار علماء البحرين السيد عبدالله الغريفي اعلان الوفاة في مؤتمر صحافي عقده في مسجد الإمامين الحسنين الذي بناه المرجع الراحل في منطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، بحضور حشد من الشخصيات السياسية والعلمائية، وبينها الرئيس السابق لمجلس النواب حسين الحسيني، والنواب: علي عمار، حسن فضل الله، عباس هاشم، والوزير محمد خليفة.
وقال الغريفي في بيان النعي: في زمن نحن احوج ما نكون اليه رحل هذا الأب الكبير زارعا في قلوب المحبين احزانا جمعت كل احزان التاريخ ، وقد توقف نبض هذا القلب عند الـ 75 عاما قضاها جهادا واجتهادا وانفتاحا والتزاما بقضايا الامة، ومواجهة لكل قوى الاستكبار والطغيان.
واضاف: لقد رحل السيد ويلتزم الاسلام فكرا ومنهجا وحركة وقد كان العقل الذي اطلق المقاومة التي استمدت من فكرة روح المواجهة والتصدي والممانعة وسارت في خط الانجازات والانتصارات الكبرى في لبنان وفلسطين وفي كل بلد فيه للجهاد موقع.
وتابع يقول: على الدوام كانت قضايا العرب والمسلمين الكبرى من اولويات اهتماماته، وتبقى فلسطين الهم الاكبر لحركته حتى الرمق الاخير قائلا: لن ارتاح الا عندما يسقط الكيان الصهيوني.
واشار البيان الى ان السيد فضل الله شكل علامة فارقة اتفقت في جمهور الامة الامها وامالها ورسمت لهذا الجمهور خط الوعي في مواجهة التخلف وحملت معه مسؤولية بناء المستقبل، وقد وقف بكل ورع وتقوى في مواجهة الفتن بين المسلمين رافضا ان يتآكل وجودهم بفعل العصبيات المذهبية الضيقة، معتبرا ان كل من يثير فتنة بين المسلمين، هو خائن لله ورسوله، حارصا على ان تكون العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في لبنان والعالم قائمة على الكلام السواء والتفاهم حول القضايا المشتركة.
ونوه البيان بتواضع السيد وانسانيته وخلقه الرسالي الرفيع، وقد اتسع قلبه للمحبين وغير المحبين، وقد اهتم بالفقراء والمستضعفين وبالايتام، وختم بالقول: الآن ارتاح هذا الجسد وهو يتطلع الى الكثير من الآمال والطموحات على مستوى حاضر الامة ومستقبلها، وهو اذا كان رحل جسدا فسيبقى روحا وفكرا وخطا.
وتوالت بيانات نعي المجتهد الكبير من مختلف المراجع اللبنانية السياسية والدينية، بدءا من رئيس مجلس النواب نبيه بري مرورا برئيس الحكومة سعد الحريري فحزب الله ومفتى الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، وامين الفتوى الشيخ امين الكردي، فنائب رئيس المجلس الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان.
بري: كان نموذجاً للتعايش وظهيراً للمقاومة
بدوره نعى رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الأمتين العربية والإسلامية وإلى اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة وإلى الإنسانية جمعاء وإلى ابناء جبل عامل الأشم سماحة المرجع الاسلامي الكبير آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله وجاء في بيان النعي: بفقدانه تفتقد الأمة داعية من طلائع الدعاة الى الوحدة الإسلامية، وصوتا مدويا من أجل نصرة قضايا الحق والعدالة ومقاومة الظلم والعدوان، وداعما من ابرز دعائم قيام لبنان نموذجا للتعايش بين الحضارات والأديان، وظهيرا للمقاومة ظل حتى الرمق الأخير.
واضاف البيان عهدنا بكل المؤمنين على مساحة عالمنا العربي والإسلامي ان يحفظوا للراحل الكبير سلوكه الإيماني والأخلاقي والسياسي الذي تركه فينا ذرية وفكرا وعلما وثقافة ومؤسسات والعزاء كل العزاء بأن الراحل الكبير هو واحد من اولئك الذين قال فيهم جده رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: «العلماء ورثة الأنبياء».
الحريري: مرجعية وطنية وروحية كبرى
من جانبه، اصدر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بيانا نعى فيه العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله، وقال: يخسر لبنان بغياب العلامة السيد محمد حسين فضل الله مرجعية وطنية وروحية كبرى، اسهمت اسهاما فعالا في ترسيخ قيم الحق والعدل لمقاومة الظلم واضافت الى الفكر الاسلامي صفحات مميزة ستتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل.
واضاف: لقد عرف اللبنانيون والمسلمون في غير مكان من العالم عن الفقيد الكبير قوة في المنطق وجرأة في الموقف وصلابة في الالتزام، وشكل في كل المراحل والظروف صوتا للاعتدال وداعية لوحدة اللبنانيين خصوصا والمسلمين عموما، يرفض الفتنة ويطلق الفتاوى لتحريمها ويتخذ من الحوار سبيلا لإعلاء شأن العقل في معالجة القضايا الخلافية.
وختم: إننا إذ نشارك اللبنانيين في نعي الراحل الكبير الى المسلمين في كل العالم، نتوجه الى محبيه واهله ومريديه بأحر التعازي القلبية، مبتهلين الى الله عز وجل ان يعوضنا عن غيابه بسيرته الطيبة وفكره المميز وأعماله في نشر الخير والعلم، رحم الله العلامة السيد محمد حسين فضل الله وألهم ذويه وأتباعه الصبر والسلوان.
حزب الله: حداد لثلاثة أيام
وفي هذا السياق، اصدر حزب الله بيانا نعى فيه العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله، جاء فيه: فقد لبنان والأمة الإسلامية والعالم بأسره العلامة المجاهد آية الله سماحة السيد محمد حسين فضل الله، تغمده الله تعالى بواسع رحمته، العالم الاسلامي الكبير الذي ملأ الساحة بعلمه وجهاده ومواقفه وتربيته ومؤلفاته، وهو الذي وقف بكل جرأة ووضوح نصيرا للمقاومة ضد العدو الصهيوني وللمجاهدين الابطال حيث تشهد الساحة تحديه وتصديه للاحتلال وأفعاله الاجرامية والاثمان التي دفعها نتيجة لمواقفه، وعبر عن رفضه لمؤامرات الاستكبار لقد كان من ابرز الداعين الى الوحدة الاسلامية محاربا التفرقة والفتنة، وعاش مع الناس في شؤونهم وشجونهم وتوجيهاتهم. واضاف البيان انها خسارة كبرى لهذا الرمز الذي تحتاجه ساحتنا، واذا فقد العالم ثلمت ثلمة في الاسلام لا يسدها شيء، وانا لله وإنا إليه راجعون، وسيبقى علمه وجهاده ومواقفه نبراسا للمجاهدين الاحرار، وختم: يقدم حزب الله بالغ العزاء لصاحب العصر والزمان في رحيل العلامة فضل الله إلى الرفيق الأعلى، ولأسرته وجميع المحبين في العالم، داعيا الى اوسع مشاركة في التعزية والتشييع، معلنا الحداد ثلاثة ايام تعبيرا عن الحزن والمواساة.
مفتي لبنان: علماً وعالماً
من جهته، نعى مفتي لبنان الشيخ د.محمد رشيد قباني ودار الفتوى في الجمهورية اللبنانية السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله.
وقال المفتي د.الشيخ قباني: لقد فقد لبنان والعالم العربي والاسلامي بوفاة العلامة السيد محمد حسين فضل الله علما وعالما كبيرا من فقهاء المسلمين له مكانته ودوره في خدمة الاسلام وكان مثال العالم الفقيه وصاحب الادب الرفيع في اخلاقيات الايمان والاسلام، وساهم بنجاح في الكثير من الطروحات المعاصرة على صعيد الخطاب الديني، نسأل الله سبحانه وتعالى ان يتغمد السيد محمد حسين فضل الله بواسع رحمته، وان يسكنه فسيح جناته، وان يجعل في أبنائه واسرته ومريديه خير خلف لخير سلف.