بيروت ـ عمر حبنجر ـ داود رمال
وسط مساع حثيثة لتبريد السجال المستجد حول الاحتكاكات بين الجنوبيين واليونيفيل، ابلغ مصدر رسمي لبناني «الأنباء» أن الرئيس السوري بشار الاسد سيقوم بزيارة رسمية الى لبنان تستمر يوما واحدا وذلك قبل منتصف الشهر الجاري للقاء كبار المسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.
وأوضح المصدر ان الموعد النهائي لزيارة الرئيس الاسد سيتحدد مع اختتامه لجولته على دول أميركا الجنوبية واسبانيا، وان الترتيبات لهذه الزيارة بدأت بين العاصمتين، حيث سيعقد قمة ثنائية تعقبها محادثات موسعة على ان يقيم الرئيس سليمان حفل غداء رسميا على شرف الرئيس الاسد يحضرها كبار اركان الدولة لاسيما الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري.
كما انه يدرس امكانية دعوة رؤساء الطوائف واقطاب هيئة الحوار.
مراسم استقبال رسمية
وكشفت المصادر ان الاسد سيصل عبر مطار رفيق الحريري الدولي حيث ستقام له مراسم الاستقبال الرسمية.
ولم يستبعد المصدر الاتفاق خلال القمة على موعد انعقاد المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري ومكان انعقاده، مشيرا الى ان التطورات الاقليمية والوضع في المنطقة سيأخذان حيزا مهما من المحادثات إضافة الى المواضيع الثنائية ذات الاهتمام المشترك لاسيما ترسيم الحدود البحرية في ظل رغبة لبنانية ـ سورية للإسراع في هذا الأمر، حفظا للحقوق الوطنية في ثروات كلا البلدين لأن اسرائيل لا تتورع عن انتهاك وسرقة هذه الحقوق في المياه والغاز والنفط.
إلى ذلك، كشف مصدر واسع الاطلاع لـ «الأنباء» ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد سيزور لبنان تلبية لدعوة رسمية وجهها اليه الرئيس سليمان خلال زيارته الى ايران، وان هذه الزيارة ستتم قبل حلول شهر رمضان المبارك في اغسطس المقبل، وستكون زيارة نجاد حافلة باللقاءات مع القيادات اللبنانية، حيث سيتخللها توقيع اتفاقيات كان سبق ونوقشت خلال زيارة سليمان والوفد المرافق الى ايران. وأوضح المصدر ان نجاد سيعقد جلسة واسعة من اللقاءات في مقر إقامته، ومن غير المستبعد ان يقابله حزب الله استقبالا خاصا ومميزا عبر الدعوة الى حشد جماهيري في ملعب الراية سيخاطب خلاله نجاد جمهور حزب الله.
وعلى غرار الحشد الذي استقبل الرئيس الايراني السابق السيد محمد خاتمي في ملعب المدينة الرياضية خلال زيارته الى لبنان. كما اشار المصدر الى زيارة سيقوم بها الى لبنان ايضا وخلال الاسابيع المقبلة رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان حيث سيعقد محادثات مع نظيره اللبناني والرئيس سعد الحريري ومع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، وسيكون للزيارة بعدان الأول سياسي يتعلق بالتطورات في المنطقة في ضوء المواقف التركية الداعمة للحقوق العربية والثاني ثنائي يستكمل خلاله ما بدأه الرئيس الحريري خلال زيارته الى تركيا والتي تخللها توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة.
واعتبر المصدر ان هذه الزيارات الى لبنان من شأنها ان تعكس اجواء مريحة في ظل استمرار التهديدات الاسرائيلية وتؤشر الى ان مظلة الأمان الدولية للبنان تتوسع ويمكن الاستثمار على كهذه زيارات في تعزيز العلاقات الثنائية من دولة الى دولة.
في غضون ذلك حطت الأزمة مع القوات الدولية جنوبا، في قصر بعبدا الجمهوري، وتولاها الرئيس ميشال سليمان شخصيا، عبر إجراء لقاءات واتصالات مع الأطراف المعنية، بدءا من يوم الأحد، وقد أثمرت التحركات الرئاسية استقرارا على أرض الجنوب، وانكفاء للتحديات والأصوات العالية في الداخل.
خط أحمر
وبدا واضحا من دعوة الرئيس سليمان لوزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير المخابرات العميد أدمون فاضل ان الرئاسة تلمست اقتراب المشكلة من الخط الأحمر، وان استمرار وجود اليونيفيل في جنوب لبنان هو على المحك، وقد اتصل برئيس المجلس نبيه بري ثم برئيس الحكومة سعد الحريري اللذين كانا في أجواء انزعاج الفرنسيين، ما جرى مع كتيبة بلادهم، خصوصا بعد الحادث الثاني الذي وقع بين بلدتي قبريخا وتولين حيث اصيب جنديان وتضررت آليتان، وتم إبلاغ الرئيس سليمان بان تحركا فرنسيا وأوروبيا سيبدأ قريبا، بحثا عن موقف يحاكي الواقع الحاصل، في ضوء إشارات فرنسية على ان ما جرى ليس مجرد حوادث عفوية. وهذا التحرك قد يبرز في اجتماع مجلس الأمن يوم 13 الجاري لمناقشة تقرير الأمين العام بان كي مون حول تنفيذ القرار 1701، حيث سيتخذ الفرنسيون والإيطاليون والإسبان موقفا مشتركا من الأحداث الحاصلة.
بيد ان مجمل اللقاءات التي عقدت ركزت على استكمال الإجراءات التي عرضت بين قيادة «اليونيفيل» ومديرية المخابرات، وقد أدرج تحرك الرئيس سليمان ضمن إطار احتواء الموقف الناشئ ومعالجته ومنع تفاقمه.
ويبدو ان الوضع يتجه نحو ورقة تفاهم جديدة بين الجيش واليونيفيل على اساس القواعد القائمة، منها إعادة العمل بالتنسيق الدقيق بينهما فيما ينهي احتمال تجدد الإشكالات.